"رخاميات البارثينون".. قصة تماثيل أثارت أزمة في أوروبا

في مشهد على إفريز، وهو شريط مزخرف بارز على الجدران، يصور النحات اليوناني فيدياس مهرجان باناثينايا أعظم مهرجانات مدينة أثينا القديمة لتكريم ما يعرف بـ"الإلهة أثينا"، ليمتد الموكب على مسافة ١٦٠ مترا ضاما ١١٥ قطعة تعرض ٣٧٨ شخصية ومعبودة وأكثر من ٢٠٠ حيوان معظمهم خيول.

يختتم الموكب بإعطاء البيبلوس، هدية الشعب الأثيني لتمثال أثينا، فيما يبدأ المشهد المصور وينتهي بالآلهة الاثني عشر لجبل أوليمبوس.

هذا المشهد المتفرد، لا تستطيع رؤيته متكاملا نظرا لتفرقه بين المتاحف، فيوجد 50 مترا في متحف الأكروبوليس، و80 مترا في المتحف البريطاني، وكتلة واحدة في متحف اللوفر، بينما تنتشر أجزاء أخرى في متاحف باليرمو والفاتيكان وفورتسبورغ وفيينا وميونيخ وكوبنهاغن بحسب الموقع الرسمي لمتحف الأكروبولس.

كان معبد البارثينون الذي بني في القرن الخامس قبل الميلاد لتكريم الإلهة أثينا وضم هذا المشهد، تعرض للتدمير الجزئي والنهب العام سنة 1687.

إلى جانب اسم رخاميات البارثينون، يطلق اسم إلغن على الجزء الموجود في المتحف البريطاني نسبة إلى اللورد توماس بروس صاحب لقب "إيرل أوف إلغن" ليصبح معروف باللورد إلغن الذي شغل منصب سفير المملكة المتحدة لدى الدولة العثمانية نهاية القرن الثامن العشر وبداية القرن التالي حيث كانت اليونان تتبع القسطنطينية.

كان إلغن السابع محبا للآثار، وقد حصل على إذن من العثمانيين، أو هكذا زعم، لنقل مجموعة المنحوتات بين عامي 1802 و1812، لتنقل من معبد البارثينون في أثينا، إلى بلاده التي اشترت التماثيل في عام 1816 مقابل 35 ألف جنيه إسترليني بناء على توصية من إحدى اللجان البرلمانية، وهو مبلغ أقل بكثير من تكلفتها التي تحملها إلغن، لتودع في المتحف البريطاني، حيث لا تزال معروضة، بحسب الموسوعة البريطانية بريتانيكا.

تطالب أثينا منذ عقود باسترداد منحوتات البارثينون حيث تشدد على أنّها تعرّضت "للنهب" عندما كانت البلاد تحت حكم العثمانيين، فيما تقول لندن إنه تم الحصول عليها "عام 1802 بشكل قانوني" عبر الدبلوماسي البريطاني اللورد إلغن الذي باعها إلى المتحف البريطاني.

وفي وقت سابق، أعاد الفاتيكان في وقت سابق هذا العام إلى اليونان ثلاث منحوتات رخامية من معبد البارثينون كان قد احتفظ بها لقرون، بحسب فرانس برس.

وخلال السنوات الماضية سعت اليونان إلى تركيب المشهد مرة أخرى من خلال مشروع بناء متحف الأكروبوليس الجديد الذي افتتح عام ٢٠٠٩، والذي عده رئيس الوزراء كوستاس كارامانليس حينها أنه سيكون حجة قوية للغاية لإعادة منحوتات البارثينون، بحسب صحيفة إكاثماريني اليونانية.