خسائر بالمليارات وانهيارات.. ماذا يجري في سوق الـCrypto؟

شهدت أسواق العملات الرقمية انخفاضا حادا في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى محو معظم المكاسب التي حققتها عقب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وسط حالة من الترقب لأي إشارات قد تعيد الزخم التصاعدي إلى السوق.

ويرى محللون أن الأسواق ستظل في حالة من الركود حتى تتلقى دفعة إيجابية، مثل إعلان واضح من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي حول خفض أسعار الفائدة أو إصدار إطار تنظيمي داعم للعملات الرقمية من قبل إدارة ترامب.

وزادت التحركات التي تهدف لتجنب المخاطرة خلال جلسة التداول وصارت العملات المشفرة من أكبر الخاسرين خلال اليوم مع انخفاض عملة البتكوين أكثر من خمسة بالمئة إلى 79125.53 دولار مسجلة أدنى مستوى منذ 11 نوفمبر.

كما نزلت عملة الإيثر بأكثر من خمسة بالمئة إلى أدنى مستوى لها في أكثر من 13 شهرا عند 2099.37 دولار.

والعملتان المشفرتان في طريقهما إلى تسجيل أكبر انخفاض شهري منذ يونيو 2022 بعد ارتفاع كبير في أواخر العام الماضي وسط تفاؤل بأن إدارة ترامب ستدعم هذه الفئة من الأصول.

تراجع سعر البيتكوين (BTC)، العملة الرقمية الأكبر عالميا، بنسبة 21% منذ ذروته في 20 يناير، ليعود إلى المستويات التي شهدها عقب فوز ترامب في الانتخابات الأميركية في نوفمبر.

ويأتي هذا التراجع في ظل تبدد الآمال بشأن تشكيل احتياطي وطني من البيتكوين، بالإضافة إلى تهديدات ترامب بفرض تعريفات جمركية أثرت على شهية المستثمرين نحو الأصول المضاربة.

أما العملات الرقمية الأخرى، فقد شهدت تراجعا أكثر حدة، حيث فقدت الإيثريوم (ETH) أكثر من 40% من قيمتها منذ ديسمبر.

في تطور مثير للجدل، فقدت العملة الرقمية المرتبطة باسم ترامب، والتي أطلقها قبيل تنصيبه، نحو 80% من قيمتها منذ بلوغها ذروتها في يناير، وفقا لبيانات "كوين ماركت كاب".

وخلال حملته الانتخابية، تعهد ترامب بأن يكون "رئيس العملات الرقمية"، مشيرا إلى خطط لإنشاء احتياطي وطني من البيتكوين وإصلاح اللوائح التنظيمية لهذا القطاع. كما عيّن شخصيات داعمة للعملات الرقمية، مثل هوارد لوتنيك وديفيد ساكس، في مناصب بارزة داخل إدارته.

ومنذ توليه الرئاسة، قامت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) بإلغاء تحقيقات ضد عدة شركات عملات رقمية، كما أسقطت دعوى قضائية ضد منصة كوين بيس، وهي أكبر منصة تداول للعملات الرقمية في الولايات المتحدة. إلا أن هذه الخطوات لم تؤثر بشكل كبير على الأسعار، مما يشير إلى أن التوقعات حول تأثير ترامب على سوق الكريبتو ربما كانت مبالغا فيها.

في أحد قراراته التنفيذية الأولى، أمر ترامب بتشكيل مجموعة عمل متخصصة بالعملات الرقمية لدراسة تنظيم الأصول الرقمية وإمكانية إنشاء احتياطي وطني من العملات الرقمية، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لطمأنة المستثمرين الذين كانوا يأملون في قرارات أكثر جرأة.

ويقول جيمس باترفيل، رئيس الأبحاث في شركة كوين شيرز: "السوق يشعر بخيبة أمل من غياب قرارات واضحة بشأن الاحتياطي الوطني من البيتكوين"، مشيرا إلى أن التوجهات النقدية المتشددة والتهديدات الجمركية من ترامب تزيد من حالة الضبابية في الأسواق.

منذ ذروته في ديسمبر، خسر سوق العملات الرقمية ما يقارب تريليون دولار من قيمته، ليصل إجمالي القيمة السوقية إلى 2.76 تريليون دولار، وفقا لبيانات "كوين ماركت كاب".

ويبدو أن بعض المستثمرين بدأوا في تعديل توقعاتهم، خاصة أن نتائج التقارير الأولية من فريق العمل الجديد الخاص بالكريبتو في إدارة ترامب لن تُنشر قبل شهر على الأقل.

ويقول غابي سيلبي، رئيس الأبحاث في شركة CF Benchmarks: "التفاؤل الأولي حول موقف إدارة ترامب الداعم للكريبتو يبدو أنه يخضع الآن لإعادة تقييم"، مؤكدا أن التحول في معنويات السوق يتطلب إجراءات تنظيمية واضحة أو محفزات كبيرة مثل الموافقة على صناديق استثمار متداولة (ETF) جديدة أو تغييرات جوهرية في السياسات.

على الرغم من التقلبات الحادة، لا يزال بعض المحللين متفائلين بشأن مستقبل البيتكوين. حيث لا يزال جيف كيندريك، محلل في ستاندرد تشارترد، متمسكا بتوقعه بأن البيتكوين قد يصل إلى 500 ألف دولار قبل نهاية ولاية ترامب، معتمدا في ذلك على دخول مستثمرين جدد إلى السوق.

وتشير الإيداعات التنظيمية في الولايات المتحدة إلى أن صناديق التحوط لا تزال اللاعب الأساسي في سوق العملات الرقمية، ولكن البنوك وصناديق الثروة السيادية بدأت أيضا في زيادة استثماراتها.