"اختلاف الشكل" ألهمها.. فنانة ترسم المرأة الـ"Curvy"

تقول إسراء في لقاء مع بلينكس، إنها كانت متحمسة جداً في البداية لهذه الطريقة، فرسمت لوحات كثيرة بشكل سريع، لكنها أرادت أن تقضي وقتاً أطولَ مع كل لوحة؛ لتطورها من الناحية الفنية وتركز في تفاصيلها، فأصبحت اللوحة الواحدة تأخذ شهراً أو أكثر.

حاولت أن تجد مع الوقت صياغة أو شكلاً جديداً للشخصيات التي ترسمها، حتى إذا كانت كلهن ممتلئة الجسد، فكان يجب أن يكن مختلفات، فلسن كلهن في الحجم نفسه أو لديهن شكل الأيدي أو الخصر.

تضيف إسراء "أتحدث عن الاختلاف، فكان من الضروري أن تكون الشخصيات مختلفة عن بعضهن البعض".

الفنانة التشكيلية تقول إن طريقتها في الرسم تلقى إعجاب الكثير من الناس، ويظهر ذلك في الكثير من التعليقات الإيجابية التي يكتبها المتابعون لصفحتها، ولكن هناك بعض، وهم أقل من عشرة في المئة بحسب إسراء، لا تعجبهم شكل السيدات التي ترسمها، بعضهم يقول إنها تشجع على السِّمنة وبعض آخر ينتقد السيدات المرسومات لأنهنّ غير محتشمات.

تجد على صفحة إسراء على إنستغرام، رسومات لعدة فتيات يتأرجحنّ في مناسبات وأماكن مختلفة، وراقصات يحملنّ شمعدان على رؤوسهنّ، وأخريات يعلقنّ غسيلهنّ.

تقول إسراء إن بيت جدتها في منطقة السيدة زينب الشعبية، كان مصدر إلهام في شكل الشخصيات التي ترسمها وخصائصهنّ.

تتذكر السيدات اللواتي يتكلمن عبر الشبابيك، أو الأرجوحة في بلكونة جدتها، أو حتى الأفلام المصرية القديمة التي كانت تشاهدها جدتها تعرض تفاصيل مختلفة للسيدات المصريات عن الأفلام الحديثة، هذا بالإضافة إلى شغفها الدائم في البحث ومعرفة المزيد عن رسومات الفنانين التشكيلييّن الآخرين.

قد تُلهَم إسراء أيضاً من فيديوهات تشاهدها، فمنذ عدة أشهر شاهدت فيديو لسيدة فلسطينية تحلم دائماً بأنها تزور بيتها القديم؛ فرسمت سيدة مبتسمة ترتدي الزي التقليدي الفلسطيني تطير في الهواء.

أرادت إسراء أن تعبر عن سعادة الأشخاص في الحلم، وهم يذهبون لرؤية شخص أو مكان يحبونه؛ فانتشرت هذه الرسمة بشدة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الحرب على غزّة.

تقول د. ناهد شوقي استشاري الصحة النفسية في جامعة عين شمس، إن هنا "موضة" متغيّرة لشكل جسد المرأة، "فقد كانت الموضة في فترة ما، هي المرأة ذات الجسد الممتلئ ثم المرأة النحيفة، وأصبحت الآن الموضة أن تكون المرأة نحيفة، ولكن مع إبراز أو تحديد بعض الأجزاء في جسدها".

تنتشر الآن عمليات التجميل في الأسنان ونحت عظام الوجه والذقن، ورفع الصدر عن المعدل الطبيعي أو تكبير المؤخّرة وتنحيف الخصر، فهناك الكثير من الفتيات في سن صغيرة يحاولنّ أن يواكبنّ هذه الموضة ويغيّرن من شكلهنّ.

تضيف د. ناهد أن انتشار تلك "الموضة" وما يصاحبها من إعلانات مراكز التجميل عن تلك الخدمات على وسائل التواصل الاجتماعي، "تتسبب في تشويه الصورة الذاتية لبعض الأشخاص"؛ فالفتيات اللواتي لا يجدنّ في أنفسهنّ مواصفات الموضة المنتشرة قد يتعرضنّ لحالات اكتئاب.

تقول د. ناهد "إنَّنا لا نستطيع أن نُوقف وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي، لكن ما يمكن عمله، هو تعزيز ثقة الإنسان في نفسه من خلال الاقتناع بأن تغيير شكل الجسد لن يكون سبباً في زيادة الثقة بالنفس، ولكن تغيير طريقة التفكير والسلوكيات ونمط الحياة هو ما سيجعل الإنسان مقبولاً وناجحاً".