3 رسائل حب من القرن السابع عشر.. مَن كان الوسيط الخفي؟
يخوض متحف "مجموعة فريك" في نيويورك تحديًا غير تقليدي، عبر تقديم معرض يقتصر على ثلاث لوحات ليوهانس فيرمير، تتمحور حول رسائل الحب، للرسام الهولندي في القرن السابع عشر.
اقتنى مؤسس المتحف، الصناعي هنري فريك، عام 1919 لوحة "العشيقة والخادمة". واستعار المتحف لهذا المعرض عملين آخرين: "سيدة تكتب رسالة وخادمتها" من المعرض الوطني الإيرلندي، و"رسالة حب" من متحف رييكس في أمستردام.
وهذه ثلاث من ست لوحات أنجزها فيرمير تتمحور حول كتابة الرسائل وتبادلها، في فترة كان فيها فن المراسلة في ذروته.
تُجسد الأعمال الثلاثة دور الخادمة كوسيط بين العشيقة وكاتب الرسالة أو متلقيها، ما يعكس سياقًا اجتماعيًا كانت فيه بعض النساء في أوروبا يتمتعن بحرية أكبر في اختيار شريكهن.
ويشير منسق المعرض، روبرت فوتشي، إلى أن الشعور بالترقب والانتظار في هذه اللوحات لا يزال يوازي تجربة الانتظار الحديثة في تطبيقات المواعدة.
ورغم اختلافها في الحجم والحركة والمنظور، تحمل اللوحات الثلاث "سرديات غامضة" تُميز أسلوب فيرمير، بحسب القائمين على المعرض، الذي يُعد أول معرض مخصص للفنان في نيويورك منذ 2001، وأول معرض أصلي ينظمه المتحف بعد إعادة افتتاحه.
أُعيد افتتاح متحف "فريك" حديثًا بعد نحو 5 سنوات من الإغلاق لأعمال تجديد بلغت تكلفتها 330 مليون دولار، مع إضافة عشر صالات جديدة.
ومن اللافت أن لوحتين من الأعمال المعروضة استخدمتهما أرملة فيرمير لتسديد دَين للخباز بعد وفاته، ما يُظهر أن ما كان يُقايض عليه بخبز، أصبح اليوم ثروة فنية.
وترى أمينة المتحف، إيمي نغ، أن "فيرمير لا يزال يأسر ويلهم الجماهير حتى اليوم".