سرقة بانكسي للمرة الرابعة.. ما الجديد هذه المرة؟

بعد ساعة من نشر بانكسي لصورة العمل، رأى أحدهم 3 رجال و"كان معهم سلم. وكان هناك رجل واحد على السطح والاثنان الآخران كانا يراقبان السلّم".

وأوضحت شرطة لندن أنها تحقق في الأمر، مشيرة إلى أنها لم توقف أحداً حتى الساعة في هذه القضية.

وهذا العمل الرابع خلال ٤ أيام الذي يرسمه الفنان في شوارع العاصمة، وهو أمر غير معتاد بالنسبة إلى بانكسي الذي عادة ما يُنجز جدارياته بفارق زمني يُقدّر بالأسابيع أو حتى بالأشهر.

فقد ظهر الإثنين رسم غرافيتي يظهر عنزة على جدار في ريتشموند في غرب لندن.

وفي اليوم التالي، ظهر عمل آخر بتوقيع بانكسي يبيّن فيلين يُخرجان خرطوميهما من نافذتين مغلقتين عند إحدى واجهات منطقة تشيلسي الراقية. والأربعاء، ظهرت ثلاثة قرود، وهي تتأرجح متشبثة بجسر للسكك الحديد في شورديتش في شرق العاصمة.

وأثارت هذه التجسيدات الفنية للحيوانات الكثير من التكهنات حول معناها، إذ رأى فيها البعض إشارة إلى أزمة المناخ، والبعض الآخر ربطها بالألعاب الأولمبية أو بالحرب في غزة.

وتساءل البعض عن وجود صلة محتملة مع أعمال الشغب اليمينية المتطرفة التي شهدتها المملكة المتحدة في الأيام الأخيرة، إذ دافع الفنان مراراً عن قضايا اللاجئين.

وتثير أعمال بانكسي التي تباع بملايين الدولارات في المزادات، شهية كثيرين.

غموض بانكسي هو جزء أساسي من جاذبيته، ولكن كاد بانكسي أن يفصح عن هويته العام الماضي، ليس بسبب فضول معجبيه، وإنما بسبب مواجهته دعوى قضائية بالتشهير.

ووصلت القضية المحاكم في ٢٠٢٣ حول إحدى مطبوعاته الشهيرة "ملكة القرود"، بعدما أصيب اثنان من جامعي الأعمال الفنية، نيكي كاتز وراي هاوس، بالإحباط بعد ٣ سنوات من محاولة إقناع شركة بانكسي، Pest Control، بإثبات صحة القطعة.

ونتيجة لذلك، رفعوا دعوى قضائية بتهمة خرق العقد، وهي القضية التي كادت أن تجبر بانكسي على الكشف عن اسمه الحقيقي.

ويعتقد كاتز وهاوز، اللذان اشتريا القطعة مقابل 30 ألف جنيه إسترليني في عام 2020، أنها قد تصل قيمتها إلى ما بين 55 ألف جنيه إسترليني و70 ألف جنيه إسترليني إذا تم إثبات صحتها.

ويقال إن العمل الفني، الذي يُقال إنه من طبعة محدودة من 150 قطعة، يفتقر إلى الشهادة الرسمية من شركة بانكسي، وهي ضرورية للتحقق من أصالته وتعظيم قيمته.

وبدون شهادة من Pest Control، أو "مكافحة الحشرات" باللغة العربية، لا يمكن حتى لآراء الخبراء ضمان قيمة أو شرعية قطعة من أعمال بانكسي. وتأسست الشركة في عام 2008 بعد بيع نسخ مزيفة من أعمال الفنان عبر الإنترنت.

ويقارن كاتز الوضع بموقف فنانين مشهورين آخرين: "إذا كان لدي لوحة لليوناردو دافنشي، فلا يوجد "ليوناردو كونترول" للتحقق من صحتها، بحسب ما نشرته ذا غارديان.

ولا يوجد أي تطورات في القضية إلى حد الآن.

ظهرت العديد من نظريات المؤامرة بخصوص هوية بانكسي، ومن أكثر النظريات المتداولة بين معجبيه:

• بانكسي هو روبرت ديل ناجا من فرقة Massive Attack.
• بانكسي هو جيمي هيوليت من فرقة Gorillaz.
• نيل بوكانان، مقدم برنامج Art Attack التلفزيوني السابق.

أو كما زعمت صحيفة بريطانية في 2008 على أنه روبن جونينجهام، وهو تلميذ سابق في مدرسة عامة يبلغ من العمر 34 عاما آنذاك، على الرغم من أن الفنان نفى ذلك. ولم يتمكن أحد من ربط جونينجهام وبانكسي بشكل قاطع.

وربطت الصحيفة بانكسي بصورة التقطت عام 2008 يُزعم أنها تظهر الفنان في برمودا محاطاً بمواد الرسم، وتُعرّف الصحيفة الرجل الموجود في الصورة على أنه روبن غونينغهام، الذي يعيش في مدينة بريستول، مسقط رأس بانكسي، على الرغم من أن الفنان نفى أن تكون الصورة له.

أخذ بانكسي حصته من الصراعات القضائية على مدار مسيرته الفنية، سواء كمدعي أو مدعى عليه. وفي ٢٠١٢، رفع رجل أعمال بريطاني دعوى قضائية ضده لأنه رسم على جدار مقر عمله دون إذنه، وتمت تسوية القضية خارج المحكمة.

أما في ٢٠١٤، رفع بانكسي دعوى قضائية ضد شركة بطاقات تهنئة لبيعها وتحتوي على أعماله الفنية دون إذن، وتمت تسوية القضية خارج المحكمة. في المقابل، وفي نفس العام، رفعت امرأة بريطانية دعوى قضائية ضده لأنه رسم على جدار مرآبها دون إذن، ورفضت المحكمة القضية.

ورفع بانكسي دعوى قضائية ضد شركة بطاقات تهنئة بسبب انتهاك العلامات التجارية، وحُكم في القضية في البداية لصالح بانكسي، ولكن تم إلغاء الحكم في عام 2021 على أساس أن بانكسي لا يمكنه الاحتفاظ بعلامات تجارية بينما تظل هويته مجهولة.