مناوشات جنوب لبنان.. خسائر تفوق المليار دولار تتكبدها بيروت

أسفرت الغارات الإسرائيلية التي استهدفت بعض المناطق الحدودية في الجنوب عن وفاة 48 مدنيا، بالإضافة إلى وفاة جندي في الجيش اللبناني.

وأصيب ألف و200 شخص بجروح، وفقا لمحمد شمس الدين، الباحث في مركز الدولية للمعلومات.

إلى جانب هؤلاء، ذكر شمس الدين أنه سقط 258 قتيلا أيضا، وهم يشملون أعضاء من حزب الله وحركة أمل، التي تعتبر حليفة لحزب الله، بالإضافة إلى بعض الفصائل المسلحة مثل الحزب القومي السوري.

و نزح أكثر من 90 ألف مواطن لبناني من منازلهم هربا من الاشتباكات التي لم تستثن المنازل السكنية والسيارات المدنية، وفقا لآخر تقرير نشرته المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، بتاريخ 14 مارس.

وفي التفاصيل، أشار شمس الدين إلى أن عدد المنازل المتضررة بلغ 5 آلاف و700 منزل، بينما بلغ عدد البيوت المدمّرة بشكل كامل ألف و500 بيت، وذلك منذ الـ٨ من أكتوبر.

"قضي على موسمنا الزراعي، انتهينا"، بهذه الكلمات الحزينة عبّر حسين، وهو مزارع من الجنوب، عن خسارته لأرضه التي احترقت نتيجة الفسفور الأبيض، المحرّم دوليا، الذي تلقيه إسرائيل على الحقول الزراعية.

لدى حسين 5 أولاد، شابّان في الجامعة اللبنانية، وولد وبنت في مدرسة حكومية. قال حسين لبلينكس: "الزراعة هي كل حياتي، هي رزقي الوحيد لتعليم أولادي".

يعتبر الجنوب اللبناني رئة القطاع الزراعي في لبنان، إذ يعتمد عليه بزراعة الزيتون والحمضيات والقمح والتبغ، وتصديرها إلى الخارج.

وأحرق الفسفور الأبيض، 10 مليون متر مربّع من غابات وحقول الزيتون، وفقا لتقرير شمس الدين.

وذكر تقرير الأمم المتحدة، الصادر آخر ديسمبر من العام الماضي، أنه أُبلغ عن خسائر كبيرة في قطاع الزراعة في المنطقة المتضررة من النزاع، ونتج عن هذه الأضرار تلوث كيميائي وتلوث من مخلفات المتفجرات مما أدى إلى فقدان خصوبة التربة.

بالتالي، ونتيجة للأضرار الزراعية، سيخسر لبنان أكثر من 90 مليون دولار سنويا، وفقا لدراسة أعدتها "The Policy Initiative".

للقطاع السياحي حصة في الأضرار الناتجة عن الأوضاع المضطربة في جنوب لبنان، إذ يعتمد الاقتصاد اللبناني بشكل كبير عليه، نظرا للإيرادات العالية التي يحققها، خاصة مع مواسم عودة المغتربين إلى بلدهم وإنفاقهم العملة الصعبة في المنشآت السياحية.

ومع عدم وجود منطقة آمنة في الجنوب وتصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل، يتردد بعض المغتربين عن زيارة أهلهم خلال فترة الأعياد السنوية، وتنصح بعض السفارات العربية والأجنبية رعاياها بعدم السفر إلى لبنان بسبب الوضع الأمني الخطير.

لذلك، تراجعت نسبة السياحة بين أكتوبر وفبراير بنسبة 23٪، وهذا يعني أن القطاع السياحي في لبنان سيخسر نحو 450 مليون دولار، وفقا لـTPI.

تقترب خسائر القطاع السياحي لهذا العام إلى حد ما من الخسائر التي مني بها خلال حرب يوليو 2006، حيث من المتوقع أن يشهد القطاع تراجعا كبيرا، مع تراجع أعداد المقبلين بنسبة تصل إلى 90٪.

أدت المناوشات إلى خسائر غير مباشرة أيضا، منها تدمير المنازل جزئيا أو كليا، وتلف البنى التحتية، وتعطل النشاط الاقتصادي في نحو 50 بلدة جنوبية تقع ضمن أقضية صور، بنت جبيل، مرجعيون، وحاصبيا.

أما المحاصيل الزراعية وزيت الزيتون والأشجار الحرجية، فصنّفت أيضا ضمن الخسائر غير المباشرة، والتي بلغت قيمتها 350 مليون دولار.

في الجانب الاقتصادي، أفاد شمس الدين بأن الخسائر غير المباشرة في القطاع الاقتصادي تبلغ حوالي 6 ملايين دولار يوميا، مما يعادل تقريبا مليار دولار منذ بداية المناوشات وحتى ٦ أشهر.