سانتياغو برنابيو.. قصة "ترميم" بتكلفة ملعب جديد

• يعود تاريخ الملعب إلى الأربعينيات من القرن الماضي، بعدما قرر رئيس ريال مدريد السابق سانتياغو برنابيو بناء ملعب بسعة 100 ألف متفرج.

• افتتح فعليا في 1947، ليحدث نقلة للريال، إذ كان ملعبه السابق تشامارتين يتسع فقط لنحو 22 ألف متفرج.

• أصبح أكبر ملعب في العالم من حيث السعة الجماهيرية، واستمر كذلك حتى بناء ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو في 1950.

• في عام 1955 تمت تسميته على سانتياغو برنابيو، الذي لعب للريال وترأسه فيما بعد، كما بادر ببنائه.

• استضاف الملعب على العقود الماضية العديد من الأحداث الهامة، مثل نهائي يورو 1964، ونهائي مونديال 1982، والكثير من نهائيات الأبطال، وكذا نهائي كوبا ليبرتادوريس 2018 بين البوكا وريفر بليت، بعد فوضى بوينس آيس.

• مرّ بعدة عمليات تطوير، منذ تحديثه لأول مرة في 1955، ثم تركيب أبراج الإضاءة الكاشفة في 1957، والسقف في 1982.

• بلغت سعته في بداية التسعينيات 106 ألف متفرجا، تم تخفيضها في 1997 إلى 75 ألف متفرج بسبب قوانين يويفا عقب كارثتي هليزبرة وهيسل، قبل أن يعود إلى السعة الحالية بـ81 ألف متفرج في 2002.

منذ استلام رئيس ريال مدريد الحالي فلورنتينو بيريز لزمام الأمور في عام 2000، أعرب عن رغبته في تطوير ملعب سانتياغو برنابيو وجعله الأحدث في العالم، لكنه يبدو أنه انشغل بجلب الغلاكتيكوس عنه.

وفي حقبته الثانية في رئاسة ريال مدريد 2009، تصدر تحديث الملعب قائمة أولوياته، لكنه بدأ بجلب صفقات كبيرة مثل رونالدو وبنزيمة وكاكا وتشابي.

وخلال الجمعية العمومية لعام 2011، قال بيريز لأعضاء النادي إن: "الريال يجب أن يمتلك ملعب أحلام.. أفضل ملعب في العالم"، ليبدأ في وضع الخطط والتصورات لذلك.

في ديسمبر 2018 وافقت الجمعية العمومية لريال مدريد بحصول النادي على قرض بقيمة 575 مليون يورو، لبدء عملية ترميم البرنابيو.

وبحسب صحيفة ماركا، فإن الريال استدان المبلغ من بنك جي بي مورغان الأميركي على أن يتم سداده على مدى 30 عاما، وبنسبة فوائد ثابتة بلغت 2.5%.

وأعطى الريال شارة انطلاق عملية الترميم في صيف 2019.

وبعد مرور عام فقط، جمع بيريز أعضاء مجلس إدارته مجددا، ليطلب منهم تمرير قرض جديد بقيمة 225 مليون يورو، لمجابهة زيادة النفقات، على أن يسدد على مدى 27 وبنسبة فوائد تبلغ 1.53%، لترتفع بالتالى التكلفة إلى 800 مليون يورو بدلا من المقرة سابقا، وهي 575 مليون يورو.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أكدت ذي اثلتيك أن الريال في طريقه إلى القرض الثالث، وهذه المرة بقيمة 370 مليون يورو، وأكدت أن الكلفة الإجمالية مع هذه القروض ارتفعت لنحو 1.4 مليار دولار.

كان من المقرر أن يفتتح الملعب بعد الترميم في نهاية عام 2022، لكن كان لوباء كورونا الذي اجتاح العالم في 2020، والحرب الأوكرانية الروسية في مطلع 2022 رأى آخر، ليتأجل الانتهاء من الأعمال فقط إلى 23 ديسمبر المقبل.

وعن ذلك قال رئيس النادي فلورنتينو بيريز لبرنامج الشيرنغيتو في وقت سابق: "بمجرد بدء الترميم، ظهر وباء كوفيد-19، وبعد نهايته والعودة للعمل اندلعت الحرب في أوكرانيا، وتسببت في أمرين.. نقص المواد وارتفاع الأسعار، لكننا نعمل الآن على حل جميع المشاكل".

وكانت تقارير إسبانية أخرى، قد ارجعت التأخير إلى مشاكل في سقف النادي الفريق من نوعه، والذي أدى إلى خلافات بين النادي والمهندسين المعماريين.

رغم عدم نهاية الأعمال، فإن معالم البرنابيو الجديد بدأت تتضح فعليا.

ومن أبرز الأشياء الجديدة الإطار الفولاذي الذي غطى هيكل الملعب، والذي يزن أكثر من 7 آلاف طن، ويقارب وزن برج إيفل بباريس، كما يبلغ ارتفاع الهيكل 57 مترا.

وهناك سقف يتحرك بالريموت كونترول، ويغطى الملعب بشكل كامل في غضون 15 دقيقة.

أما الأمر الأكثر حداثة، والذي سيُحدث الفارق، فهو نظام الأرضية القابلة للطي بشكل كامل، قبل أن يتم الاحتفاظ بها في غرفة ملائمة تحت الأرض، تمهيدا لتحويل الاستاد لميدان حفل جماهيري، أو مساحة للعبة أخرى مثل الملاكمة والمصارعة وغيرها.

وهناك حديث عن أن هذا النظام قد استنفذ القرض الثاني كاملا (225 مليون يورو) بسبب تعقيداته، إذ يتكون من 6 ألواح تحمل العشب وتهبط به إلى داخل الأرض.

وهنالك أيضا شاشة ذكية ضخمة تعرض لقطات بزاوية 360 درجة، إلى جانب نفق جديد تحت الملعب، وواجهة مموجة من الفولاذ تسمح بالإعلان عليها.

والاهم هو إضافته لـ4 آلاف مقعدا ليرفع السعة إلى 85 ألف متفرج.

مع تقدير التقارير الأولية كلفة الترميم بـ1.4 مليار يورو، ومقارنة ذلك بعدم إجراء الكثير من عمليات الهدم والبناء، يبدو بالفعل أن تجديد سانتياغو برنابيو قد استنزف خزينة الريال أموالا ضخمة.

ولن تضيف الأعمال الجديدة سوى 4 آلاف مقعدا فقط لسعة الملعب.

وتخطت هذه التكلفة فعليا ما كلفه ملعب وايت هارت لين الجديد، الذي أقامه توتنهام الإنكليزي على أنقاض الملعب القديم، إذ لم يكلف سوى 1.26 مليار يورو، بحسب موقع سبورت بايبل.

وحتى في الظروف الحالية، قدر مطورون كلفة هدم ملعب ستامفورد بريدج المملوك لتشيلسي وبناء ملعب جديد كليا بـ 2.2 مليار يورو.

لكن.. هل بمقدور سانتياغو الجديد تعويض ما صرف عليه من أموال؟

بحسب التقديرات، فإن الاستخدام المتنوع للملعب سيدر على خزينة ريال مدريد في أول موسم بعد افتتاح إيرادات بقيمة 300 مليون يورو.

ويعد هذا تنوعا ودخلا جيدا، لكن الريال أيضا سيكون عليه التنازل عن 30% من هذه المداخيل إلى شركة "سيكستي ستريت" الأميركية، التي باع لها جزءا من عوائد الترفيه المستقبلية مقابل 360 مليون يورو، استفاد منها الصيف في تقوية حساباته المالية، وتوفير أموال لصفقات يعتزم إجرائها الصيف المقبل.