مخزون الجيش ينقذ لبنان من العتمة الشاملة.. ماذا حل للمطار؟

سبق ووقع لبنان اتفاقية مع العراق تضمن له الحصول على مادة الفيول لزوم توليد الكهرباء.

إزاء ذلك، فإنه يتوجب على لبنان دفع مبالغ مالية للجانب العراقي بغية تسليمه الفيول، لكن هذا الأمر لم يحصل، باعتبار أن مصرف لبنان رفض تحويل أموال "الفيول العراقي" من احتياطته بالدولار الأميركي إلا بعد تشريع ذلك بقانون من البرلمان اللبناني.

لهذا السبب، بات لبنان قابعا تحت خطر العتمة الشاملة بين الحين والآخر، في حين أن مجلس النواب اللبناني لا يعقد أي جلسات حاليا.

علمت بلينكس من مصادر رسمية معنية بقطاع الكهرباء أن المطار يحتاج إلى 10 ميغاواط من الكهرباء لكي يستمر بالعمل.

ومؤخرا، تم تداول صورة من مطار بيروت الدولي قيل إنها توثق غرقه التذاكر بالعتمة بفعل انقطاع الكهرباء.

الصورة المنتشرة علق عليها مدير المطار، فادي الحسن، عبر بلينكس، قائلا إنها "غير صحيحة"، مشيرا إلى أن الكهرباء لم تنقطع عن المطار نهائيا بفعل وجود مولدات تعمل بكامل طاقتها.

عقد مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان، الأحد ١٨ أغسطس، اجتماعا لإيجاد حلول بشأن الكهرباء.

وقال وزير البيئة ناصر ياسين، لبلينكس إن التوجه الحالي سيكون بالاستعانة بمخزون الجيش من المحروقات لتوليد الطاقة الكهربائية عبر المعامل التي سيجري تحديدها عبر مؤسسة كهرباء لبنان.

ياسين أوضح أن حل أزمة الكهرباء سيتبلور بشكل كامل خلال الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أن هناك اتصالات حكومية تجري على هذا الصعيد.

بالتوازي، قال مصدر إداريّ في مؤسسة كهرباء لبنان لبلينكس إن معمل الزهراني لتوليد الكهرباء، حصل على 5 آلاف طن من "الديزل" المخصص للجيش من منشآت النفط في الزهراني، وذلك لزوم تشغيل وحدات إنتاجية في المعمل.

وكشف المصدر أن هذه الكمية تكفي لـ5 أيام فقط ريثما يتم إيجاد حل شامل يتم على أساسه استيراد بواخر من الفيول العراقي وتفريغها داخل معامل الطاقة.

إلى جانب المعامل الحرارية التي تعتمد على الفيول والمحروقات لإنتاج الطاقة، فإنه لدى لبنان 4 معامل كهرومائية أساسية يتم عبرها توليد الطاقة، وهي:

• معمل إبراهيم عبد العال بقدرة 36 ميغاواط

• معمل بول أرقش – الأولي بقدرة 108 ميغاواط

• معمل شارل حلو بقدرة 48 ميغاواط

• معمل عين الزرقاء بقدرة 4.72 ميغاواط

وصرح مدير مصلحة الليطاني، سامي علوية، لبلينكس قائلا إن معامل المصلحة تُنتج نحو 64 ميغاواط من الكهرباء في الوقت الراهن، مشيرا إلى أنه يتم استخدام هذه الطاقة لتغذية خطوط الخدمات العامة التي تغذي المرافق العامة والحيوية وخطوط الخدمات المرتبطة بمحطات ضخ مياه الصرف الصحي والمياه المبتذلة ومحطات التكرير والمستشفيات الحكومية.

وقال علوية لبلينكس إن كمية "الديزل" المقدمة من الجيش تتيح إمكانية توليد 50 ميغاواط عبر معمل الزهراني، ما يجعل مجموعة الطاقة المنتجة 130 ميغاواط 64 من المعامل الكهرومائية و50 ميغاواط من الزهراني، الأمر الذي يتيح إمكانية مد المطار بالكهرباء.

أزمة الطاقة التي يعيشها لبنان سلطت الضوء على مخزون البلاد من الفيول المخصص لأوقات الطوارئ وتحديدا للحرب المحتلمة بين حزب الله وإسرائيل.

وفي تصريحات عدة له، تحدث وزير البيئة، ناصر ياسين، عن استعدادات لبنان للحرب، متطرقا إلى المخزون الغذائي والدوائي، كما تحدث أيضا عن مخزون الطاقة.

وقال ياسين لبلينكس إن "مؤسسة الكهرباء لديها مخزونها وطريقتها في إدارة انتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية".

وذكر أن "لدى لبنان مخزون من المحروقات يكفي لـ4 أسابيع في حال اندلاع حرب، وهو سيكون متاحا للسوق من مواصلات، مولدات كهربائية، مصانع، ومستشفيات".

هناك سؤال أساسي عن مدى قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على شراء الفيول من دون اللجوء إلى أموال مصرف لبنان، وذلك تداركا لأي أزمة مستقبلا كتلك القائمة حاليا.

مدير المعهد اللبناني لدراسات السوق، باتريك مارديني، صرح عبر بلينكس قائلا التالي:

• يجب التحقيق بعملية تبادل الفيول العراقي المستخدمة في لبنان خاصة أن لبنان حصل عليها مقابل خدمات مفترض أن يكون قد قدمها، فلماذا الحديث اليوم عن دفع أموال بالفريش دولار؟

• هناك تساؤلات كثيرة عن أموال مؤسسة كهرباء لبنان خاصة أنها رفعت التعرفة لزيادة إيراداتها.

• يفترض أن يكون لدى المؤسسة الأموال المخصصة لشراء الفيول من جباية فواتير الكهرباء بدلا من قضم دولارات الاحتياطي في مصرف لبنان لإتمام التحويلات.