"مجاعة غزة".. 60 دقيقة تفصل بين وفاة شقيقين

ظهر على جسدي الطفلين ضعفٌ شديد حتى برزت عظامهما جراء نقص الغذاء، وعدم توفر الرعاية الطبية، إذ كانا يعانيان من شلل دماغي منذ ولادتهما، بحسب صور لهما.

أقام الطفلان في خيمة برفح، التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة؛ في ظل شح الغذاء والماء والدواء والرعاية الصحية وحتى النظافة العامة؛ جراء الحرب وقيود إسرائيلية.

وقبل دفن طفليه تباعا، ودّعهما حبوش وهو يزرف الدموع، وسط أجواء من حزن وقهر لفقدانه سهيل ومحمد، طفليه الوحيدين.

راثيا طفليه، قال الأب، في منشور عبر صفحته بفيسبوك أنه بعد ساعة من دفن ابنه سهيل "روح الروح"، التحق به "ابن قلبي الثاني" محمد.

وحتى الساعة العاشرة مساء الاثنين، لم يصدر تعقيب من وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بخصوص وفاة الطفلين الشقيقين.

توفي 27 فلسطينيا في غزة، بينهم أطفال؛ بسبب سوء التغذية الناتج عن الحرب الإسرائيلية على القطاع، الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني، وتحاصره تل أبيب منذ 17 عاما، وفقا لوزارة الصحة.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في 16 مارس، إن ثلث أطفال شمالي قطاع غزة دون العامين يعانون سوء التغذية الحاد، محذرة من أن "المجاعة تلوح في الأفق".

جراء الحرب وقيود إسرائيلية تتعارض مع القوانين الدولية، بات سكان قطاع غزة، ولا سيما محافظتي غزة والشمال بالفعل في براثن المجاعة، وسط شح شديد في الإمدادات الضرورية للحياة، لاسيما مع وجود حوالي مليوني نازح.

وتنفذ دول عربية وأجنبية إسقاطات جوية لمساعدات إنسانية على غزة، ولكنها غير كافية ولا تسد الاحتياجات العاجلة للفلسطينيين، مع دعوات إلى فتح المعابر الحدودية وإغراق القطاع بالمساعدات، قبل أن تلتهم المجاعة مزيدا من سكانه.