حرب "نايكي" و"أديداس" تهدد ثوابت الماراثون

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتصدر فيها تأثير الأحذية الرياضية واجهة الماراثونات وسباقات العدو القصيرة، إذ كانت أولمبياد طوكيو 2020 المؤجل الذي لعب في 2021 مسرحا لجدل مماثل.

وأثار وقتها حذاء نايكي المعروب بـ"فابور فلاي" الذي هو مزيج من ألياف الكربون والفلين والبلاستيك، وهو حذاء مطور أكثر من الذي ارتداه عداؤون في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.

وبحسب إحصائية مثيرة لموقع بزنس إنسايدر الأميركي فإن العدائين ممن شاركوا في ألعاب القوى في أولمبياد طوكيو 2020 والذين كانوا يرتدون أحذية مصنوعة من قبل شركة نايكي الأمريكية توجوا بأكثر من 60% من الميداليات المتاحة في رياضة ألعاب القوى.

وتفصيلا، حصد الرياضيون الذين ارتدوا أحذية نايكي 21 ميدالية في أم الألعاب من جملة 33 ميدالية موزعة بين السباقات القصيرة عدواً والحواجز والماراثون.

وفي السياق ذاته وجدت دراسة أن الأحذية من سلسلة "فابور فلاي"، منحت مرتديها طاقة إضافية بنسبة 4% من بقية منافسيهم في ذلك الأولمبياد.

مع انتهاء أولمبياد طوكيو، وتصدر اسم حذاء "فابورفلاي" المنتج من شركة نايكي للمشهد، كانت أديداس على وشك إطلاق حذاء جديد منافس، لكنها سرعان ما أرجأت إطلاقه.

وأجمل بزنس إنسايدر عملية تأخير الكشف عن الحذاء الجديد من أديداس إلى رغبتها في إضافة تعديلات عليه، بعد محاولة الوصول لسر حذاء نايكي الجديد.

"لقد أوقفوا خطط إنتاجهم من أجل مسايرة طفرة أحذية نايكي، سيقومون بتعديلات جديدة على أحذيتهم"، كان هذا تعليق الباحث في الأداء الرياضي بجامعة ميشيغان الأميركية جيوف بيرنز عن الأمر لبزنس إنسايدر.

وفي السياق ذاته، أكدت التايمز البريطانية، أن معركة التنافس بين نايكي وأديداس في هذا المضمار لم تتوقف يوما، في وقت يحرص فيه كل طرف على إخفاء الأسرار التصنيعية من أجل ضرب المنافس عن طريق جودة المنتج الجديد.

ربما بدت التنافسية بين نايكي وأديداس على أحذية العدائين منطقية للغاية، وذلك نسبة للتأثير الترويجي الكبير لفوز عدائي الماراثون على طلبية تلك الأحذية.

وبعد تحطيم الإثيوبية تيغست أسيفا للرقم القياسي بحذاء "آدزيرو أديوس برو إيفو 1" الشهر الماضي، كان سعر الحذاء المعلن هو 400 دولار، لكن الكمية المعروضة منه انتهت في غضون ساعات بعد ماراثون برلين.

وبحسب التايمز، عرض أحد التجار الأميركيين عدد من الأحذية للبيع مقابل 928 دولار، وسرعان ما نفد المعروض.

وفي وقت طلبت فيه أديداس من الراغبين تسجيل أسمائهم وانتظار تصنيع دفعة جديدة، عرض أحد التجار كمية من هذا الحذاء على الإنترنت مقابل 2000 دولار، ووجد إقبالا من المشترين.

وبشكل عام تساهم مثل هذه الأمور في رفع قيمة سوق الأحذية الرياضية عالميا.

وبحسب موقع "زيون ماركت ريسيرتش" فإن حجم سوق الأحذية الرياضية كان في 2017 بقيمة 92 مليار دولار، فيما سيبلغ في العام المقبل 115 مليار دولار.

في سياق بحثها عن السر وراء حذاء أديداس، أكدت التايمز نقلا عن خبراء في الصناعة أن الأمر يعود إلى تطوير نوع معين من الرغوة المطاطية، ما ساهم في تخفيف وزن الحذاء إلى 138 غراما، رغم زيادة عمقه بشكل عام.

وقال الخبراء إن الرغوة المطاطية قللت من فقدان الطاقة بالنسبة للعداء، ما يمنحه راحة أكبر على مضاعفة سرعته، حيث لا يكاد يشعر بارتطام قدمه على الأرض، بسبب هذه الحماية.

رغم الطفرة الكبيرة في حذاء أديداس، فإنه سيثير أزمة بيئية مستقبلا، على الأرجح.

وبحسب التايمز، فإن التجارب الحالية للحذاء، أثبتت أن فاعليته لا تتخطى مسافة 100 كيلومتر فقط، إذ تقل بعدها فعاليته لامتصاص صدمات قدمي العداء.

وهذا يعني أن بعض العدائين سيتجهون إلى خوض كل ماراثون بحذاء جديد، قبل رميه في سلة المهملات، ما يشكل ضغطا بيئيا.

وبحال كان الأمر مثل ذلك، ربما لن يتمكن العداء الكيني كلفن كيبتوم من الظهور في عالم الماراثون، إذ نقلت بي بي سي في تقرير سابق لها أنه كان في بدايته يستعير أحذية مستعملة من أجل المشاركة في الماراثونات في كينيا، وذلك بسبب عوزه المالي.