الذهب والنفط والدولار.. هل تصيب ضربة إيران الأسواق أيضا؟
بينما كانت الأسواق العالمية تأمل بهدوء نسبي بعد أشهر من التوترات، جاءت الضربة الإسرائيلية على إيران لتعيد رسم مشهد غير متوازن، يتأرجح بين تصعيد عسكري حادّ ومخاوف من أزمة مالية متفاقمة.
استهدفت الغارات مواقع نووية وعسكرية إيرانية، تبعتها هجمات بالطائرات المسيّرة من طهران، ما دفع المستثمرين للابتعاد عن المخاطر، والقفز إلى الذهب، ورفع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات.
وبينما تترقب الأسواق تداعيات محتملة على الإمدادات العالمية، ارتفعت أسهم الطاقة والدفاع، وتراجعت شركات السفر والفنادق، وسط خشية من شلل في ثقة المستهلكين.
في الخلفية، كانت دعوة من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإيران بـ"إبرام اتفاق قبل فوات الأوان"، في وقت حذّرت JPMorgan من احتمال عودة التضخم الأميركي إلى 5% في حال قفزت أسعار النفط إلى 130 دولارا للبرميل.
فهل تكون هذه الضربة لحظة عابرة، أم بداية لانهيار ثقة الأسواق العالمية؟
كيف تفاعلت الأسواق فوراً مع الضربة الإسرائيلية؟
قفزت أسعار النفط، وهبطت الأسهم العالمية، بعدما شنّت إسرائيل ضربات جوية على مواقع إيرانية، وردّت طهران بهجمات بالطائرات المسيّرة، ما أثار قلق المستثمرين من توسّع النزاع وتأثيره على إمدادات الطاقة، بحسب وول ستريت جورنال.
ارتفع خام برنت بأكثر من 7% ليتجاوز 74 دولاراً للبرميل، فيما تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات S&P 500 وDow Jones وNasdaq بنحو 1%. كما صعد الذهب بنسبة 1%، وفق رويترز.
ما هي أبرز الأسهم الرابحة والخاسرة بعد الضربة؟
بحسب سي أن بي سي قفزت أسهم شركات النفط مثل Chevron بنحو 3%، وConocoPhillips بأكثر من 4%. كما ارتفعت أسهم الدفاع مثل RTX وNorthrop Grumman بأكثر من 4%.
في المقابل، تراجعت أسهم شركات الطيران والسفر انخفضت United Airlines بأكثر من 5%، وDelta وAmerican Airlines بأكثر من 4%، وسجلت شركات الفنادق مثل Hilton وMarriott تراجعًا بأكثر من 2%.
لماذا يثير النفط قلق المستثمرين والمحللين؟
قالت بلومبرغ إن القفزة في أسعار النفط قد تؤدي إلى ارتفاع في تكلفة الوقود والأسعار.
وذكرت JPMorgan أن السيناريو الأسوأ قد يدفع أسعار النفط إلى 130 دولارًا للبرميل، ما يعيد التضخم في الولايات المتحدة إلى 5%.
ما هي التبعات المحتملة على الاقتصاد العالمي؟
بحسب فايننشال تايمز، فقد جاءت الضربة الإسرائيلية وسط انقسام سياسي داخلي في إسرائيل، لكن سرعان ما توحّدت المواقف خلف نتنياهو من اليمين واليسار، في محاولة لتثبيت جبهة واحدة في وجه إيران.
من جهته، قال ترامب، وفق ABC News، إن الهجوم كان "ممتازًا"، لكنه دعا إيران إلى التفاوض. وحذّر في منشور على تروث سوشيال من "هجمات أكثر عنفاً" إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وأفادت وول ستريت جورنال بأن إيران تُعد من كبار منتجي النفط في العالم، وتبيع معظم صادراتها إلى الصين.
وأي تعطيل في الشحنات قد يضرب النمو الصيني ويؤثر على الأسواق الناشئة.
وفي الوقت ذاته، أشار محللون إلى أن أوروبا والصين تعتمد بشكل كبير على نفط المنطقة، ما يجعل من أي توتر في المضيق تهديدًا واسع النطاق.