سلاسل التوريد.. حرب مستقبل بأهداف سهلة

بعد ظهور التقارير حول تورط شركة تايوانية بتصنيع "البيجر" المتفجر في لبنان، خرج مؤسس غولد أبوللو، شو تشينغ كوانغ، التايوانية المتخصصة في تصنيع أجهزة النداء الآلي بيجر، Pager، بعدما ورد اسم شركته في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز قال إنها متورطة في توريد أجهزة متفجرة وصلت لأيدي عناصر حزب الله.

شو قال إن شركة BAC Consulting، ومقرها في العاصمة المجرية بودابست هي المسؤولة عن الأمر برمته، لكن هذه الشركة لكن مديرة الشركة ردت على الأمر في حديث لشبكة NBC الإخبارية أنها لا تصنع هذا النوع من الآلات وأنها كانت "مجرد وسيط".

في الوقت نفسه، فقد أشار شو إلى أن الشركة وممثلها "توم"، الذي يبدو أنه نمساوي طلب منه قبل نحو عامين تصنيع هذا النوع من البيجر بحسب ما أشارت كل من صحيفة ليبرتي تايمز التايوانية، وتلفزيون فورموزا.

وقد أشارت مصادر مطلعة على العملية الاستخباراتية إلى أن الشركة المسجلة في المجر كانت جزءا من واجهة إسرائيلية، بحسب نيويورك تايمز.

وقال الضباط إن شركتين وهميتين على الأقل تم إنشاؤهما أيضا لإخفاء الهويات الحقيقية للأشخاص الذين يصنعون أجهزة النداء وهم بالحقيقة "ضباط استخبارات إسرائيليون"، وأن عميلها الأهم كان حزب الله الذي بدأ شحن هذه الأجهزة عام ٢٠٢٢.

في هذا الصدد، يلفت إن. آر. جينزين جونز، مدير خدمات أبحاث التسلح، لبيزنس إنسايدر، إلى أن أسلوب هذه العملية تشير إلى هجوم معقد على سلسلة التوريد نفذته دولة، وأن الأمر تطلب قدرا هائلا من المعلومات وأشهرا من التخطيط.

ويقول جونز إن هجمات سلاسل التوريد عادة تأتي في إطار الهجمات الإلكترونية بتخريب خطوط الإمداد العسكرية، لكن هذا الهجوم المعتمد على استهداف أجهزة النداء بدلا من السلاح يجعله مختلفا وغير مسبوق إذ اعتمد على تعديل أداة تستخدم يوميا إلى قاتل.

خلال العقد الماضي، شهد العالم العديد من العمليات المرتبطة بتخريب سلاسل الإمداد العسكرية، كان أبرزها اتهام إيران لإسرائيل بالتسلل إلى سلاسل توريد الصواريخ لديها من خلال شركات واجهة لتوريد مكونات معيبة مثل الموصلات الكهربائية عالية الكثافة، لتتعطل أو تنفجر، بحسب ABC نيوز الأسترالية.

في الجانب الآخر فقد كشف تحقيق لنيويورك تايمز عام ٢٠١٢، أن الولايات المتحدة تتدخل في سلاسل إمداد الذخائر الخاصة بطالبان لتجعلها قابلة للانفجار، فيما اتهمت واشنطن بكين في العام نفسه بالتدخل في سلاسل الإمداد العسكرية الأميركية بوضع قطاع غيار مقلدة.

من أجل ذلك كانت قضية أمن سلاسل الإمداد واحدة من القضايا المهمة التي وضع من أجلها حلف الناتو خريطة طريق في يوليو ٢٠٢٤ تقوم على 5 عناصر هي:

1. إنشاء مجتمع اهتمام للناتو بشأن قضايا سلسلة الإمداد الدفاعية الحيوية.
2. تحديد المواد الاستراتيجية الرئيسية الضرورية لتطوير وقدرة الحلفاء.
3. إنشاء وسيلة لتبادل التقييمات المتعلقة بسلاسل الإمداد.
4. تحديد التوصيات للتخزين الاستراتيجي.
5. تحديد الفرص لإعادة تدوير واستبدال المواد الاستراتيجية الرئيسية.

أما بريطانيا فلديها ١٢ مبدأ يقوم على ٤ مراحل لأمن سلاسل الإمداد هي:

• فهم المخاطر

تتناول المبادئ الثلاثة الأولى مرحلة جمع المعلومات.

• إقامة السيطرة

لاكتساب والحفاظ على السيطرة على سلسلة الإمداد الخاصة بك.

• تحقق من ترتيباتك

تحتاج الشركات إلى تعزيز الثقة في نهجها لإقامة السيطرة على سلسلة الإمداد.

• التحسين المستمر

مع تطور سلسلة الإمداد الخاصة بك، ستحتاج إلى الاستمرار في تحسين وصيانة الأمان.

يختصر موقع Investopedia المعني بتقديم النصائح للمستثمرين سلاسل الإمداد في التعريف التالي:

• شبكة من الشركات والأشخاص المشاركين في إنتاج وتوصيل منتج أو خدمة.
• تشمل المنتجين، والبائعين، والمخازن، وشركات النقل، ومراكز التوزيع، وتجار التجزئة.
• تشمل وظائفها تطوير المنتجات، والتسويق، والعمليات، والتوزيع، والتمويل، وخدمة العملاء.

وتاليا فإن سلسلة الإمداد الفعالة تقلل التكاليف وتسرع من دورة الإنتاج.