ماذا تستفيد السعودية من "مونديال الرياضات الإلكترونية"؟

في التعريف البسيط للرياضات الإلكترونية أو "Esports" فهي نمط معين من ألعاب الفيديو، يشهد تنافس لاعبين أو مجموعتين، وهو تنافس افتراضي يعتمد فقط على أجهزة إلكترونية، لذلك قد

يخلط البعض بين الرياضات الإلكترونية وألعاب الفيديو.

يعد مصطلح ألعاب الفيديو بمثابة مظلة لأي لعبة فيديو أيا كان نوعها، يتسلى بها شخص ما، على أي منصة كانت أم وسيلة أخرى، بحسب موقع innotechtoday، وبالتالي فالرياضات الإلكترونية أيضا لعبة، لكنها ذات طبيعة تنافسية، يفوز فيها طرف أو شخص ما، ويوجد بها خاسرون، كما تنظم فيها مسابقات وترصد لها جوائز كبيرة.

في مطلع العام الجاري، خطفت السعودية الأضواء من جميع الرياضات الإلكترونية، وذلك عبر بطولتها "موسم الغيمرز".

وكان الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية رفع الجوائز المالية لـ"موسم الغيمرز" إلى 45 مليون دولار، ليصبح البطولة الأعلى قيمة جوائز في مضمار الرياضات الإلكترونية، متخطيا بطولة " Dota 2’s 2021 International" التي بلغت جوائزها المالية لهذا العام 40 مليون دولار.

وشهد "موسم الغيمرز" هذا الصيف 15 بطولة، أشهرها بطولة رياض ماسترز، عبر لعبة "Dota" الاستراتيجية، إذ بلغت جائزتها 15 مليون دولار، وجرت في أغسطس الماضي، ليزوره 2.66 مليون شخص بنسبة مشاهدات بلغت 1.31 مليار مشاهدة بحسب موقع الموسم الرسمي.

والآن، وبداية من الصيف المقبل، سيتحول "موسم الغيمرز" إلى كأس العالم للرياضات الإلكترونية، على أن يكون أكبر منه وبإجمالي جوائز ضخمة، ليجذب المزيد من اللاعبين والمهتمين بالرياضات الإلكترونية.

تبدو البطولة كخطوة استراتيجية من المملكة، لإنعاش الاقتصاد في فصل الصيف في المملكة، إذ تجرى الألعاب في صالات مغلقة ومكيفة، ما يجعل الإقبال عليها كبيرا، بحسب الخطط المعلنة رسميا.

وبشكل عام، فإن المونديال سيساعد بشكل رئيسي في تحقيق مساعي استراتيجية قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية في المملكة، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس"

وسيساهم كذلك، في تحقيق أكثر من 50 مليار ريال للناتج المحلي بحلول عام 2030، وتوفير 39 ألف فرصة عمل جديدة في القطاع، كما سيحول مدينة الرياض إلى عاصمة للألعاب الإلكترونية.

وسيكون الحدث بمنزلة فرصة مواتية لتعويض التراجع الملموس في معدل الإنفاق في المطاعم والمقاهي الذي يصل إلى 13% في فترة الصيف ومعدل الإنفاق الاستهلاكي الذي يصل إلى 9% في فترة الصيف.

عالميا، حققت الرياضات الإلكترونية طفرات عالية، وجذبت شريحة عريضة من الجماهير في الأعوام الأخيرة، فقد بلغ جمهور الرياضات الإلكترونية في 2022 نحو 532 مليونا، فيما سيصل في عام 2025 إلى 640 مليون شخص، بحسب موقع "ستاتيستا" الأميركي للإحصاءات.

فيما يتوقع أن تصل عوائدها العالمية في 2025 إلى 1.866 مليار دولار.

على الرغم من اتضاح المعالم حتى الآن عن شكل المونديال، حيث أكد الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، أن المزيد من التفاصيل عنه ستكون متاحة في مطلع العام الجديد، فإن التوقعات العالمية بدت كبيرة للحدث، فستكون هنالك جوائز ضخمة تتخطى بكثير الجوائز الحالية لموسم "الغيمرز" (45 مليون دولار)، إلى جانب زيادة البطولات والألعاب التنافسية فيها.

وسيستمر الحدث على مدى 8 أسابيع في الصيف المقبل، إلى جانب تنظيم المزيد من الفعاليات الترفيهية المصاحبة، ليتحول إلى كرنفال عالمي ضخم.

ويتوقع أن يكون المونديال السعودي مسرحا لجميع الألعاب الافتراضية التي تحاكي الألعاب الواقعية الأكثر شعبية في العالم (كرة قدم، سلة، تنس، بيسبول، كريكت، وغيرها)، ليخرج كثيرا عن النمط السائد سابقا، والذي يركز على الألعاب القتالية المشهورة.