مال وأعمال

مستقبل مبابي.. "عصا" باريس تواجه بقايا "جزرة" مدريد

نشر

.

Mussab Gasmalla

أخذ القطري ناصر الخليفي رئيس باريس سان جيرمان مقعده خلال جلسة تقديم المدرب الإسباني لويس إنريكي، الأربعاء، وبدا كمن يتأهب للحديث عن أمر آخر، أمر يشغل بال الصحف أكثر من خطط إنريكي ووعوده للجماهير الباريسية، وبالفعل كان له ما أراد، إذ قوبل بسيل من الأسئلة عن مستقبل نجم الفريق وقائد منتخب الديوك كيليان مبابي.

لم يتردد الخليفي كثيرا قبل الإجابة، إذ قال في جمل واضحة وقوية "كيليان لن يغادر مجانا، إذا أراد البقاء معنا فليجدد عقده، لكن لن نسمح للاعب مثله الرحيل مجانا. أرغب في أن أكون واضحا، أفضل لاعب في العالم لن يتركنا مجانا، البقاء والتجديد أو البيع هذا الصيف، إذا كان هناك أحد قد أثر عليه، فهذا ليس ذنبي".

خارج إطار المؤتمر الصحافي التقديمي للمدرب الإسباني، فُهمت التصريحات بأنها سياسة "العصا" من قبل رئيس النادي الباريسي تجاه لاعبه، بعد أن ظل يطعمه "الجزَر" منذ وصوله إلى حديقة الأمراء، وكانت الوجبة الدسمة في الصيف الماضي، بعدما توسل له النادي وحتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالبقاء، وعدم الرحيل مجانا، ليوقع مبابي لعامين، مع خيار التمديد عام آخر، براتب سنوي يبلغ 75 مليون يورو.

خلط الأوراق

خلطت تصريحات الخليفي القوية، والتي يبدو أنها بداية لعهد جديد في إدارته النادي وما يمكن اعتباره نهاية حقبة التراخي وتدليل النجوم الكبار، أوراق قضية مبابي الشائكة، بل زادتها تعقيدا وضبابية.

كانت القضية تفجرت عقب إرسال مبابي الشهر الماضي خطابا رسميا لإدارة النادي الباريسي يخبرهم عدم رغبته في تنفيذ بند التمديد لموسم إضافي الموجود في عقده الذي ينتهي في يونيو 2024، ليضع سان جيرمان في ورطة، إذ يمكن أن يفقده مجانا بحلول يناير المقبل.

وزاد مبابي من ضبابية وضعه، عندما أكد مرارا وتكرارا سعادته مع سان جيرمان، معلنا وبوضوح رغبته في إكمال عقده الحالي مع الباريسيين.

وبدت "رغبة الرحيل" متناقضة مع تصريح "السعادة مع باريس"، لكنها فُسرت في اتجاه رغبته في ضرب عصفورين بحجر واحد، أي البقاء لموسم إضافي والحصول على الراتب الضخم، إلى جانب مكافأة ولاء ينص عليها عقد تبلغ نحو 80 مليون يورو، ومن ثم الانتقال إلى ريال مدريد العام المقبل مجانا، والحصول على مكافأة الوصول دون كلفة على ملوك مدريد.

الآن، مع فطنة الخليفي للأمر، سيكون مبابي أمام خيارين أحلاهما مر، إما الاستمرار في حديقة الأمراء، وتوديع حلم حياته المدريدي والجوائز الكبيرة بلا عودة، أو الرحيل وتعبئة خزينة الباريسيين بالأموال، بدلا من إفراغها لمصلحته الشخصية.

عض الأصابع

الآن، بات الوضع أشبه بمعركة عض الأصابع بين مبابي وباريس سان جيرمان، ومن خلف الستار ريال مدريد، وبينهم ينتظر العالم مَن يصرخ أولاً ويبتعد عن حلبة التنافس.

يراهن كل طرف من الثلاثي، على "ضرس فتاك" من أجل قضم أصبع الطرف الآخر، فرهان سان جيرمان يقوم على حرق مبابي أمام الجماهير الباريسية، وتصويره بأنه لا يُقدّر النادي كما يجب، وكذلك بيعه لأي ناد غير مدريد، فيما يتمترس مبابي خلف درع الرحيل مجانا يناير المقبل وتكليف النادي خسائر باهظة.

أما رهان ريال مدريد فيتجسد في أمرين، الأول عاطفي، وهو رغبة مبابي في اللعب له فقط، وليس أي فريق آخر، حيث يعتبر الريال حلم حياة مبابي، منذ أن كان صبيا يافعا في ضاحية بوندي الباريسية الفقيرة، يزين جدران غرفته بصور زيدان وكريستيانو رونالدو، وأساطير أخرى من مدريد، والرهان الثاني هو مسألة الزمن، فكلما تقدم الوقت زادت الضغوط على سان جيرمان.

مبابي الشاب وخلفه صورته صغيرا من أحد المؤتمرات الصحفية. أ ب

ما حجم التعقيدات؟

منذ 2021 ظل مبابي مرتبطا بقوة بالانتقال إلى ريال مدريد، إذ قدم الريال في صيف ذلك العام عرضا بـ200 مليون يورو لضمه من سان جيرمان، بيد أن الأخير لم يرد حتى العرض بحسب موقع ريليفو الإسباني. في صيف العام الماضي، كان النادي الإسباني قريبا من ضمه في صفقة انتقال حر، مع مكافأة بـ 100 مليون يورو، نظير توقيعه مجانا.

الآن، في هذا الصيف، دخل ريال مدريد في تحركات مكوكية، لرصد بديل يعوض رحيل نجمه الفرنسي كريم بنزيمة إلى الاتحاد السعودي، وكان كل الحديث منصبا على مهاجم توتنهام هاري كين، لكن كل الأمور توقفت فجأة مع ظهور مبابي في الصورة وإعلانه عدم تجديد تعاقده لعام إضافي.

ورغم الصمت، حاول رئيس النادي فلورنتينو بيريز، تمرير رسائل على شاكلة أن الريال لن يطارد لاعبا أعلن عن رغبته البقاء مع فريقه، لكن بالمقابل ظل الصمت يشي على الدوام بأمر ما يحدث خلف الكواليس.

بدوره، يدرك باريس سان جيرمان خطط الريال، وأن مبابي يرغب بالذهاب إلى هناك، لذا سرب لصحف مقربة أنه لن يتنازل عن النجم الشاب بأقل من 200 مليون يورو. بسبب هذا وأكثر تبدو العلاقات بين باريس ومدريد ليست على ما يرام، منذ ظهور فكرة دوري السوبر الأوروبي التي عارضها الخليفي، ثم تعقدت أكثر مع قضية مبابي الصيف الماضي.

اعرف أكثر عن..

أموال مبابي في باريس

ترى صحيفة أس الإسبانية أنه مع المبلغ المطلوب يبدو من المستحيل تحرك الريال، والسبب هو أن الفريق الملكي سيكون عليه تعويض اللاعب عن راتب سنوي ومكافأة ولاء، كانت على الطاولة في باريس.

يبلغ صافي راتب مبابي السنوي 30 مليون يورو، 72 مليون يورو مع الضرائب، بجانب هذا الراتب الأكبر في أوروبا يحصل الشاب على مكافأة ولاء صافية بقيمة 40 مليون يورو، 80 مليون يورو مع الضرائب، أي ما مجموعه 150 مليون يورو إضافة إلى 200 مليون يورو قيمة شراء العقد من موناكو، ليكلفه بالتالي اللاعب 350 مليون يورو.

يبدو هذا الوضع صعبا على الريال حاليا، وذلك بعد دفعه في هذا الصيف نحو 108 مليون يورو، كرسوم انتقال لضم كل من جود بيلينغهام (103 مليون يورو)، وفران غارسيا (5 ملايين يورو).

بالمقابل، كان الوضع سيكون أسهل لسان جيرمان، حال اكتملت صفقة الاستحواذ القطري على نادي مانشستر يونايتد عبر الشيخ جاسم بن حمد بن جاسم، إذ سيمنحه الأخير وجهة مفضلة لمبابي، لكن الآن عليه التعامل مع هذا الواقع المعقد.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة