airbnb يأكل من طبق فنادق لبنان

"هذه المرة الثانية التي أستأجر فيها منزلا بدلا من غرفة فندق، لأنها أوفر بكثير"، هكذا برر محمد، الذي يأتي إلى لبنان سنويا لقضاء عطلة الصيف مع عائلته، ابتعاده عن الفنادق باهظة الثمن، حسب قوله.

محمد لم يعد يُفضّل البقاء في منزل الأهل، بسبب زيادة عدد أفراد عائلته إلى 3 أطفال. وعندما بدأ رحلة البحث عن غرفة في الفندق، وجد أنه لا يمكنه العثور على غرفة بأقل من 100 دولار لليلة واحدة، وهذا يعني أن تكلفة إقامته في لبنان لمدة 15 يوماً ستبلغ 1500 دولار، من دون إضافة المصاريف الأخرى.

أما الإيجار لنفس الفترة فكلفه نحو 400 دولار، لكن المفارقة الوحيدة أن هذا التطبيق لا يقدم خدمة الفنادق مثل التنظيف والطعام.

من هنا، أصدر نقيب أصحاب الفنادق في لبنان، بيار الأشقر، بيانا أوضح فيه أن الشقق المفروشة "تقوم بمنافسة غير عادلة من شأنها الإضرار بالفنادق والعاملين فيه"، وأضاف أن "نموّ قطاع الضيافة الموازي عبر التطبيقات الإلكترونية الذي يدير منازل ضيافة وشققاً تحتوي على أكثر من 10 آلاف غرفة، وفقاً لإحصاءات غير رسمية، عشوائي وغير المنظّم".

يُعتبر من الصعب تحديد ما إذا كانت الشقق المفروشة المُعلَن عنها على منصة Airbnb في لبنان، مرخصة وشرعية أم لا، حسب المحامي أحمد حجازي، حيث يتطلب ذلك الكشف عن معلومات كل مالك للشقة.

تضم Airbnb، التي أنشأت عام 2007 في ولاية سان فرنسيسكو الأميركية، أكثر من ألف شقة في لبنان، موزعين بين بيوت ضيافة والشقق المفروشة والفيلا، منتشرين من شمال لبنان وحتى جنوبه.

وهذه المسألة من أكثر الأمور التي تشغل أصحاب الفنادق، بحسب الأشقر، حيث أوضح لبلينكس أنَّ الغالبية العظمى من الشقق المُعروضة على المنصة هي سكنية، وبالتالي ليست مرخصة للإيجار قانونيًا، مما يجعلها غير شرعية.

في المبدأ، الشقق السكنية ليست تجارية، وبالتالي لا تتوفر لديها أرقام مالية مُسجلة لدى وزارة المالية، وهذا يعني عدم شرعية تأجيرها.

بالتالي، يتوجب على صاحب الشقة دفع ضرائب إضافية للدولة اللبنانية وتحويل شقته من سكنية إلى تجارية، ورفع ثمن إيجارها، وفقا للأشقر.

مع ذلك، لم ينكر الأشقر في حديثه مع بلينكس أن الـairbnb أرخص بكثير من الفنادق، كما شدد على أن النقابة لن تطلب إلغاء المنصة، لكن يجب تنظيمها.

ومع بدء الموسم السياحي في لبنان، طمأن وزير السياحة اللبناني، وليد نصار، مرات عدة أنه سيكون مزدهرا نظرا للمهرجانات في مختلف المناطق، وأشار الأشقر إلى أن وضع أصحاب الفنادق يبدو محرجا هذا العام بسبب القصف الإسرائيلي على بلدات الجنوب ما زعزع الاستقرار الأمني.

وتراجعت السياحة في لبنان هذا العام بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الماضي، وذلك وفقًا لمصدر في وزارة السياحة اللبنانية.

يُعزى هذا التراجع إلى انخفاض عدد السياح والمغتربين القادمين إلى لبنان، نتيجة للتوترات السياسية والمخاوف من اندلاع الحرب وإغلاق المطارات.

في شهر ديسمبر، أي بعد شهرين من اندلاع حرب غزة وفتح الجبهة الجنوبية للبنان، شدد نصار في مقابلة تلفزيونية على ضرورة تحييد لبنان عن الحرب، وأعلن عن تشغيل المكاتب السياحية في عام 2024، والتي افتتحت قبل 3 أعوام لكنها لم تستثمر بسبب الأمة الاقتصادية.