"قرية الشركات الناشئة".. طريق رواد الأعمال في مؤتمر المناخ

غالبا ما يبدو مظهر الشركات الناشئة في قرية كوب 28 بسيطا.

فقط لوحة تعريفية وطاولة صغيرة يعرض عليها رواد الأعمال نماذج من مشروعاتهم. من بينهم الشركة البريطانية كلين إير باي ريسيستن، المتخصصة في تنقية الهواء.

عمر الشركة 4 أشهر فقط، إلا أنها رأت أن المشاركة في مؤتمر المناخ هي الوسيلة السريعة لعقد اجتماعات على المستوى التنفيذي. وكان لفريق ريسيستن ما تمنى بالفعل، إذ التقى مسؤولا تنفيذيا في شركة موانئ دبي العالمية العملاقة.

لحسن الحظ، وافق المسؤول التنفيذي على عرض توضيحي حول طلاء أسطح تنتجه الشركة البريطانية، يحلل ملوثات الهواء ويطرد الأوساخ لمعالجة الألواح الشمسية.

عثرت ريسيستن أيضا على عملاء محتملين من بريطانيا والسعودية وتايوان.

وقال ويل تايلر وهو أحد المديرين في شركة ريسيستن التي تتخذ من لندن مقرا لها: "أتوقع أن تبلغ الصفقات‭‭‭‭ ‬‬‬‬المحتملة خلال مؤتمر كوب حوالي 5 ملايين دولار، وهو أمر لا يصدق".

ولكن لم توافق الشركة بعد على أي عقود خلال المحادثات.

ترك رائد الأعمال توماس ديميل المقيم في هامبورغ، شركته "بيتون هولدينغ" للخرسانة، وتوجه لمؤتمر المناخ، ويبدو أنه لم يندم على رحلته، حيث يعتقد أنه حقق هدفا غير مسبوق.

ويقول ديميل: "حققنا هدفا يفوق توقعاتنا تماما في هذا المؤتمر فيما يتعلق بالأسهم الخاصة والبنوك ومطوري المشاريع الضخمة وشركات البناء والخرسانة والأسمنت".

تقاطع ديميل مع فرصة سعيدة أخرى، إذ وجد بيل غيتس يسير إلى جواره مصادفة خلال فعاليات المؤتمر.

ويتوقع ديميل أن تؤدي مشاركته في كوب28 إلى مضاعفة قيمة شركته بناء على الأعمال التجارية المحققة حتى الآن.

تُظهر الأرقام الرسمية الصادرة عن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ أن هناك أكثر من 90 ألف زائر مُسجل في المؤتمر، وهو رقم قياسي.

وحضر المؤتمر مؤسسات كبرى منها البنوك وشركات النفط والغاز والشركات الاستشارية، بالإضافة إلى الشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا المناخ.

وتُشجع الأمم المتحدة مشاركة قطاع الأعمال في مؤتمرات قمم المناخ التي تعقد سنويا.

وفي عام 2020 أُطلقت مبادرة "سباق نحو الصفر"، وهي تحالف للجهات غير الحكومية من ضمنها الشركات، بهدف خفض انبعاثات الكربون إلى النصف بحلول عام 2030.

يقول نايغل توبينغ، الذي عمل على تلك المبادرة إنه من المهم إشراك الأشخاص الذين يمتلكون "المال والموارد".

ويضيف: "يقول الناس إن المحادثات معرض تجاري أو مهرجان ولكن الجهود تتضافر لإيجاد حلول للوصول إلى صافي الصفر والتسريع من وتيرة تنفيذها".