الذهب في قمة تاريخية.. هل ما زال ملاذا آمنا؟

زادت أسعار الذهب في المعاملات الفورية، الإثنين، بنسبة 0.7% لتسجل 2739.50 دولار أميركي للأونصة، في تمام الساعة 13:50، بتوقيت غرينتش.

وكان سعر الذهب قد وصل إلى أعلى مستوى تاريخي له على الإطلاق في وقت سابق الإثنين، مسجلا 2740.37 دولار أميركي.

وسجلت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.7% ارتفاعا، لتصل إلى 2750 دولارا، تماهيا مع زيادة أسعار المعدن الأصفر عالميا.

وأثبت الذهب قدرته على الاحتفاظ بالقيمة المالية هذا العام أكثر من مرة، ليصبح الملاذ الآمن في وجهة نظر البعض في ظل الاضطرابات السياسية والاقتصادية إقليميا وعالميا.

وركبت الفضة أمواج الارتفاعات مع الذهب لتسجل 1.2% زيادة في المعاملات الفورية عند 34.06 دولار أميركي للأوقية، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2012.

مع كل صعود لأسعار الذهب، ينتشر السؤال الأشهر، حول إذا كان وقت ارتفاع الأسعار مثاليا للبيع أم الشراء؟ وفي حديث مع بلينكس قال جلال بكار استشاري الاقتصاد والاستثمار إن الذهب هو منطقة حفظ المال والأمان، لكن لا يمكن الاعتماد عليه كليا في الوقت الراهن.

وقال بكار: "الذهب ليس الملاذ الآمن للاستثمار الآن لأن أسعاره تتوقف على أحداث الشرق الأوسط السياسية والعسكرية، فمثلا إذا تصاعدت الحرب والضربات بين القوى الإقليمية والدولية فسيرتفع الذهب بشكل غير منطقي".

وتابع استشاري الاقتصاد الدولي: "ارتفاع الذهب لا علاقة له برسائل اقتصادية أو مؤشرات منطقية، فهو يتحرك وفقا لمؤثرات سياسية وحربية، ولا يمكن لأحد التنبؤ بما سيحدث في الفترة المقبلة بسبب عدم معرفة إلى أين ستؤول الأحداث".

ونصح بكار المستثمرين من الأفراد وكذلك المؤسسات والشركات بالتحوط عن طريق "توزيع المخاطر"، مضيفا: "لا ملاذ آمنا في المطلق حاليا، لكن توزيع المخاطر بين الذهب والدولار واليورو والعملات الرقمية سيكون أفضل خيار حاليا، مع الأخذ في الاعتبار أن سعر الذهب الحالي متضخم وفقا للأحداث السياسية".

واعتبر بكار أن شراء الذهب حاليا بغرض الاستثمار "ليس قرارا حكيما" بسبب أن السعر الحالي مرتفع للغاية، ويكون الشراء عادة عندما يهبط السعر وليس عندما يكون في أعلى مستوياته.

لا يتوقف الذهب عن الصعود في عام 2024، الذي يمكن القول إنه عام الذهب بسبب الوصول إلى مستويات قياسية غير مسبوقة خلاله.

ونشرت قناة "سي بي إس نيوز" الأميركية تقريرا حول مستقبل الذهب، وإلى أين يمكن أن يصل خلال العام الجاري، لتشير إلى أن الخبراء قالوا إنه قد يصل إلى 3 آلاف دولار بنهاية 2024، أو في أوائل 2025.

وقال المخطط المالي ستيفن كيبل، إن الذهب يزدهر مع التضخم المرتفع أو عدم الاستقرار الاقتصادي، وهذا هو الحال في العام الجاري، مضيفا: "التخفيض المحتمل لأسعار الفائدة وعدم اليقين المستمر من العوامل التي تؤدي إلى استمرار ارتفاع الذهب".

وأضاف كيبل: "يميل الذهب إلى الارتفاع في الفترات والأسواق غير المستقرة، مثلما حدث في جائحة 2020، عندما لجأ العديد من المستثمرين للتحوط بشراء المعدن النفيس".

وبعيدا عن هدف الـ3 آلاف دولار، يرى كيبل أن عام 2024 سيغلق أسعار الذهب عند سعر 2800 حيث يراه رقما أكثر واقعية حاليا.

وعلى العكس يقول المسؤول المالي في شركة كلينت فيرست الأميركية لإدارة الثروات إد ماهافي إن الذهب سيتوقف عن الارتفاع وسيحقق استقرارا في الفترة المتبقية من العام الجاري.

وقالت مديرة العمليات المالية في باريو نيل، روهي راثود إن الذهب لديه فرصة قوية لتسجيل سعر 2850 دولارا مع نهاية العام الجاري، والوصول إلى 3000 آلاف دولار في أوائل عام 2025.