أزمة بوينغ.. رحلة "سقوط حر"

في يناير، انطلقت رحلة ألاسكا إيرلاينز الأميركية من مطار بورتلاند الدولي متجهة إلى أونتاريو بولاية كاليفورنيا، لكن فجأة سقط باب الطائرة ليجد الركاب البالغ عددهم ١٧١ شخصا، أنفسهم أمام موقف خطير تدلت معه أقنعة الأوكسجين فوق رووسهم.

لحسن الحظ تمكنت الطائرة من العودة والهبوط اضطراريا، ولم يلحق ببعض الركاب سوى إصابات طفيفة، لكن الشركة أوقفت طيران كل أسطولها من "بوينغ ٧٣٧ ماكس٩" والذي يبلغ ٦٥ طائرة، وتخضعها للفحص.

توسعت الأزمة، لتأمر إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية بإخضاع 171 طائرة من هذا الطراز لعمليات فحص فورية ومنعتها من التحليق حتى الانتهاء من الفحص، وأمهلتها ٩٠ يوما لوضع خطة شاملة لمعالجة "مشكلات منهجية في مراقبة الجودة".

تحولت الأزمة إلى أمر عالمي مع توقيف شركات للطراز لإخضاعه للفحص، مثل يونايتد إيرلاينز، والخطوط التركية، و"إيرومكسيكو" وشركة "كوبا إيرلاينز" البنمية، بحسب فرانس برس.

اكتشفت ألاسكا إيرلاينز "قِطعاً غير مثبّتة جيّداً" في بعض طائرات 737 ماكس 9، وهو الأمر نفسه الذي حدث ليونايتد إيرلاينز، وبعد هذه الاكتشافات، عادت الشركات لتشغيل طائرات هذا الطراز في نهاية يناير.

أورد التدقيق الذي كشفته صحيفة نيويورك تايمز الآتي:

• أظهر التدقيق 33 إخفاقا في الاختبارات من أصل 89 اختبارا.
• فشلت شركة بوينغ في فحص يتعلق بالمكون الذي أدى إلى انفصال الجزء من الطائرة، والمعروف بأنه قابس الباب.

• الشركة الموردة سبيريت إيروسيستمز التي تنتج جسم الطائرات ماكس اجتازت ٦ من أصل 13 عملية تدقيق وفشلت في البقية.
• وجدت عملية التدقيق في شركة سبيريت، خمس مشكلات، أبرزها كان الفشل في علاج مشكلة تثبيت المكون.

وبناء على تدقيق إدارة الطيران الاتحادية تواصل بوينغ تنفيذ تغييرات فورية وتعمل على تطوير خطة لتعزيز السلامة والجودة، بحسب ما قالت لرويترز.

عمل جون بارنيت في شركة بوينغ لمدة 32 عاما، حتى تقاعده في عام 2017، وفي مارس ٢٠٢٤ عثر على جثته ميتا بعد أيام قليلة من إدلائه بالشهادة في إحدى القضايا المرفوعة ضد الشركة.

في الأعوام الأخيرة لبارنيت عمل مديرا للجودة في مصنع شمال تشارلستون لتصنيع طائرة 787 دريملاينر، ولكنه كشف بعد تقاعده أن العمال كانوا يركبون، تحت ضغط، أجزاء دون المستوى المطلوب في الطائرات على خط الإنتاج، بحسب ما كشف لبي بي سي.

وقال بارنيت إنه اكتشف مشاكل خطيرة في أنظمة الأكسجين، مما قد يعني أن واحدا من كل أربعة أقنعة تنفس لن يعمل في حالات الطوارئ.

ليس هذا فحسب، فقد تم استخدام الأجزاء دون المستوى من صناديق الخردة وتركيبها في الطائرات التي يتم بناؤها لمنع التأخير في خط الإنتاج.

ورغم نفي الشركة لهذه الأمور، فإن مراجعة إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية، في عام 2017، أيدت بعض مخاوف بارنيت، بحسب بي بي سي.

هناك عدد من المشكلات التي واجهتها بوينغ كالآتي:

• تحطم طائرتين من طراز "737 ماكس" في أكتوبر 2018 ومارس 2019 تسببا بمقتل 346 شخصا بالمجموع، ما أدى لمنع تحليق طائرات "737 ماكس" لمدة عامين تقريبا.
• اكتُشفت في الخريف الماضي عيوب في الحاجز الخلفي لطائرات ٧٣٧ ماكس 9. وفي ديسمبر، اكتشف ارتخاء البراغي في نظام الملاحة.

• علّقت عدة مرات على مدى عامين تسليم طائراتها المخصصة للرحلات الطويلة من طراز "787" بسبب عيوب في التصنيع والفحص.
• سقط أحد إطارات طائرة من طراز "بوينغ 777" في رحلة من شان فرانسيسكو إلى اليابان، في مارس ٢٠٢٤.
• نقل ١٢ راكبا لطائرة من طراز بوينغ 787 متجهة من استراليا إلى تشيلي عبر نيوزيلندا إلى مطب هوائي بسبب "حادث فني".