البَّراني" و"دموع الولية".. بين الانتقادات وملايين المشاهدات بالجزائر

تربع مسلسل "البّرّاني" في جزئه الثاني على قوائم الأكثر مشاهدة في الجزائر، بتحقيقه أكثر من 46 مليون مشاهدة على موقع "يوتيوب" بعد عرض 15 حلقة منه.

ولحقه العمل الدرامي "دموع الولية" الذي حصد أكثر من 34 مليون مشاهدة، بعد عرض 15 حلقة أيضا على "يوتيوب".

رغم نسب المشاهدة غير المسبوقة للأعمال الدرامية المحلية في الجزائر، فإن ذلك لم يمنعها من هبوب رياح الانتقادات اللاذعة، التي ركزت على ما وصفته بـ"كثرة العنف اللفظي والجسدي" في بعضها، أو ما وصفه البعض بأنه "غزو المؤثرين للشاشات على حساب خريجي المعاهد".

ويندرج عملا "البَّرّاني" و"دموع الولية" ضمن الأعمال الدرامية الاجتماعية التي تحاكي قصصاً حقيقية لعائلات في المجتمع الجزائري.

مسلسل "البَّراني"، وهي كلمة باللهجة الجزائرية تعني الغريب، يرتكز على البطولة الجماعية لنجوم أبرزهم مصطفى لعريبي وياسمين عماري وحميد كريم وخالد بن عيسى وأمينة لشطر وكريم دراجي وعايدة عبابسة، وأخرجه يحيى مزاحم.

المسلسل بدأ كقصة كتبها المخرج يحيى مزاحم عام 2016، قبل أن يقرر تحويلها إلى عمل درامي، يقول إن جزءا كبيرا منها مستمد من قصة حقيقية، بحسب تصريحات صحافية.

وحاول سيناريو المسلسل التركيز على ظاهرة تعاطي المخدرات التي نخرت جسد بعض العائلات الجزائرية، واختار كاتب السيناريو أن يسرد ذلك بصريا من خلال عائلة بسيطة، تتكون من 3 أشقاء لكل منهم حياته الخاصة وأحلامه وطموحاته وحتى أسراره الخاصة به، مبرزا تلك العلاقات المعقدة بين هؤلاء الأشقاء.

ومن النقاشات الصاخبة بين أفراد تلك العائلة، ينتقل سيناريو العمل أيضا إلى أسلوب "الأكشن"، باختيار دخول عالم الجريمة من مافيا المخدرات والسلاح، وتعاطي بعض الشباب العاطل للمخدرات.

ومن المشاهد التي صدمت الجمهور وفاة فتاة بعد حصولها على جرعة زائدة من مخدرات معروفة في الجزائر باسم "تشوشنة".

ورغم غوص العمل الدرامي في ظاهرة اجتماعية خطرة فإنه أثار جدلا وانقساما في رد فعل الجمهور، بين من قابله بموجة انتقادات واسعة على مشاهد تعاطي الشباب للمخدرات، واعتبر المنتقدون أن تلك المشاهد تروّج للمخدرات، وبين من اعتبر بأن سيناريو العمل مستمد من واقع مرير يتزايد في العقد الأخير لظاهرة تعاطي المخدرات.

سيناريو "دموع الولية" من القصص المستمدة أيضا من واقع المجتمع الجزائري، إذ تدور حول علاقة سيدة مسنة تسمى "الولية" وعلاقتها مع زوجة ابنها المتجبر الذي يقضي 25 سنة في السجن ثم يعود لغطرسته، لكن بأسلوب وزاوية طرح مختلفة، رغم أن أسماء شخصيات أبطال السيناريو غريبة عن المجتمع مثل "جاغورا" و"ميكة".

العمل الدرامي أخرجه نجيب أولبصير وسيناريو رابح سليماني، وتشارك في بطولته الفنانة القديرة فاطمة حليلو، بالإضافة إلى كل من حساس كشاش، ونوميديا لزول، وفيزية تيقرتي، وفوزي بن براهيم، وعبد الكريم رابح.

قصة دراما "دموع الولية" تدور داخل أسوار منزل عائلة سيدة مسنة تعيش مع ابنها وزوجته، ويرصد المعاملة السيئة والمهينة التي تتعرض لها تلك الأم من قبل كنّتها ما يدخلها في حالات حزن واكتئاب وعجز عن البوح بما تتعرض له.

وارتفع إيقاع العمل بعد قرار الابن الزواج مرة ثانية، لتنقلب حياة تلك العائلة إلى صراعات ومشكلات، وهي الصراعات التي تجبر السيدة المسنة على الصمود أمامها ومواجهتها بكثير من الصبر والقدرة على تحملها.

ويحاول العمل الدرامي تسليط الضوء على كبار السن في العائلات من خلال جانب علاقة أم الزوج مع كنّتها ومعاملة الأخيرة لها، فتنوعت وانتقلت مشاهده وحواراته بين مختلف المشاعر الإنسانية المتناقضة من الحب والكره والفرح والحزن والغضب والابتسامة والأمل والألم.

ورغم النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "دموع الولية" فإنه قُوبل أيضا بانتقادات لاذعة خصوصا لبطلته "نوميديا لزول" على ما عده المتابعون "كثرة بكائها"، فيما دافع عنها آخرون بالقول بالإشارة إلى طبيعة سيناريو العمل التي تميل أكثر إلى مشاعر الحزن.