لبنان يستنسخ تجربة الأردن في تخزين القمح

قررت الحكومة اللبنانية خلال جلستها التي عُقدت، الأربعاء، الموافقة على اقتراح وزارة الزراعة بإنشاء صوامع قمح أفقية، ما سيساعد لبنان على امتلاك احتياطي استراتيجي من الحبوب.

وتأتي هذه الخطوة استنساخا لتجربة الأردن في التخزين الأفقي للقمح والحبوب، فيما ستتولى وزارة الزراعة اللبنانية إعداد مخطط تفصيلي بشأن المشروع.

رفع الدعم الحكومي عن الطحين

يتزامن طرح بناء هذه الصوامع مع اقتراب موعد رفع الدعم الحكومي عن الطحين المخصص للخبز في لبنان خلال شهر سبتمبر الجاري، وذلك بعد استنفاد كامل قيمة القرض المقدم للبنان من البنك الدولي عام 2022 والبالغة قيمته 150 مليون دولار، وفق ما يقول رئيس نقابة صناعة الخبز في لبنان طوني سيف لبلينكس.

وعليه، فإن سعر القمح في لبنان سيصبح متحررا من أي تسعيرة محددة، بينما سيتمكن التجار من استيراده من دون الحصول على سلف مالية من الدولة. أما صناعة الخبز، بحسب سيف، فستكون خاضعة من حيث التسعير والنوعية لرقابة وزارة الاقتصاد.

من سيموّل بناء الصوامع؟

ينص قرار الحكومة اللبنانية على أن وزارة الزراعة أبدت استعدادها لإنشاء وتجهيز صوامع أفقية لتخزين القمح في الأراضي التابعة لها، من دون تحميل الخزينة اللبنانية أي أعباء، وذلك عبر تأمين تمويل من منظمات دولية أو جهات مانحة.

كذلك، ستتعاون الوزارة مع الجيش اللبناني في ما يتعلق بأمن المنشآت وغيرها من الأمور اللوجستية.

صوامع أفقية

أوضح سيف لبلينكس أن الصوامع الأفقية تقدم ظروف تخزين أفضل من الصوامع العمودية، كونها أرضية ويمكن عبرها سحب القمح بسهولة وبشكل متجدد.

ويضيف أن تكلفة بناء الصوامع الأفقية أقل عمليا من تكلفة تشييد الصوامع العمودية خاصة أن الأخيرة تحتاج لدراسات كثيرة كما أن بناءها يستوجب وجود أساسات ضخمة لتتناسب مع العوامل الطبيعية.

مشروع بديل عن مرفأ بيروت؟

يعد بناء مشروع الصوامع الأفقية المشروع الأبرز البديل عن صوامع القمح العمودية التي كانت قائمة في مرفأ بيروت قبل أن تتدمر بأكملها جراء الانفجار الضخم الذي ضرب الميناء يوم 4 أغسطس عام 2020.

وبسبب غياب صوامع للتخزين، يوزع القمح المستورد على مستودعات عائدة للمطاحن الأساسية بهدف تلبية حاجة السوق المحلي بشكل مستمر.

يستورد لبنان سنويا نحو 350 ألف طن من القمح لصالح الخبز اللبناني حصرا، وفق ما تقول مصادر وزارة الاقتصاد لبلينكس.

في المقابل، ينتج لبنان سنويا بين 40 إلى 80 ألف طن من القمح القاسي، بينما لدى البلاد 40 دونما من الأراضي المزروعة بالقمح الطري.

وبحسب ما أفادت مصادر في وزارة الزراعة اللبنانية بلينكس، فإن هذه المساحة يمكن أن تقدم للبلاد ما يصل إلى 400 كيلوغراما من القمح المخصص للاستهلاك.