مال وأعمال
.
في صمت أدار حاتم (اسم مستعار) ظهره للبائع الذي أخبره أن البيع بالدولار، وانصرف دون اعتذار، وفي الخلفية صوت البائع مُحتدًا "ابقوا اقروا الإعلان كويس، لما مش معاكم فلوس بتضيعوا وقتنا ليه؟"
المشهد لم يكن الأول لحاتم، موظف متقاعد، منذ أن اتخذ قرارا بشراء سيارة مستعملة بمكافأة نهاية الخدمة ليحولها إلى تاكسي بهدف تحسين دخله من ناحية واستغلال وقته بعد التقاعد من ناحية أخرى.
وكان حاتم قد قضى الشهرين الماضيين متتبعًا اعلانات السيارات المستعملة على الإنترنت ولم يحالفه التوفيق في أكثر من معاينة بعضها بسبب اشتراط البائعين سداد ثمن السيارة بالدولار، وهو ما لم يكن متاحا له.
بيع السلع بالدولار أو ما يُطلق عليه "دولرة السلع" في السوق المصري لا تقتصر على السيارات بل أصبح الأمر مؤخرا ظاهرة ممتدة لسلع متنوعة مثل العقارات وحديد التسليح وكذلك أعلاف الحيوانات.
دفع هذا السلوك جهاز حماية المستهلك لإصدار بيان، في 5 فبراير، يؤكد فيه عدم شرعية التداول بغير العملة المصرية، ويحذر من عقوبة ذلك، بحسب وسائل إعلام مصرية.. فماذا يحدث في السوق المصري؟
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة