علي بابا.. جسد العملاق الصيني يتفكك إلى أجزاء

رغم طرح ساينياو للاكتتاب في بورصة هونغ كونغ فإن علي بابا ستظل مالكة لأكثر من ٥٠٪ للأسهم الخاصة بالشركة التي ستظل تابعة للمجموعة الكبرى التي تملك في الوقت الحالي حصة تبلغ قرابة ٧٠٪ من الشركة المؤسسة عام ٢٠١٣.

وبحسب رويترز، فإن الشركة اللوجيستية تهدف من هذا الطرح جمع ما بين مليار إلى ملياري دولار.

وتقدم الشركة إلى جانب خدماتها لعلي بابا، عملاء آخرين، وأسهمت المجموعة الأم في حوالي ٣٠٪ من إجمالي إيراداتها في سنوات تقاريرها المالية بين ٢٠٢١ و٢٠٢٣ والأشهر الثلاثة حتى نهاية يونيو الماضي. وفي المقابل، شكلت إيرادات ساينياو (التي تعني مبتدئ في اللغة الصينية) حوالي ١٠٪ من إيرادات علي بابا في الربع الأخير من العام الجاري.

في مارس الماضي أعلنت علي بابا عن انقسامها إلى ٦ وحدات أعمال رئيسية سيصبح لكل منها رئيسها التنفيذي ومجلس إدارتها، لتصبح هي الشركة القابضة في إعادة هيكلة لشكلها الحالي، ويمكن تحديد الوحدات الستة بحسب رويترز كالآتي:

• كلاود انتليجنس غروب:

تضم وحدة الحوسبة السحابية التابعة لعلي بابا، وتعد اللاعب المهيمن في قطاع الحوسبة السحابية المحلي في الصين، بحصة سوقية تبلغ ٣٤٪، وفقًا لشركة الأبحاث كاناليس.

وتمتلك الوحدة نموذج الذكاء الاصطناعي تونغي تشيانون وبرنامج المراسلة في العمل "دينغ توك" والذي أشارت مصادر إلى إمكانية استقلاله.

• مجموعة تاوباو وتيمول التجارية:

تغطي المجموعة أسواق التجارة الإلكترونية المحلية التابعة لعلي بابا، والتي تشكل أكثر من ثلثي إجمالي إيرادات المجموعة ويعد "تاوباو وتي مول" مهيمنان على أسواق التجارة الإلكترونية في الصين.

نتيجة لذلك، ستظل تاوباو وتيمول مملوكة بالكامل لمجموعة علي بابا بعد إعادة الهيكلة.

• مجموعة التجارة الرقمية العالمية:

تضم أسواق التجارة الإلكترونية الخارجية لعلي بابا مثل Lazada والتي تقدم خدماتها في جنوب شرق آسيا، وعلي إكسبريس، التي أصبحت شعبية في روسيا وأميركا اللاتينية وأجزاء من أوروبا.

وتواجه هذه المنصات منافسة محلية شرسة في الأسواق التي تعمل فيها خارج الصين فلا تشكل سوى ٨٪ فقط من إجمالي مبيعات علي بابا، لكن رغم ذلك فهي أسرع أجزاء الشركة نموا.

• مجموعة الخدمات المحلية:

يشمل خدمة توصيل المواد الغذائية والبقالة مثل تطبيق Ele.me التابع لعلي بابا بالإضافة إلى تطبيق Amap لرسم الخرائط، وتواجه منافسة في هذا القطاع القوي من شركة Meituan المدرجة في هونغ كونغ.

في عام ٢٠٢١، استحوذت Ele.me على ٢٧٪ فقط من سوق توصيل الطعام في الصين مقارنة بـ ٦٧٪ من منافستها، وتشكل أرباح الشركة ٥٪ فقط من إيرادات علي بابا.

• سايناو سمارت لوجستيكس:

أسستها علي بابا عام 2013 باستثمارات في عدد من شركات الخدمات اللوجستية الصينية، وتعد المزود اللوجيستي الرئيسي في الصين وتشكل ٧٪ من إيرادات المجموعة.

• مجموعة الوسائط الرقمية والترفيه:

وستضم موقع Youku الشبيه بيوتيوب، بالإضافة إلى علي بابا بيكتشرز المعنية بإنتاج الأفلام، وقد فاز فيلم "غرين بوك" الذي شاركت المجموعة في إنتاجه بجائزة الأوسكار لأفضل صورة.

في عام ١٩٩٩ بدأ مدرس اللغة الإنكليزية جاك ما رحلته لبناء إمبراطوريته من منزله في مدينة هانغجو الصين ليجمع ٨٠ ألف دولار من ٨٠ مستثمرا لبدء سوق عبر الإنترنت للشركات الصينية.

توسعت تجارة ما وألحت الحاجة عليه للبحث عن محرك بحث شريك له ليجد ضالته في ياهو التي دفعت مليار دولار لشراء حصة ٤٠٪ من الشركة عام ٢٠٠٥ أي بعد ٦ سنوات فقط من الانطلاق.

تجني علي بابا أرباحها من عمولات المبيعات والإعلانات ومن خلال رسوم العضوية والخدمات الأخرى، وكان نموها مدفوعا بمتاجر عائلية فقد أشارت عام ٢٠١٤ أن أكثر ٢٢٪ من متاجرها موجود في قرى وبلدات.

في عام ٢٠١٧ أشارت بلومبرغ إلى أن جاك ما أصبح أغنى أغنياء الصين بثروة صافية تقدر بـ٤٧ مليار دولار.

في أكتوبر من عام ٢٠٢٠، من مدينة شنغهاى الصينية خرج جاك ما ليتحدث في قمة بوند ويوجه انتقادا أمام كبار المسؤولين في المؤسسات المالية والتنظيمية في الصين مجمله أن الأسلوب التنظيمي في البلاد يخنق الابتكار ويجب إصلاحه لتحفيز النمو مشبها العقلية التي تدار بها بنوك البلاد بـ"محل الرهونات".

من هذه اللحظة انقلبت حياة جاك ما رأسا على عقب، فقد اختفى لفترة طويلة وأصبح ظهوره من النوادر، ففي الشهر التالي، ألغيت عملية التعويم في سوق الأسهم التي خططت لها شركة آنت عملاق التكنولوجيا الصينية التابع لعلي بابا بقيمة ٣١ مليار دولار، في اللحظة الأخيرة من قبل السلطات الصينية، التي أشارت إلى "قضايا رئيسية" تتعلق بتنظيم الشركة بحسب بي بي سي.

وتوالت الخسائر داخل الصين، فقد صفعت جهات التحقيق فيها مجموعة علي بابا بغرامة تقدر بـ ٢.٨ مليار دولار في إطار "مكافحة الاحتكار" في أبريل من عام ٢٠٢١ بحسب CNBC الاقتصادية الأميركية، كما تم تغريم آنت - التي ترك قيادتها مؤخرا- قرابة مليار دولار من قبل الجهات التنظيمية في بكين بدعوى خرق القواعد المتعلقة بحماية المستهلك وحوكمة الشركات في يوليو الماضي بحسب CNN.

جاك ما الذي ظهر وفقا لوسائل الإعلام في مارس الماضي خسر أكثر من نصف ثروته التي بلغت ذروتها عام ٢٠٢٠ بقيمة تتجاوز ٦٠ مليار دولار لتصل في الوقت الحالي بحسب بلومبرغ إلى أقل من ٣٠ مليار دولار.