الرد على إيران يقسم إسرائيل

وجهة نظر الرئيس الأميركي، جو بايدن، بعد الهجوم الإيراني أنه يجب على إسرائيل اعتبار ما حدث انتصاراً، وألا تقوم بالرد أكثر من ذلك.

في المقابل وعد بايدن بإجراء مناقشة مع قادة مجموعة الـ7 حول اتخاذ رد دبلوماسي ضد إيران بالتنسيق مع إسرائيل.

هناك فريق في إسرائيل يوافق وجهة النظر تلك إلى حد ما، حيث يرى بتأجيل الرد للحظة المناسبة واستغلال الزخم الحالي في تحقيق مكاسب استراتيجية.

هذا الفريق يضم وزير الدفاع، يؤاف غالانت، ووزير الحرب، بيني غانتس، ووزير الخارجية، يسرائيل كاتس.

بحسب صحيفة هآرتس، فإن غانتس وغالانت يريان فرصة استراتيجية في ما حدث لتعزيز تحالف إقليمي ودولي، كما يعتبر غانتس أنه من الضروري التركيز حالياً على استعادة الرهائن وحسم الحرب ضد غزّة.

أما وزير الخارجية كاتس، فيحاول استغلال اللحظة للمطالبة بوضع الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب، وفرض المزيد من العقوبات المؤلمة ضد إيران.

هذا الفريق يجادل بأن على إسرائيل استغلال مطالبة المجتمع الغربي لها بعدم الرد والحصول على تنازلات من تلك الدول، سواء فيما يتعلق بعزل إيران ودعم إسرائيل أو بتأييد العملية البريّة في رفح.

مثلا، الجنرال (احتياط) ياكوف أميدرور يعتبر أن على إسرائيل استغلال الظرف للتوصل لتفاهم مع الأميركيين يسمح للجيش الإسرائيلي اجتياح رفح، مقابل تأجيل الرد على إيران وتجنب التصعيّد الإقليمي.

هناك أيضا أصوات إسرائيلية تدعو لاستغلال زخم اللحظة ومهاجمة حزب الله في حال كان بايدن رافضاً لمهاجمة إيران.

ويرى أنصار، "فريق التروي في الرد"، بما حدث، فرصة لتعزيز صورة إسرائيل كـ"ضحية"، وكسر عزلتها دولياً.

فبعد أسابيع من الانتقادات المتكررة ضد إسرائيل بسبب الحرب، وقيود الحصار المطبقة التي أدت لحدوث مجاعة في شمال غزّة، تهافت قادة الدول الغربية لإدانة الهجوم الإيراني والتعبير عن دعمهم لإسرائيل ووقوفهم إلى جانبها.

ومن المرتقب أن يزور وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إسرائيل، بالإضافة لوزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك.

على الجانب الآخر، هناك سياسيون إسرائيليون يرون بضرورة استغلال اللحظة لمهاجمة إيران، وضرب أهداف استراتيجية فيها قبل فوات الأوان.

وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، طالب بأن إسرائيل "يجب أن تكون هائجة" من أجل "خلق الردع في الشرق الأوسط. رد إسرائيل لا يمكن أن يكون واهياً، على غرار قصف الكثبان الرملية الذي شهدناه في غزّة خلال السنوات السابقة".

وانضم له وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، الذي قال إن "أنظار الشرق الأوسط بأكمله والعالم كله تتجه نحو إسرائيل. إذا تردد صدى ردنا في جميع أنحاء الشرق الأوسط للأجيال القادمة، فسننتصر. وإذا تجاهلناهم (..) فإننا سنضع أنفسنا وأطفالنا في خطر وجودي مباشر".

وبحسب القناة 13 الإسرائيلية، هناك توجه لدى الجيش الإسرائيلي والمنظومة الأمنية بالرد على إيران، والسلاح الجوي الإسرائيلي جهّز مجموعة من الخيارات للهجوم.

هناك أيضاً شخصيات أمنية بارزة في إسرائيل تدعو للرد، منها العميد (احتياط) يوسي كوبرفاسر المقرّب من نتنياهو والذي قال إنه يجب استغلال اللحظة لتوجيه ضربة استراتيجية تجاه المحور الإيراني وبرنامج إيران النووي.

وأضاف يوسي أن هجوم إيران يحاول تغيير قواعد اللعبة في المنطقة، كونه الهجوم الأول من دولة إقليمية ضد إسرائيل منذ عام 1991 عندما قصف العراق إسرائيل، وأن على إسرائيل أن تكون "العامل المهيمن" في تلك المعادلة الجديدة.

وانضم له العميد (احتياط) اليميني جاكوب ناجيل الذي طالب بـ"رد كبير ضد إيران في الأراضي الإيرانية"، بما يشمل مصافي النفط والبرنامج النووي.

وزير الثقافة والرياضة من حزب الليكود، ميكي زوهار، انضم أيضاً للفريق المنادي بالرد وقال إن "الرد المتراخي على العدوان الإيراني غير المسبوق هو استمرار لعقيدة المنطق المعقول التي عفا عليها الزمن".

وأضاف زوهار "هذا المنطق فشل أمام حماس، وحصلنا على 7 أكتوبر، وفشل أمام حزب الله الذي يهاجمنا بشكل مستمر، وسيفشل أمام إيران التي لم تتردد في مهاجمة إسرائيل بشكل مباشر".

أما نائبة الكنيست عن حزب الليكود والمقربة من نتنياهو، طالي غوتليب، فهددت الحكومة بشكل صريح أنها "إذا رضخت لمطلب بايدن ولم تستغل الفرصة الذهبية لمهاجمة إيران والقضاء على التهديد الإيراني، فإن هذه الحكومة، بالنسبة لي، لن تكون جديرة بالثقة بعد الآن".

وأضافت طالي "كل دقيقة تمر من دون مهاجمة إيران، هي صرخة لأجيال. إذا لم تفهم هذه الحكومة واجبها في استعادة عنصر الردع والرد بهجوم ضد إيران، فإنها تعرض مستقبل إيران للخطر. إسرائيل إذا قادها جبناء صامتون، فإنها ستكون مذنبة بالجحيم الذي سيأتي على إسرائيل في المستقبل".

وانضم لطالي، نائب الكنيست الليكودي، وممثل إسرائيل السابق في الأمم المتحدة، داني دانون، في القول "إننا قدمنا الليلة قدرات دفاعية هائلة، لكن الآن يجب علينا تقديم القدرات الهجومية فحسب".