كل ما نعرفه عن صالح العاروري وعملية اغتياله

كان العاروري أحد أعضاء الفريق المفاوض من حماس لإتمام صفقة تبادل المعتقلين عام 2011 مع إسرائيل بوساطة مصرية، وتم بموجبها الإفراج عن جلعاد شاليط، الجندي الإسرائيلي الأسير لدى الحركة، مقابل الإفراج عن 1027 معتقلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.

وفي 31 يوليو 2021 أعاد مجلس شورى حركة حماس، انتخاب العاروري، نائبا لرئيس المكتب السياسي، للمرة الثانية، بالإضافة إلى شغله منصب رئيس الحركة بالضفة الغربية.

يعتبر العاروري من كبار قادة حركة حماس، والمؤسسين الأوائل لجناحها المسلح كتائب عز الدين القسام.

كان العاروري من التيار البراغماتي في قيادة حماس، ويتمتع بصلات قوية مع أمين سر حركة فتح جبريل الرجوب، ويعتبر القيادي الأبرز في حماس الذي يدعو للمصالحة الفلسطينية الداخلية والانتخابات العامة.

ويتمتع العاروري بصلات قوية مع إيران، وتنقل معلومات أنه أشرف على تسليح الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية، ويعتبر من المرشحين الأوفر حظا لخلافة إسماعيل هنية في الانتخابات.

طالبت إسرائيل بطرده من قطر بعد تحميله مسؤولية عملية اختطاف 3 إسرائيليين في الضفة الغربية عام 2014، وسافر إلى تركيا، قبل إخراجه مجددا، هذه المرة إلى لبنان.

قالت مصادر خاصة لبلبينكس إن الانفجار الذي استهدف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في لبنان، صالح العاروري، في ضاحية بيروت الجنوبية، جاء بواسطة 3 صواريخ أطلقتها مسيرة إسرائيلية.

ولفتت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها، إلى أن صاروخين استهدفا شقة داخل المبنى كان العاروري بداخلها، في حين استهدف الصاروخ الثالث سيارة أمام المبنى.

الشقة ليست مكتبا لحماس

وأضافت المصادر: "الشقة التي استهدفتها إسرائيل ليست مكتبا لحماس بل شقة خاصة تقول المعلومات إنها كانت مخصصة لعقد اجتماعات بداخلها ويحضر إليها مسؤولون من حماس في لبنان".

ووفقا للمصادر، فإنّ العاروري كان يستعد للقاء أمين عام حزب الله حسن نصرالله غدا، وكان يجري اتصالات مع عدد من مسؤولي حماس في بيروت لمتابعة آخر التطورات على صعيد الجبهة في غزة.

وبحسب المعلومات، فإن الشقة كانت أشبه بغرفة عمليات، موضحة أنّه لا مظاهر أمنية حولها توحي بشبهات بشأنها.

ورصدت بلينكس تعزيز عناصر الأمن الخاص بحزب الله، من انتشارها في الضاحية الجنوبية في أكثر من نقطة وليس في محيط الانفجار فحسب.

صالح العاروري الذي يبلغ 57 عاما من العمر هو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس منذ 2017، كما أنه أحد الشخصيات السياسية الرئيسية في الحركة الفلسطينية.

تتهمه تل أبيب وواشنطن بتمويل وتوجيه العمليات العسكرية لحماس في الضفة الغربية المحتلة. وهو مدرج على القائمة الأميركية "للإرهابيين الدوليين" المصنفين تصنيفا خاصا منذ سبتمبر 2015، وفق الوكالة الفرنسية.

عرضت وزارة الخارجية الأميركية، مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى مكانه.

أمضى العاروري سنوات في السجون الإسرائيلية بين عامي 1995 و2010، ثم نفي إلى سوريا قبل أن ينتقل إلى تركيا، وبعدها انتقل للعيش في لبنان.

قال الجيش الإسرائيلي ردا على سؤال لوكالة فرانس برس عن العاروري، إنه "لا يعلق على تقارير الإعلام الأجنبي".

وشاهد مصوّر لوكالة فرانس برس في الموقع المستهدف دمارا واسعا لحق بطبقتين من المبنى، إضافة الى عدد من السيارات المتضررة. وهرعت سيارات الإسعاف إلى الموقع المستهدف لنقل الضحايا.

كما تضررت محال تجارية وشقق سكنية على بعد مئة متر من مكان الانفجار.

ندّد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي بالقصف، معتبرا إياه "جريمة اسرائيلية جديدة تهدف حكما الى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب".

وقال إن ما جرى "هو حكما توريط للبنان وردّ واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان".

وطلب ميقاتي من وزير الخارجية عبد الله بو حبيب "تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي على خلفية الاستهداف الفاضح للسيادة اللبنانية بالتفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت"، حسب تعبيره.

يتحدث زعيم حزب الله حسن نصر الله الساعة السادسة مساء الأربعاء 3 يناير، في مناسبة معدة سلفا في ذكرى اغتيال الأميركيين قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، في بغداد قبل ٤ سنوات. وسيتناول على الأرجح عملية الثلاثاء، وفق فرانس برس.

وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية تصاعدا في وتيرة القصف بين حزب الله بشكل رئيسي والجيش الإسرائيلي، منذ اندلاع الحرب في غزة.

ومنذ بدء التصعيد، قتل أكثر من 160 شخصا في لبنان، نعى حزب الله 120 منهم على الأقل. وأحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 13 شخصا بينهم ٩ عسكريين.