مال وأعمال

كيف تمكن المغرب من حماية نفسه ومدّ أوروبا بالكهرباء؟

نشر
blinx
أعلن كل من المكتب الوطني للمطارات وشركة أورنج المغرب يوم الثلاثاء 29 أبريل 2025 عن عودة خدماتهما إلى الوضع الطبيعي، بعد اضطرابات مؤقتة أثّرت على البنية الرقمية في عدد من مطارات المملكة وخدمات الإنترنت بالإضافة إلى مؤسسات توفر خدمات التأمين.
وجاء هذا الإعلان بعد يوم واحد فقط من انقطاع كهربائي ضرب إسبانيا والبرتغال، مما أدّى إلى تأثيرات غير مباشرة وصلت إلى المغرب، على الرغم من أن الشبكة الوطنية المغربية بقيت محمية بفضل بنيتها التقنية المستقلة.

أسباب الانقطاع الكهربائي في أوروبا

أفاد موقع Le Desk المغربي في نسخته الفرنسية أن انقطاع التيار الكهربائي الذي شهدته شبه الجزيرة الإيبيرية يوم الإثنين 28 أبريل وقع نتيجة "سلسلة من الأعطال المتتابعة على خطوط التوتر العالي جدًا بين إسبانيا وفرنسا"، وقد تفاقمت هذه الأعطال بسبب "ظروف مناخية قاسية شملت موجة حرّ وعواصف رعدية جافة".
وقد أدى هذا العطل إلى توقف إمدادات الكهرباء عن أكثر من 7.5 ملايين منزل في إسبانيا، وحوالي مليوني منزل في البرتغال، إلى جانب أجزاء من جنوب غرب فرنسا.
هذا الانقطاع لم يكن معزولًا، بل ترافق مع تعطل خدمات حيوية في كلا البلدين، منها توقف القطارات، وشلل في نظم الإشارات، وخلل في خدمات الطوارئ وحتى حالات احتجاز عمال على ارتفاعات شاهقة داخل رافعات كهربائية في مدريد، حسب تقرير نشرته صحيفة إل باييس.

كيف تأثرت الشركات والخدمات المغربية؟

رغم أن المغرب لم يتعرض مباشرة لانقطاع في الكهرباء بفضل بنيته التحتية المنفصلة عن الشبكة الأوروبية، إلا أن الاعتماد على الخوادم الإسبانية من قبل بعض الشركات المحلية أدى إلى تأثيرات ملحوظة.

المطارات المغربية

أعلن المكتب الوطني للمطارات في بيان له أنّ نظام تسجيل المسافرين في المطارات المغربية قد تعرّض للخلل مؤقتًا نتيجة الانقطاع الكهربائي الذي أثر على بعض خوادم الربط الدولي المستخدمة في عملية التسجيل، والتي تقع في إسبانيا.
وأوضح البيان أن "الخدمة عادت إلى طبيعتها تدريجيًا بعد التحول إلى إجراءات يدوية لضمان استمرارية الرحلات".

شركة أورنج للاتصالات

صرّحت الشركة بأن خدمات الإنترنت الدولية الخاصة بها تعرضت لـ"تدهور كبير في الأداء"، بسبب اعتمادها على بنية تحتية ومراكز بيانات إسبانية تعمل كمحاور للربط الدولي، ما أدى إلى ازدحام في حركة المرور الإلكترونية وانخفاض ملحوظ في السرعة.

شركات أخرى

وبحسب ما أفادت به مصادر لموقع بلينكس، فإن شركة "أليانز المغرب" تأثرت هي الأخرى، إذ واجهت بعض خدماتها الرقمية تباطؤًا في الأداء، بسبب اعتمادها على حلول تكنولوجية وخوادم مشتركة مستضافة في مراكز بيانات أوروبية تقع بإسبانيا، ما زاد من حدة الأزمة.

كيف ساعد المغرب في إعادة التيار الكهربائي إلى أوروبا؟

رغم أنه كان يستهلك، في اللحظة التي حدثت فيها الأزمة، حوالي 778 ميغاواط من الكهرباء الإسبانية، إلا أن المغرب بادر فورًا إلى تفعيل آلية الحماية الذاتية لشبكته الوطنية، عبر عزل خط الربط الكهربائي باستخدام تقنيات عالية تعتمد على التيار المستمر عالي الجهد (HVDC)، وهو ما سمح له بعدم التأثر بشكل مباشر بالانقطاع الأوروبي، وفقا لموقع Maroc Diplomatique.
وقد ساهم هذا العزل في تمكين المغرب من الحفاظ على استقرار شبكته دون الحاجة إلى اللجوء إلى تخفيف الأحمال. ثم سرعان ما عبأت "ONEE" قدراتها الإنتاجية الداخلية من الفحم والطاقة الكهرومائية، وتمكنت من قلب المعادلة خلال ساعات.
بحلول مساء الإثنين، بدأ المغرب في تصدير حوالي 519 ميغاواط من الكهرباء إلى إسبانيا، وهو ما يعادل 5.45% من احتياجات السوق الإسباني وقتها، وذلك بناءً على طلب رسمي من "Red Eléctrica Española"، حسب ما أفاد موقع Le360.
وقد وجّه رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز شكره للمغرب على "روحه التضامنية والمساهمة الحيوية في إنقاذ الشبكة الأوروبية".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة