مال وأعمال
.
صباح يوم خريفي هادئ بإحدى شركات إدارة وتصميم المواقع بالقاهرة، أصيب محمد النبوي بنوبة هلع شلّت تفكيره عقب تلقيه رسالة بنكية بوقف التعاملات الخارجية ببطاقة الخصم المباشر(debit).
سريعاً مرّت أمام عينيه مشاهد تسريح فريق عمله المكون من ثماني أفراد، وإعادة مبالغ تلقاها من العملاء، وقبل كل هذا وضع أسرته إذا صارت بلا دخل.
يعتمد محمد النبوي صاحب إحدى الشركات الناشئة لتصميم وإدارة المواقع، على تقديم خدمات لعملائه تتضمن استضافة مواقع إلكترونية وتسجيلها وتسيير أعمالها، وهي خدمات تتطلب بطاقات الخصم المباشر لدفع مستحقات شركات أجنبية توفر له هذه الخدمات.
صورة تعبيرية لبطاقات الخصم. أسوشيتدبرس
يستخدم النبوي بطاقات الخصم المباشر أيضاً في عمليات الدفع لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي مقابل الخدمات التسويقية والإعلانات التي يقوم بها نيابة عن عملائه، وهذه الخدمات تمثل جزءا مهما من أعمال شركته، وتدر عليه دخلا مقبولا.
وقف التعاملات الخارجية ببطاقة الخصم المباشر يعني عدم قدرة نبوي على الدفع للشركات الأجنبية التي تقدم له الخدمات التقنية والتسويقية، التي يقدمها بدوره لعملائه، وهذا يعني إيقاف نشاط شركته.
واقتصرت وسائل الدفع خارج مصر على بطاقات الائتمان "Credit Card" في المعاملات الأجنبية، مع تخفيض سقف التعاملات الخارجية بها، وسقف التعاملات أيضا ببطاقات الحسابات بالدولار وحسابات العملات الأجنبية الأخرى.
يأتي قرار المركزي في إطار إجراءات خفض نزيف الدولار الذي تعاني مصر شحاً شديداً فيه بسبب تراجع إيرادات الدولار من مصادره المختلفة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة