إيران تضرب لكن الأسواق تتلون بالأخضر.. ماذا يحدث؟

تعاملت الأسواق بحذر مع المشهد الجيوسياسي، رغم التوترات بين إيران وإسرائيل.

لكن ما حصل كان مفاجئًا: تراجعت أسعار النفط، وارتفعت الأسهم الأميركية والأوروبية، بينما انخفض الذهب والدولار، في مشهد يعكس، وفق عدد من التقارير، استجابة الأسواق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه بين الطرفين.

فبحسب رويترز وبلومبرغ، تراجعت أسعار خام برنت وغرب تكساس إلى أدنى مستوياتها منذ منتصف يونيو، بعد إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن التوصل إلى هدنة بين طهران وإسرائيل.

وتفاعلت الأسواق بإيجابية مع إعلان وقف إطلاق النار، ما انعكس في حركة الأسعار، وفق بلومبرغ.

وفي وقت حذّر محللون من احتمال تأثر الإمدادات بحال تصعيد جديد، اعتبر آخرون أن غياب تعطّل فعلي حتى اللحظة، إلى جانب تهدئة نبرة التصعيد، ساهم في تبخّر علاوة المخاطر الجيوسياسية من الأسعار، في تصريحات نقلتها رويترز.

وبالتوازي، رصدت تقارير دولية ارتفاع مؤشرات الأسهم في وول ستريت وآسيا وأوروبا، بالتزامن مع تراجع الطلب على الأصول الآمنة كالذهب، وانخفاض مؤشر الدولار، ما يعكس حالة ارتياح نسبي لدى المستثمرين بخصوص مستقبل التوترات في المنطقة.

تفاعلت الأسواق النفطية مع إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ما ساهم في تراجع الأسعار، وفق بلومبرغ.

فقد تراجعت أسعار خام برنت بنسبة تجاوزت 10% خلال يومين، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ 11 يونيو، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى 65.46 دولارًا للبرميل، وفق ما أوردته رويترز.

هذا التراجع جاء بعد إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ورغم أن الهدنة لم تُحترم بالكامل، إذ أفادت إسرائيل برصد إطلاق صواريخ إيرانية بعد ساعات من الاتفاق، فإن الأسواق لم تتراجع بشكل كبير، بحسب بلومبرغ.

توني سيكامور، المحلل في IG، قال إن وقف إطلاق النار أدّى إلى "تبخر شبه كامل لعلاوة المخاطر" التي أضيفت إلى أسعار النفط خلال الأسبوع السابق، وهو ما انعكس بسرعة في الأسواق.

تراجع أسعار النفط ترافق مع انتعاش مفاجئ في شهية المخاطر، إذ ارتفعت الأسهم الأميركية والأوروبية والآسيوية بشكل جماعي.

فمؤشر S&P 500 قفز بنسبة 1%، ومؤشر Stoxx 600 الأوروبي ارتفع بنسبة 1.3%، فيما صعد مؤشر MSCI لآسيا والمحيط الهادئ بنسبة 2.2%، بحسب بيانات رويترز وبلومبرغ.

في المقابل، هبط الذهب إلى أدنى مستوى له منذ أسبوعين، عند 3,333 دولارًا للأونصة، وفق ما ذكرت رويترز، بينما تراجع الدولار بنسبة 0.7% أمام الين، مع تحوّل المستثمرين إلى الأصول الأكثر مخاطرة.

وبحسب ما ذكره محللون في بلومبرغ ورويترز، فإن تراجع أسعار النفط قد يخفف من الضغوط التضخمية، ما يعزز التوقعات بخفض محتمل للفائدة.

نائبة رئيس الفيدرالي، ميشيل بومان، قالت إن وقت خفض الفائدة "قد اقترب"، بينما أشار عضو المجلس كريستوفر والر إلى إمكانية اتخاذ قرار في اجتماع يوليو، بحسب رويترز.

رغم تهدئة نسبية في التوترات، حذّر محللون من أن الأسواق قد لا تكون مهيّأة لصدمات مفاجئة، وفق بلومبرغ.

وفيما اعتُبر وقف إطلاق النار تطورًا إيجابيًا، إلّا أن استمرار تبادل الضربات يثير شكوكًا حول استدامته.

وفق بلومبرغ، حذّر محللون من أن أي انقطاع فعلي في الإنتاج أو تدفق النفط قد يدفع الأسعار فوق حاجز الـ100 دولار مجددًا، خاصة إذا نفذت إيران تهديداتها.

من جهتها، ذكرت وول ستريت جورنال أن أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا تراجعت بنسبة 10%، بفعل انحسار المخاوف.