مال وأعمال

"ثغرة زمنية" في تشيلسي تحطم قوانين الميركاتو

نشر

.

Mussab Gasmalla

يبدو أن مالك نادي تشيلسي الإنكليزي تود بويلي شعر بالاستفزاز بعد اقتراب ديكلان رايس من تحطيم الرقم القياسي لأغلى صفقة في البريمييرليغ المسجلة باسم البلوز ومالكه الملياردير الأميركي.

قيمة صفقة رايس من وستهام إلى أرسنال وصلت لـ105 مليون جنيه إسترليني (137.5 مليو دولار)، مقتربا من صفقة الأرجنتيني إنزو فرنانديز الذي ضمه بويلي مطلع هذا العام مقابل 106.8 مليون جنيه (135.8 مليون دولار) من بنفيكا، ليصبح أغلى لاعب في تاريخ البريمييرليغ.

لم يترك الملياردير الأميركي وشركائه في كليرتيك كابيتال، هذا الرقم قريبا، عندما قرر الابتعاد به عبر تحصين مكانة ناديه في السجل التاريخي للإنفاق.

بالفعل، أتمّ تشيلسي، تعاقده مع لاعب الوسط الإكوادوري مويسيس كايسيدو قادما من برايتون مقابل 115 مليون جنيه (146 مليون دولار) ليصبح أغلى لاعب بتاريخ الدوري الإنكليزي، والثالث عالميا بعد ثنائي سان جيرمان، السابق نيمار (252 مليون دولار)، والحالي كيليان مبابي (207.5 مليون يورو).

لكن كيف يفلت تشيلسي من قوانين اللعب المالي النظيف التي تطارد أندية تنفق مبالغ أقل بكثير من هذا الرقم؟

أغلى "وسط" في العالم

بانضمام كايسيدو إلى إنزو فيرنانديز، وإتمام صفقة لاعب وسط ساوثهامبتون روميو لافيا مقابل 50 مليون إسترليني (58 مليون دولار)، إلى جانب إكماله التعاقد مع كل من الفرنسي ليزلي أوجوتشوكو من رين الفرنسي، والبرازيلي أندري سانتوس من فاسكو دي غاما، يكون تشيلسي قد انفق 300 مليون إسترليني (350 مليون دولار) في عام واحد فقط على خط وسطه.

ويعتبر هذا أغلى خط وسط في العالم يتم شراؤه في موسم واحد.

إنفاق يتخطى دوريات كاملة

وبشكل عام رفع بويلي قيمة إنفاقه على الصفقات منذ استحواذه على البلوز في مايو 2022، إلى نحو 900 مليون إسترليني (1.3 مليار دولار) بحسب ترانسفير ماركت.

وبحسب الموقع الألماني المختص في بورصة الانتقالات، تخطى مجموع ما صرفه تشيلسي في حقبة بويلي، ما صرفته دوريات كاملة في الفترة الزمنية ذاتها.

وبات تشيلسي في المركز الخامس في قائمة أكثر الدوريات إنفاقا منذ مايو الماضي، والتي يتصدرها البريمييرليغ بـ5.1 مليار يورو، ثم الدوري الإيطالي بـ1.6 مليار يورو.

وفي المركز الثالث حل الدوري الألماني بـ1.1 مليار يورو، وبعده تشيلسي بـ934 مليار يورو. وتفوق تشيلسي على الدوي الإسباني الذي حل وفقا لقائمة ترانسفير ماركت في المركز السادس بـ893 مليون يورو.

كيف فعل تشيلسي ذلك؟

منذ إتمام استحواذه على تشيلسي، بدأ بويلي العمل على طريقته في التعاقدات، إذا لجأ إلى جلب الكثير من المواهب، بأقل معدل إنفاق سنويا، مستخدما ما اصطلح عليه بإستراتيجية العقود الطويلة.

وتعني هذه الإستراتيجية بشكل بسيط، ضم اللاعبين بعقود طويلة الأمد، تتراوح بين 7 إلى 8 أعوام، وذلك لتخفيض رسوم الانتقال.

وبحسب موقع 90 min فإن تشيلسي يمنح في مقابل موافقة اللاعب على الارتباط بهذا العقد راتبا كبيرا، مستغلا مواهب شابة لا تتمسك كثيرا بالرواتب، فيما يقدم لها الكثير من الضمانات بشأن مستقبل زيادة هذا الراتب، بمجرد الارتقاء إلى مستويات أخرى من الإبهار والتألق في الملعب.

وعلى سبيل المثال، عندما تعاقد تشيلسي مع الأوكراني ميخايلو مودريك من شاختار دونيتسك الأوكراني العام الماضي، رفع سعره أولا إلى 100 مليون يورو شاملة المتغيرات، وذلك من أجل إنهاء تحركات أرسنال، لكن بالمقابل سجله بعقد لمدة 8 أعوام ونصف.

ونتيجة لذلك، قام تشيلسي بتوزيع رسوم الانتقال على هذه المدة الزمنية، والتي تعني أنه ملزم بدفع 11 مليون يورو سنويا كرسوم انتقال، بدلا من النمط السابق والسائد في سوق الانتقالات، وهو توزيع الرسوم على ٤ أو 5 سنوات كحد أقصى، والذي كان سيدفع بموجبه 20 مليون يورو سنويا.

وفعل الأمر نفسه مع بقية مواهبه، بما فيها إنزو فيرنانديز، وبينوا بادياشيلي، وأخيرا مويسيس كايسيدو الذي ضمه بعقد لمدة 8 أعوام.

لاعبو تشيلسي قبل مباراة ليفربول في الدوري .(أ ف ب)

يويفا يحاول سد الثغرة

بعد أن تحول الأمر مع بويلي إلى نظام ثابت في تعاقدات تشيلسي الجديدة، بدأ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) تحركاته من أجل منع هذا الأمر، وذلك بسبب مخاوفه بأن يتحول إلى ظاهرة تحول اللاعبين إلى رهائن لدى الأندية لفترات طويلة.

وعقب اكتمال صفقة إنزو فرنانديز من بنفيكا إلى تشيلسي، وجدولة البلوز رسوم تسجيله (106 مليون إسترليني) على 8 سنوات، أصدر يويفا قرارا بمنع الأندية من توزيع رسوم الانتقال على أكثر من 5 سنوات.

وبحسب ذي أثلتيك دخل التعديل الجديد حيز التنفيذ مطلع يوليو الحالي.

ولا يمتلك يويفا حق منع اللاعبين من توقيع عقود طويلة مع الأندية، لذا حدد فقط مسألة توزيع وجدولة رسوم الانتقال في 5 سنوات.

وبهذا سيكون كايسيدو قد دخل في النظام الجديد، وبالتالي يجد تشيلسي نفسه ملزما بدفع 23 مليون إسترليني سنويا من قيمة انتقال اللاعب الإكوادوري البالغة 115 مليون إسترليني لبرايتون، بدلا عن 14 مليون إسترليني التي كان سيدفعها تشيلسي نظير تعاقده الحالي معه لـ8 أعوام.

ما هو وضع تشيلسي الآن؟

على الرغم من تشريع يويفا للقانون خصيصا لتشيلسي، الذي استمرأ الظاهرة، فإنه تود بويلي وجد ضالته في طريقة جديدة، وهي البيع بالجملة للاعبين.

لكن هذا الأمر نفسه يبدو طريقة خادعة من بويلي لقوانين يويفا المختصة باللعب المالي النظيف، إذ كدس الكثير من اللاعبين بالطريقة القديمة، قبل أن يجد متسعا لبيع أكبر قدر منهم هذا الصيف.

وبحسب ترانسفير ماركت نجح تشيلسي في تحقيق عوائد بقيمة 254 مليون يورو هذا الصيف فقط، جاءت من بيعه عدة لاعبين، يتصدرهم كل من ماسون ماونت إلى مانشستر يونايتد وكوفاسيتش إلى السيتي، وكاي هافيرتز إلى أرسنال، وكوليبالي و إدوارد ميندي إلى الهلال والأهلي السعوديين.

ولا يزال تشيلسي يواصل عملية البيع، والترميم، إذ يرغب في بيع أسماء أخرى هذا الصيف، بعد أن أنفق حتى الآن 323 مليون يورو.

لكن بشكل عام لا يبدو الوضع سيئا للغاية، إذ ستدخل صفقات كايسيدو وبقية الصفقات الحالية في حسبة الأعوام الـ3 المقبلة لدورة اللعب المالي النظيف التي بدأت مطلع الشهر الماضي، والتي تحقق الآن في حساباته للمواسم الثلاثة الماضية.

مويسيس كايسيدو، صفقة البلوز الجديدة، لكنها لن تكون الأخيرة هذا الميركاتو. أ ف ب

وقبل 30 يونيو الأخير، كان تشيلسي يحتاج لبيع لاعبين بأكثر من 90 مليون يورو، لتغطية خسائر في ميزانيته بقيمة 178 مليون يورو، إذ تسمح قوانين اللعب المالي النظيف بخسائر حتى 90 مليون يورو خلال دورة مالية واحدة (3 أعوام).

أما تشيلسي فقد أمّن فعليا نحو 100 مليون يورو كأرباح من بيع اللاعبين، خصوصا ماسون ماونت وكوفاسيتش وهافيرتز.

وبحسب ذي أثلتيك، فإن تشيلسي لا يخشى الآن من يويفا، بعد تأمينه هذا الوضع، لكن تظل هناك مخاوف من تحقيق عوائد في هذا الموسم، خصوصا وأن الفريق سيفقد نحو 3ـ 4 ملايين يورو من عوائد كل مباراة في الأبطال، حيث لا يشارك تشيلسي في أي بطولة أوروبية.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة