"السجن كان قريبا من أي شخص"، تقول نبراس. وبعد أيام قليلة من تخرجها عام 2016، وجدت نفسها حبيسة زنزانة ضيقة.
تروي قائلة: "تم اعتقالي دون سابق إنذار عند انتهاء إقامتي، وكان الوضع غريبا ومخيفا. بقيت ساعات قليلة في الحبس، وخرجت بعد استيفاء الإجراءات. عشت لحظات مرعبة، لكنها لم تكن الأخيرة".
وتضيف: "عندما حاولت فتح مشروعي الثقافي، واجهت صعوبات هائلة. في وقت كانت الوشايات شائعة، وجدت نفسي مرة أخرى في مخفر الشرطة بتهمة إزعاج الجيران وفتح مركز ثقافي".
وتتابع بصوت مفعم بالحزن: "قضيت 6 أيام كاملة كانت كفيلة بتغيير نظرتي إلى الحياة تماما. ما رأيته كان صادما. السجون لم تكن فقط أماكن للعقاب، بل زنازين للكوابيس في وضح النهار".
وتصف نبراس زنزانتها بأنها "صغيرة ومكتظة بما لا يقل عن 50 شخصا". وكانت تنام على الأرض بلا غطاء، ولم يكن هناك ماء أو طعام كافٍ، ولا حتى نافذة. أطفال مرضى يرافقون أمهاتهم في الزنزانة، ونساء يُهَنَّ بكل أشكال الإهانة".
الخروج من السجن كان بمثابة طوق نجاة للفنانة الأردنية التي اختارت السير بجانب الحيطان، معتزلة المواجهة ومتكتمة على نشاطات مركزها الثقافي.
ومع ذلك، استمرت في تقديم موهبتها وإبراز مواهب الفنانين الطموحين والمهتمين. تستذكر بحسرة: "كنا نشعر بأن كلمة واحدة قد تكلفنا حياتنا".
ولطالما تساءل الكثيرون عن سبب بقائها في سوريا، فتقول: "كانت إجابتي بسيطة: كيف يمكنني أن أترك هذه الأرض دون أن أعطي الحب الذي زرعه أهلي في داخلي؟ كيف أبتعد عن الناس الذين كانوا معي في كل خطوة، الذين علموني معنى الانتماء وحب البقاء".