هل ينتهي "مسلسل" مبابي قريبا؟

منذ تفجر قضية مبابي في يونيو الماضي، كانت هنالك 3 مواقف لم تتغير حتى الأمس، أولها عدم تصريح مبابي برغبته في الرحيل عن سان جيرمان، وكذلك عدم تحديد سان جيرمان لسعر بيع للاعب، حيث يتقدم خيار إغراءه بغرض إبقائه على خيار البيع، فيما يتمترس ريال مدريد خلف موقف أخلاقي، مفاده عدم تحركه نحو لاعب صرح علنا برغبته في البقاء مع فريقه.

وما بين المواقف الثلاثة توجد الكثير من التكتيكيات لكل طرف.

لكن، يبدو أن دخول الميركاتو أيامه الأخيرة، زاد من مخاوف سان جيرمان، الذي أكدت تقارير صحافية متطابقة في فرنسا وإسبانيا تحديده سعرا لبيع اللاعب، وهو 250 مليون يورو.

وبحسب صحيفة آس الإسبانية، فإن الفريق الباريسي لن يتنازل عن 250 مليون يورو، لأي فريق يرغب في شراء مبابي هذا الصيف، وهو مبلغ سيجعل قائد المنتخب الفرنسي أغلى لاعب في العالم، متجاوزا البرازيلي نيمار، الذي ضمه سان جيرمان في 2017 من برشلونة مقابل 222 مليون يورو.

ربما أكثر الفصول تشويقا في "مسلسل" مبابي الصيفي، رغم ملله لدى البعض، هو اتجاه الأطراف الثلاثة لإدارة هذه الملف عن طريق التسريبات الإعلامية.

ولم يحدث أن حدثت تصريحات مباشرة بخصوص الموضوع سوى مرتين، على الأرجح.

وكانت الأولى عندما رد الخليفي على خطاب مبابي خلال مؤتمر تقديم المدرب لويس إنريكي في منتصف يونيو، ووضعه خيارين فقط أمام مبابي سواء الرحيل أم البقاء بالتجديد، والثانية بعد خروج مبابي في حوار مع فرانس فوتبول، وانتقاده للنادي بشدة، واصفا إياه بأنه ناد منقسم ولا يحقق الألقاب الكبيرة.

وحتى تحديد عرض سان جيرمان لمبلغ 250 يورو، والذي نقلته الصحف بما فيها آس عن مصادرة مقربة من النادي الباريسي، جاء هذا السعر بعد يومين من خبر لصحيفة بيلد الألمانية عن توجه ريال مدريد المرتقب.

ونقلت بيلد أن ريال مدريد سينتظر حتى الساعات الأخيرة من الميركاتو ليدخل باعتباره منقذا، ويقدم عرضا بقيمة 120 مليون يورو لضم اللاعب.

ومن قبل استغل أيضا سان جيرمان الإعلام لزيادة الضغط على مبابي بعدما قرر استبعاده من معسكر الإعداد الصيفي للفريق في اليابان وكوريا الجنوبية، وتركه يتدرب مع اللاعبين غير المرغوب فيهم من النادي.

ووقتها، نقلت وسائل إعلام فرنسية اعتزام النادي الباريسي سجن مبابي لموسم كامل على الدكة، قبل أن تهدد نقابة اللاعبين الفرنسيين سان جيرمان بالتصعيد قانونيا ضد الخطوة، باعتبار مبابي قائدا لمنتخب الديوك.

بعدما فشل في إقناع مبابي التجديد حتى الآن أو البيع للهلال السعودي مقابل 300 مليون يورو، وأيضا بعد إدراكه لعدم جدوى التصعيد ضد اللاعب، لجأ سان جيرمان إلى تبنى خطاب أكثر عقلانية، وبدأ في تهدئة الأوضاع.

وكانت البداية، بإعلان عودة مبابي إلى تدريبات الفريق الجماعية في الـ12 من الشهر الجاري عقب اجتماع لمدة 10 دقائق بين اللاعب ورئيس النادي القطري ناصر الخليفي، على هامش مباراة الفريق الافتتاحية أمام لوريان.

ورغم أن ذلك يعتبر مخاطرة، فإن سان جيرمان لا يزال يصر على أن يدفع الريال الثمن، بشراء مبابي بأكبر رسوم انتقالات في التاريخ، وبحال، امتنع عن ذلك، سيقوم سان جيرمان بالاحتفاظ باللاعب للموسم المقبل، والعمل على إغرائه، وتغيير الظروف في النادي وجعلها مشجعة لبقائه.

وبالفعل بدأ النادي في ذلك، إذ امتنع عن تجديد عقد ليونيل ميسي، كما باع مؤخرا البرازيلي نيمار للهلال السعودي.

وكان نيمار كثير الاحتكاكات مع مبابي، فيما سرق ميسي الأضواء من اللاعب الفرنسي البالغ من العمر 24 عاما.

وفي الميركاتو، بدت بعض صفقات سان جيرمان وكأنها موجهة لمبابي أكثر من الفريق، إذ تعاقد النادي مع عثمان ديميبلي من برشلونة وهو أحد أصدقاء مبابي المقربين، إلى جانب ضم لوكاس هيرنانديز الظهير الأيسر الذي يلعب بنفس خانة مبابي في المنتخب الفرنسي.

واليوم، أكدت تقارير عن تحركات سان جيرمان للتعاقد مع الفرنسي أنطوان غريزمان، بتوصية من مبابي، وهي خطوة تؤكد جدية سان جيرمان في إرضاء مبابي.

• نقلت صحيفة ماركا الإسبانية عن اجتماع عصيب بين مبابي ورئيس النادي الفرنسي سبق إعادته للتدريبات وجرى يوم الخميس 8 أغسطس.

• أكدت ماركا أن رئيس النادي الباريسي هدد مبابي بعدم اللعب مجدد: "سترى، لن تلعب مجددا.. ولن نستسلم في هذا الأمر".

• من جهته رد مبابي على ذلك بقوله: " سنرى ما سأراه.. ستكون الرئيس الوحيد الذي لن يسمح لي باللعب".

• بعدها بيومين جرى اجتماع آخر قبل مباراة سان جيرمان ولوريان، وعاد مبابي للتدريبات الجماعية، كما شارك هذا الأسبوع أمام تولوز وسجل هدفا من ركلة جزاء، قبل أن يعادل تولوز النتيجة.

• عودة مبابي للتدريبات، لا يمكن ردها بشكل مباشر إلى تصديه لتهديدات رئيس النادي، بقدر ما تمثل نظرة مختلفة للإدارة الباريسية للأمر، إلى جانب عدم رغبتها في الدخول في جدل مع الفرنسيين، باستبعاد مبابي قبل بطولة يورو 2024 في ألمانيا.

ربما يبدو غريبا أن يقوم ريال مدريد دفع ربع مليار يورو في لاعب يمكنه التعاقد معه مجانا بعد 5 أشهر فقط، إذ سيصبح مبابي حرا في يناير المقبل.

لكن، الريال يدرك حجم التعقيدات الآن، فهو الآن في اختبار أمام مبابي، إذ بحال لم يتحرك بعد تحديد السعر، سيرسل رسالة سلبية لمبابي، مفادها عدم التقدير الكافي لموهبته، وهو امر ربما هدف إليه سان جيرمان من هذا السعر، وتأكيده عدم التنازل عنه.

وعلى الصعيد المالي، يبدو الريال في أفضل أحواله، إذ كشفت ميزانيته لهذا العام عن تحقيقه إيرادات قياسية، بلغت 843 مليون يورو، متجاوزة إيرادات موسم 2018 ـ 2019 القاسية (757 مليون يورو) بحسب موقع سبورتكال.

وحقق الريال هامش ربح بلغ 11.8 مليون يورو، إلى جانب مبلغ جاهز للإنفاق في الميركاتو الحالي يبلغ 128 مليون يورو.

ويملك النادي الملكي في ميزانه حاليا 128 مليون يورو، لكن بما أنه حقق أرباحا (ولو بسيطة)، فإنه سيكون بمقدوره الاستفادة من هامش الدين الذي تسمح به قوانين اللعب المالي النظيف من أجل دفع عجلة المشاريع المستقبلية في الأندية.

ووفقا لصحيفة آس يبلغ هامش الدين المتاح حاليا 265 مليون يورو، وإضافاتها للمبلغ الموجود 128 مليون يورو، يكون تحت تصرف الريال مبلغا وقدره 393 مليون لإكمال الصفقة.