إيران وإسرائيل.. مصلحة مشتركة تحولت إلى طلاق بالـ3

بعد عامين من إعلان قيام إسرائيل في العام 1948، أقام شاه إيران علاقات وثيقة مع إسرائيل وكانت إيران تضم أكبر جالية يهودية في الشرق الأوسط.

وكانت لإسرائيل في إيران بعثة دبلوماسية كبيرة، وكانت تستورد منها 40٪ من احتياجاتها النفطية مقابل تزويد إيران بالأسلحة والقدرات التكنولوجية والمنتجات الزراعية.

في العام 1957، أنشئت منظمة المخابرات والأمن القومي الإيرانية "سافاك" بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ولاحقا مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "موساد".

في العام 1979، وبعد إعلان قيام ما عرف بـ"الجمهورية الإسلامية"، قطعت إيران كلّ العلاقات مع إسرائيل وسحبت اعترافها بها. لكن ذلك لم يحل دون الإبقاء على روابط تجارية غير رسمية بين البلدين.

في العام 1980، أصبحت "حركة الجهاد" التي تأثرت بنهج الثورة الإيرانية، أول منظمة فلسطينية تحمل السلاح بوجه إسرائيل.

حينما اندلعت الحرب الإيرانية-العراقية (1980-1988)، سلّمت إسرائيل إيران نحو 1500 صاروخ.

كشف عن هذا الأمر في إطار قضية بيع أسلحة أميركية لإيران عرفت باسم "إيران غيت"، في إطار مساعي تحرير رهائن أميركيين احتجزوا في لبنان.

إيران غيت أو ما عرف باسم إيران كونترا هي باختصار فضيحة سياسية تورط فيها مجلس الأمن القومي الأميركي (NSC) في صفقات أسلحة سرية وأنشطة أخرى إما كانت محظورة من قبل الكونغرس أو تنتهك السياسة العامة المعلنة للحكومة، لكل من إيران ونيكارغوا.

باعت واشنطن عام ١٩٨٥ لإيران صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للطائرات اعتقادا أن ذلك سيعيد الرهائن الأميركيين المحتجزين في لبنان، وهو ما يتناقض مع سياسة الحكومة الأميركية الرافضة لمساعدة طهران في حربها مع العراق، بحسب بريتانيكا.

المفاجأة كانت في تحويل جزء من مبلغ 48 مليون دولار دفعته إيران مقابل الأسلحة من قبل مجلس الأمن القومي الأميركي ومنحه إلى قوات الثورة المضادة التي سعت إلى الإطاحة بحكومة اليسارية في نيكاراغوا، وهي القوة التي عرفت باسم "الكونترا".

وكشف عن الفضيحة حينما أسقط اليساريون في نيكاراغوا طائرة كانت تنقل الإمدادات إلى الكونترا وأسر طيارها نهاية ١٩٨٦، وقد كشف تقرير الكونغرس الأميركي بعد جلسات الاستماع إلى أن مجلس الأمن القومي الأميركي تحرك دون إذن رئاسي.

في العام 1982، اجتاحت إسرائيل لبنان لوقف العمليات الفلسطينية ضدها انطلاقا من الأراضي اللبنانية، وقد ساهم الحرس الثوري الإيراني في إنشاء حزب الله الذي أصبح مع الزمن، وبدعم إيراني، قوة عسكرية كبرى.

تتّهم إسرائيل إيران وحزب الله بالضلوع في هجمات عدة ضد مصالح إسرائيلية أو ضد يهود لا سيما في الأرجنتين (29 قتيلا في العام 1992، 85 قتيلا في العام 1994)، وفي بلغاريا (ستة قتلى في العام 2012).

في العام 1998، أعلنت إيران أنها أجرت للمرة الأولى تجربة لصاروخ أرض أرض من طراز "شهاب 3" الذي يبلغ مداه نحو 1300 كلم، وهو قادر على بلوغ إسرائيل.

في العام 2005، قال الرئيس الإيراني المحافظ محمود أحمدي نجاد إنه يجب "محو إسرائيل من خارطة العالم"، ووصف محرقة اليهود بأنها "خرافة".

في العام نفسه، استأنفت إيران أنشطة تخصيب اليورانيوم في أصفهان (وسط).

في يوليو 2015، توصّلت إيران إلى اتفاق مع الدول الكبرى يهدف الى مراقبة برنامجها النووي، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حذّر أن "إسرائيل ليست ملزمة بهذا الاتفاق (...) لأن إيران لا تزال تريد تدميرنا".

وأيّدت إسرائيل خطوة الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق في العام 2018.

ومع اندلاع الحرب في سوريا عام ٢٠١١، بدأت إسرائيل تدين تدخل حزب الله وإيران، لتشن مئات الضربات في سوريا التي استهدفت قوات النظام وقوات إيرانية ومقاتلي حزب الله.

في عام ٢٠٢٠ اغتيل العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده، لتتهم طهران إسرائيل بالضلوع في العملية التي تمت داخل أراضيها، لتتزايد بعدها وتيرة الضربات الإسرائيلية لإيران في سوريا.

وجاء قتل عقيد في ٢٠٢٢ ثم قيادي في الحرس الثوري عام ٢٠٢٣ ثم استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق وقتل محمد رضا زاهدي مطلع أبريل ٢٠٢٤ ليكون أبرز ما شنته إسرائيل ضد إيران.