عندما أعلنت المملكة العربية السعودية في الـ5 من يونيو الماضي عن مشروعها المتمثل في خصخصة ملكية أندية دوري كرة القدم، وتحوّل ملكية الأندية الأربعة الكبرى: الهلال، والنصر، والاتحاد، والأهلي، بشكل مباشر إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي، لخُصت أهداف الخطوة في تحويل البطولة إلى أحد الدوريات الـ10 الكبرى في العالم، ليست فقط فنيا، وإنما أيضا من الجوانب الاقتصادية والتسويقية.

ذكر بيان الخصخصة الشهير، ضرورة رفع إيرادات رابطة البطولة الحالية من من 450 مليون ريال (120 مليون دولار)، إلى أكثر من 1.8 مليار ريال (480 مليون دولار سنويا)، إلى جانب رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من 3 مليارات إلى أكثر من 8 مليارات ريال (2.1 مليار دولار).

استراتيجية ثلاثية

ربما بدت هذه الإستراتيجية لحظة إعلانها أكثر طموحا، لكن الدوري والأندية الكبيرة، المنتشية بتحول ملكيتها إلى صندوق الاستثمارات، لم تنتظر كثيرا قبل أن تبدأ رحلة تحقيق تلك الأهداف.

انطلقت هذه التحركات في 3 اتجاهات، فمن أجل تحقيق طفرة فنية، تحتاج البطولة إلى أسماء كبيرة تمتلك قيمة فنية، وهو ما ركزت عليه البطولة السعودية طوال الفترة الأخيرة.

• الأسماء الكبرى:

بعد ضم النصر السعودي أسطورة كرة القدم العالمية كريستيانو رونالدو في يناير من هذا العام، دخلت الأندية الأربع الكبرى، بجانب الاتفاق، بقوة إلى الميركاتو الصيفي، عندما نجحت في ضم عدد من النجوم، بقيادة الفرنسي المتوج بالكرة الذهبية مع ريال مدريد كريم بنزيمة، ومواطنه نغولو كانتي، والجزائري رياض محرز، والبرتغالي روبن نيفيز، والبرازيلي روبرتو فيرمينو، والبرازيليين الآخرين فابينيو ومالكوم، والإنكليزي جوردان هندرسون الذي انضم إلى مواطنه المدرب ستيفن جيرارد في الاتفاق، والسنغالي خاليدو كوليبالي، ومواطنه الحارس إدوارد ميندي، وغيرهم من الأسماء.

• الإنفاق:

إجمالا انفقت أندية الدوري السعودي، حتى الآن 448 مليون دولار في الميركاتو الحالي، بحسب ترانسفير ماركت لا يشمل ذلك الصفقات المجانية مثل كريم بنزيمة، وفيرمينو، وكانتي، فيما لا تزال تلك الأندية تستهدف المزيد من اللاعبين، إذ يستمر الميركاتو مفتوحا في المملكة حتى 20 سبتمبر.

• النقل التليفزيوني:

وقّعت رابطة الدوري في نهاية يونيو الماضي، اتفاقية مهمة مع شركة IMG الأميركية المتخصصة في مجال الإعلام والنقل التلفزيوني، من أجل أن تقوم الأخيرة بتسويق البطولة خارجيا، بحسب ما أكد موقع ذي أثلتيك الرياضي الموثوق.

وبالفعل، أثمرت هذه الخطوة عن تقدم شبكة DAZN، يوم ٧ أغسطس، لشراء حقوق بث البطولة في المملكة المتحدة وألمانيا والنمسا، والتي ستبدأ في نقل البطولة بداية من انطلاقها الجمعة بعد المقبلة، وتحديدا من مباراة الهلال والحزم.

وبحسب ديلي ميل البريطانية، فإن شبكة دازن ستنقل 3 مباريات أسبوعيا، بشرط أن تكون إحداها طرفها نادي النصر، الذي يلعب لصالحه كريستيانو رونالدو صاحب الشعبية الأكبر.

بحسب بلومبرغ فإن شبكة دازن ستدفع مقابل حصولها على بث الدوري السعودي في بريطانيا وألمانيا والنمسا حصريا 500 ألف دولار في الموسم الواحد، وهو مبلغ ربما يبدو ضعيفا مقارنة مع حجم إنفاق وطموح البطولة، لكنها تبقى المرة الأولى التي يُعرض فيها دوري من الدول العربية في أوروبا.

وفي شرق آسيا أيضا

عقد دازن ليس الوحيد لبث البطولة خارجيا، وفقا لذات المصدر، قطعت شركة آي إم جي شوطا في مفاوضات أخرى مع عدة شبكات بث حول العالم، منهما مشغلين لم يتم الكشف عن هويتهما لبث المباريات في البرازيل واليونان، في حين أكد عملاق البث الكوري الجنوبي SPOTV، توصله لاتفاق مع أي إم جي لبث 102 مباراة من البطولة في عدد من دول شرق آسيا: هونغ كونغ، وسنغافورة، وماليزيا، والفلبين، واليابان ومكاو.

وتوقعت بلومبرغ أن يجنى الدوري من هذه العقود المنفصلة نحو 10 ملايين دولار في الموسم الواحد.

وبشكل عام، يعد الإقبال الكبير على الدوري السعودي من قبل القنوات العالمية نقطة إيجابية، خصوصا أن شبكة دازن، تعد من الشبكات العملاقة، وتنقل مباريات لنحو 200 وجهة حول العالم، بما في ذلك دوري أبطال أوروبا والليغا والدوري الفرنسي إلى المملكة المتحدة.

قيمة العقد الرئيسي

توصلت رابطة الدوري السعودي في أغسطس الماضي إلى اتفاق يقضي بحصول شركة الرياضية السعودية، SCC، على الحقوق الحصرية لنقل البطولة في منطقة الشرق الأوسط لـ3 مواسم، من 2022 ـ 2023 وحتى 2024 ـ 2025.

وبحسب موقع سبورت بيزنس ستحصل البطولة على 300 مليون ريال سعودي (80 مليون دولار)، عن بث البطولة في كل موسم، بإجمالي 900 مليون ريال سعودي (240 مليون دولار).

وبإضافة مبلغ 10 ملايين دولار، التي سيجنيها الدوري هذا الموسم من بيع حقوقه الخارجية، سيصبح الدوري السعودي في المرتبة العاشرة عالميا من حيث مداخيل البث التلفزيوني، خلف الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، إلى جانب الدوري البرازيلي والهولندي والأميركي، والتشامبيون شيب الإنكليزي، ومتجاوزا الدوري التركي.

اعرف أكثر عن..

تكرار رونالدو لسيناريو بيكهام

• يعتبر انضمام النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو أحد أكبر التحولات في تاريخ الدوري السعودي الذي انطلق للمرة الأولى في 1979، وتحولت لاحترافية في 2008.

• نجح رونالدو بصيته الكبير في جذب تركيز العالم على الدوري السعودي، إلى جانب تشجيعه النجوم الكبار على اللحاق، بعد أن قدم له دعوة في مطلع يونيو الماضي.

• تهافت القنوات العالمية على نقل الدوري الآن سببه رونالدو، إذ بحسب موقع ديدلاين، فإن رونالدو يكرر الآن سيناريو بيكهام مع الدوري الإسباني.

• ووفقا للموقع، وقبل انتقال بيكهام إلى ريال مدريد في 2003، لم تكن هنالك أي قناة إنكليزية تنقل الليغا إلى بريطانيا بشكل حصري، قبل أن تتنافس على البطولة بمجرد وصول بيكهام.