مال وأعمال

مصنع ثلث ملابس العالم "يكافح" رسوم ترامب

نشر
blinx
في قلب المشهد العالمي لصناعة الأزياء، تقف قوانغتشو الصينية كأحد أهم المحاور الإنتاجية، حيث تسهم الصين بنحو ثلث الملابس المباعة حول العالم، والجزء الأكبر منها يصنّع في هذه المدينة الصناعية الصاخبة.
لكن هذه القوة الإنتاجية تواجه اليوم تحديات غير مسبوقة مع تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، ما يهدد سلاسل التوريد وآلاف الوظائف في أحد أكثر القطاعات اعتماداً على التصدير، بحسب تقرير مطول لصحيفة نيويورك تايمز.
وتنتج الصين نحو ثلث الملابس التي تُباع في الأسواق العالمية، وتشكل قوانغتشو، الواقعة جنوب شرق البلاد، قلب هذا القطاع النابض. فالمدينة تزدهر بآلاف المصانع الصغيرة حيث يخيّط العمّال بسرعة توازي تغيّر صيحات الموضة، بينما يتنقلون بين مهمات مثل تركيب السحّابات وخياطة الحواف.
لكن مع تصعيد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للرسوم الجمركية المفروضة على الصين، بدأ القلق يتسلل إلى نفوس العاملين في هذا القطاع الحيوي، وسط مخاوف متزايدة من انكماش الطلب العالمي على المنتجات الصينية الرخيصة.

منصات رقمية.. وزخم تصدير سابق

خلال السنوات الأخيرة، لعبت منصات إلكترونية مثل أمازون وشي إن وتيمو دوراً محورياً في ربط المصانع الصينية بالمستهلك الأميركي الباحث عن السعر الأرخص، مما غذّى شهية الأميركيين لمنتجات قوانغتشو. هذا النمو تزامن مع توجه حكومي واضح لدفع الشركات الصغيرة إلى التوسع خارج الحدود والبحث عن زبائن عالميين.
لكن في أبريل الماضي، ومع تصاعد التوترات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، بدأ هذا النمو يتعرض لهزّة خطيرة.
في بعض أحياء قوانغتشو، تحولت الشوارع إلى سلاسل إنتاج شبه مفتوحة: ورشة تقص الأقمشة، وأخرى تخيطها، وثالثة تضيف التفاصيل النهائية من سحّابات وأزرار، بينما تتولى شركة رابعة جمع الطلبيات وتوصيلها إلى مراكز الخدمات اللوجستية.

شلل في الطلبيات.. وتقليص في العمالة

فنغ تشاو يون، يدير مصنعاً صغيراً للملابس مع زوجته منذ سبع سنوات. كانا يوظفان 25 عاملاً وينتجان نحو 40 ألف فستان شهرياً لصالح منصة شي إن. لكن مع حلول أبريل، تقلّصت الطلبيات إلى 20 ألفاً، ما أجبره على الاستغناء عن نصف القوة العاملة.
وقال فنغ: "مع انخفاض حجم الطلبيات، لم نعد قادرين على دفع أجور جميع العمال".
معظم الورشات في قوانغتشو تعمل دون توقف على مدار الساعة، وهو ما يعني أن هوامش الربح ضئيلة للغاية، ولا تملك الكثير منها القدرة على تحمّل فترات الركود الطويلة.
وقد أكد 11 من أصحاب المصانع في تصريحات للصحيفة أنهم شاهدوا جيرانهم يغلقون ورشاتهم في الأسابيع الأخيرة بسبب تراجع كبير في الطلبات من المشترين الأجانب.
ويحذر خبراء اقتصاديون من أن ملايين العمال في هذا القطاع قد يفقدون وظائفهم إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

محاولات للبقاء.. وهجرة نحو أسواق جديدة

ورغم الضغوط، لا يزال العاملون في القطاع يؤمنون بحاجة العالم إلى القمصان والفُساتين التي تُنتَج في قوانغتشو. بعضهم بدأ يفكر بالانتقال إلى محافظات أو دول أخرى حيث الأجور أقل والرسوم أقل وطأة، بينما بدأ آخرون في استهداف أسواق جديدة في أوروبا وجنوب شرق آسيا.
ويقول تشانغ يي كوي، الذي يعمل في مصنع يبيع عبر أمازون وشي إن: "الناس في الدول الأخرى سيظلون بحاجة لارتداء الملابس. شيئاً فشيئاً، ستستمر الصين".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة