الاستثمار في حقيبة أكثر أماناً من الأسهم

بعد دراسة أجرتها في ٢٠١٦ تم المقارنة فيها بين ثلاثة أنواع مختلفة من الاستثمارات: أسهم S&P 500، الذهب، وحقائب بيركن. بين عامي 1980 و2015، تراجع مؤشر S&P 500 بمتوسط قدره 11.66٪. في خلال نفس الفترة الزمنية، ارتفع الذهب وحقق ارباحا سنوية قدرها 1.9٪، بينما ازدادت قيمة حقائب هيرميس بيركين حيث قدمت زيادة سنوية بنسبة 14.2٪. وأشارت الدراسة إلى أن حقائب البيركن لم تخسر من قيمتها أبداً وشهدت الحقائب ذروة ارتفاع في القيمة في عام 2001، حيث زادت قيمتها بنسبة 25٪.

يميل الاقتصادي ثورستين فيبلين إلى فكرة "الاستهلاك الواضح" أو "نظرية فيبلين" للسلع الترفيهية التي تناقش مبدأ عكس منطق الاقتصاد الطبيعي. مع معظم السلع، ينخفض الطلب مع ارتفاع الأسعار، ومع سلع فيبلين، كلما ارتفع السعر، ازداد الطلب، وكلما زاد سعرها، زادت "مكانة أصحابها". وتشير الفجوة بين تكلفة إنتاج بيركين وسعرها إلى أنها تندرج ضمن هذه الفئة.

يوجد عدة أسباب لعدم قدرة الجميع على شراء هذه الحقائب بداية بسعرها.

هناك عدد كبير من حقائب اليد الأصغر من هرمز متاحة بسهولة على موقع الشركة بـ1875 دولاراً، أما "البيركن ٣٠" يبدأ سعرها من 10 آلاف دولار أو أكثر، اعتمادًا على نوع الجلد أو المادة.

وتباع نفس الحقيبة المصنوعة من جلد التمساح أو النعام بثلاثة إلى أربعة أضعاف ذلك. ولا تكمن المشكلة فقط في أن هرمز تجعل من الصعب جدًا الحصول على حقيبة لكنها تحد من عدد بيركنز التي يمكنك شراؤها سنويًا. وأدى هذا العرض المحدود للغاية والطلب المتزايد على الشنط إلى خلق سوق قوي جداً لإعادة البيع الحقائب المستعملة.

نظرا لأن حقيبة بيركن أصبحت ترى على أكتاف المشاهير وفي أيدي عشاق الموضة، ساهم ذلك في حصرية ومحدودية توفرها، ولم تكن الحقيبة متاحة بسهولة للشراء في المتاجر، بل يتم الحصول عليها من خلال نظام قائمة الانتظار. وغالبًا ما يضطر المشترون المحتملون إلى الانتظار لشهور أو حتى سنوات قبل الحصول على حقيبة، مما يزيد من سحرها وجاذبيتها.

via GIPHY

في مظاهر أخرى للتباهي بالرفاهية، ظهرت البيركن كجزء مهم من بعض المسلسلات الأميركية مثل Sex and the City و Gilmore Girls. وفي حلقة من الحلقات، قدم لوجان حقيبة بيركن كهدية لصديقته روري التي لم تكن تعلم بقيمة الحقيبة عندما أحضرها.

في رحلة سريعة قام بها قسام، (٢١ عاماً)، إلى الأسواق الصينية بحثاً عن هدية لصديقته، اكتشف السعر البديل للبيركن الذي لم يكن يتوقعه. تراوحت أسعار الحقائب المزيفة (Copy 1) بين ٣٥-40 دولارا أميركيا بناءً على حجمها.

في عام 2016 ، تم بيع بيركين من عام 2008 مصنوعة من جلد تمساح الهيمالايا الأبيض مع الذهب الأبيض عيار 18 والألماس في مزاد مقابل 266 ألف دولار أميركي. في العام التالي، تم بيع حقيبة مماثلة من عام 2014 مقابل 374 ألف دولار أميركي.

حقيبة بيركن هي حقيبة يد فاخرة ومميزة للغاية، وغالباً ما يُنسب أصل الحقيبة إلى لقاء بالصدفة بين الممثلة الإنكليزية جين بيركين والرئيس التنفيذي لشركة هرمز، جان لويس دوماس، خلال رحلة جوية في أوائل الثمانينيات. ومع ذلك ، فإن تاريخ حقائب بيركين يعود إلى سنوات قليلة قبل ذلك اللقاء.

في عام 1981، جلس جان لويس دوماس ، الذي أصبح مؤخرًا رئيسًا لشركة هيرميس ، بجوار جين بيركين في رحلة من باريس إلى لندن. يقال إنه خلال الرحلة، اشتكت بيركين لدوماس من عدم قدرتها على العثور على حقيبة جلدية مناسبة لعطلة نهاية الأسبوع. أثارت هذه المحادثة فكرة تصميم حقيبة يد جديدة تلبي احتياجات بيركين. تقول القصة إنهم بدأوا في رسم التصميم على كيس ورقي في الطائرة، وهكذا ولدت حقيبة بيركين.

على الرغم من نجاحها الدائم، لم تثير الحقيبة بعض الجدل، حيث انتقد نشطاء حقوق الحيوان استخدام الجلود الغريبة، مثل التمساح النعام، في إنتاج الحقائب. استجابة لهذه المخاوف، نفذت هيرمز تدابير لضمان الممارسات المستدامة في عمليات الإنتاج الخاصة بها، بحسب ما تقول.