ضربة في ألمانيا.. ما سر الإغلاق التاريخي لـ"فولكس فاغن"؟

على الرغم من أن شركة فولكس فاغن تعتبر رمزًا بارزًا في صناعة السيارات الألمانية ولها سمعة جيدة في السوق العالمية، إلا أن مديرها، توماس شافير، أكد أن المؤسسة تواجه حاليا تحديات مالية.

وقد تؤدي هذه التحديات، التي تتمثل في الزيادة في تكاليف الإنتاج وتراجع المبيعات فضلا عن المنافسة الصينية، إلى إغلاق أحد مصانع الشركة في بادن-فورتمبيرغ بألمانيا بعد إتمام عملية هيكلة مرتقبة.

في حديثه في اجتماع مع الموظفين في مقر الشركة في فولفسبورج، قال المدير المالي لشركة فولكس فاجن أرنو أنتليتز، إن الإجراءات الصارمة بما في ذلك تخفيض الوظائف التي تم الإعلان عنها هذا الأسبوع ضرورية لأن الشركة لم تتوقع عودة الطلب على السيارات قبل كوفيد إلى أوروبا، وفقا لما نقلته عنه صحيفة فاينانشال تايمز.

النقابات العمالية أبدت اعتراضًا شديدًا على هذه الخطط، مشيرة إلى أن الشركة فشلت في تطوير استراتيجيات تُجنبها اللجوء إلى تخفيض الوظائف والسياسات التقشفية، وفقا لما صرحت به دانييلا كافالو، متحدثة باسم نقابة العمال، لصحيفة نيويورك تايمز.

ويعد احتمال إغلاق أحد مصانع فولكس فاغن زلزالًا اجتماعيًا وسياسيًا، حسب وصف صحيفة لوفيغارو، وهو الأول في تاريخ الشركة التي تقترب من إكمال 100 عام من تطوير وإنتاج السيارات.

رغم فرض الاتحاد الأوروبي رسوما جمركية على السيارات الصينية تصل إلى 38٪ بغرض حماية قطاع صناعة السيارات الأوروبية، لم تتمكن الشركات من الحفاظ على توازنها المالي وسط انخفاض الطلب في أوروبا، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

بدلا من تبني سياسات أكثر نجاعة، خفّض الاتحاد الأوروبي الرسوم المفروضة على شركات صناعة السيارات الصينية، وحددها عند 36.3% لشركة SAIC، و19.3% لشركة جيلي، و17% لشركة BYD.

قبل أسبوعين، خفّض الاتحاد الأوروبي تعريفة إضافية على سيارات تسلا الكهربائية المصنوعة في الصين إلى 9%، بانخفاض عن 20.8% المخطط لها سابقًا، حسب موقع يورونيوز.

واستجابة للرسوم الجمركية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، تستعد شركات صناعة السيارات الصينية لإنشاء مصانع إنتاج في الخارج لمواجهة هذه الرسوم الإضافية، والتي من المرجح أن تعزز حجم المبيعات على المدى الطويل.

تواجه شركات السيارات الأوروبية، مثل فولكس فاغن، تحديات كبيرة في السوق الصينية بسبب المنافسة المتزايدة من شركات تصنيع السيارات الكهربائية المحلية، مثل BYD، وفقا لشبكة سي إن إن.

وتعتبر الصين من أكبر الأسواق التي تبيع فيها فولكس فاغن سياراتها، حيث تجاوز عدد السيارات التي دخلت السوق الصينية 2.3 مليون سيارة عام 2023، وفقا للتقرير السنوي للشركة.

خلال النصف الأول من عام 2024، شهدت فولكس فاغن انخفاضًا بنسبة 7% في مبيعاتها في الصين مقارنة بنفس الفترة من عام 2023.

وعلى غرار فولكس فاغن، يواجه عملاق السيارات "أودي"، في بروكسل مشكلات مماثلة، حيث أعلن في يوليو عدم وجود خطط لإنتاج نماذج جديدة في موقعها بفورست بسبب نقص المشترين لسياراتها.

ويؤجج توقف الإنتاج مخاوف الموظفين والنقابيين الذي قال أحد ممثليهم، باسكال ديبرويل، إن "هذه أخبار مؤسفة جدًا، إنه تحول لم نتوقعه"، وفقا لما نقلته عنه صحيفة ذا براسلز تايمز.