مال وأعمال
.
في رحلة بحثه عن الطرق الممكنة لسداد الديون المتراكمة عليه، علم الأردني أبو رامي أن بإمكانه بيع راتبه التقاعدي "المعاش"، الذي حصل عليه من قبل مؤسسة الضمان الاجتماعي بعد مسار شاق وسنوات طويلة مضت على عمله في سلك التعليم.
لم يتردد الستيني أبو رامي في كتابة إعلان على مواقع التواصل الاجتماعي لبيع راتبه الشهري الذي تُقدر قيمته بنحو 420 ديناراً لمدة 8 سنوات، مقابل أن يمنحه المشتري 20 ألف دينار دفعة واحدة، إذ توالت الاتصالات عليه لإبرام الصفقة.
صورة لأحد الإعلانات المنتظرة عبر تطبيق فيسبوك
أما الأربعيني خالد حمد، الذي لاحظ كثافة إعلانات البيع، فأشار إلى أن هذا الأسلوب ممكن في حال ما إذا كان المبلغ سوف يحل أزمة تعاني منها العائلة، رغم اعترافه بأنّ "الشخص الذي يبيع راتبه مهدد بمخاطر عديدة، وهو بأمس الحاجة له، ولكن الظروف هي التي أجبرته على هذه الخطوة".
بالمقابل فإن المختصين يرون أن راتب التقاعد وُجد لتحقيق الحماية الاجتماعية، وأن مسألة بيعه تشكل جرس إنذار يجب أن تنتبه إليه الجهات الرسمية المختصة.
واعتبروا أن البيع يتناقض مع أهداف مؤسسة الضمان الاجتماعي، وهي مؤسسة أردنية مستقلة تعمل على توفير نظام تأمين تكافلي عام، لحماية الأشخاص اجتماعياً واقتصادياً.
وحسب إحصاء رسمي، يبلغ عدد المؤمن عليهم في الأردن نحو مليون و555 ألف مشترك فعّال، وعدد المتقاعدين التراكمي وصل إلى نحو 333 ألف متقاعد.
فما هي قصة بيع الرواتب التقاعدية؟ وما المبررات التي تجعل المتقاعدين الأردنيين يلجؤون إلى مثل هذا الأسلوب؟ وكيف ينظر المختصون من الناحية الاجتماعية والاقتصادية إلى مثل هذا البيع؟
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة