مال وأعمال

كيف يأخذ بيزوس مكانة ماسك في قلب ترامب؟

نشر
blinx
في وقت تتصدّر صور جيف بيزوس وعروسه، لورين سانشيز، الصفحات بسبب حفل الزفاف الفاخر في البندقية، تدور في الكواليس معركة أكثر هدوءاً لكنّها محورية، عنوانها: من يملأ المقعد الذي تركه إيلون ماسك شاغراً في أروقة البيت الأبيض؟
فبينما كان ماسك منشغلاً بتراشق ناري مع دونالد ترامب بسبب تراجع الدعم السياسي وخسارته لترشيحات حلفائه وتهديد الرئيس بإنهاء عقود شركاته الحكومية، كان بيزوس يتسلّل بهدوء إلى قلب السلطة، يفتح قنوات اتصال جديدة، ويعرض طموحات شركته بلو أوريجين في فضاء السياسة والمقاولات الحكومية، بحسب ما كشفه تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
ووفقاً للصحيفة، فقد تحدّث مؤسس بلو أوريجين مع ترامب مرتين على الأقل خلال يونيو 2025، كما زار المدير التنفيذي للشركة، ديف ليمب، البيت الأبيض للاجتماع مع كبيرة موظفي ترامب.

بيزوس ينافس ماسك بـ"بلو أوريجين"

لطالما كانت المنافسة بين سبيس إكس التابعة لماسك وبلو أوريجين التي أسسها بيزوس شرسة في مجال الفضاء، لكن السنوات الأخيرة شهدت تفوّقاً كبيراً لماسك، الذي أطلق صواريخ بمعدلات قياسية.
فبحلول 26 يونيو 2025، نفّذت سبيس إكس 79 عملية إطلاق، منها 77 بصواريخ فالكون 9 واثنتان بصواريخ ستارشيب، وفقا لموقع Space Explored. وبلغت قيمة العقود التي حصل عليها مع وكالة "ناسا" 22 مليار دولار، بحسب رويترز.
بدأ قلق "بلو أوريجين" يظهر منذ صيف 2024، حين بدا واضحاً مدى قرب ماسك من ترامب خلال حملته الانتخابية، ما أثار مخاوف من تأثير ذلك على فرص الشركة في العقود الحكومية.
ومع انفجار العلاقة بين ترامب وماسك، ظهرت فرصة نادرة لبيزوس، خاصة مع توجهات البيت الأبيض لدفع مشاريع دفاعية وفضائية، أبرزها "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي ومهام محتملة نحو المريخ.
بحسب تحليل واشنطن بوست، فإن إمبراطورية ماسك تعتمد بشكل كبير على أموال الدولة، إذ حصلت شركاته على ما لا يقل عن 38 مليار دولار من التمويل الحكومي، ما يجعل هذه العقود شريان حياة قد يُعاد النظر فيه.

كيف صنع ماسك الفرصة لبيزوس؟

في البداية، بدا أن ماسك يكسب رهانه على دعم ترامب، بعد أن موّل حملة إعادة انتخابه بأكثر من 250 مليون دولار عبر لجنة سياسية خاصة. غير أنّ الرياح السياسية سرعان ما انقلبت عليه.
ففي مايو، سحب ترامب ترشيح شخصية مدعومة من ماسك لرئاسة ناسا، وبعد أن انتقد ماسك تشريعا مدعوما من ترامب على منصّة إكس واقترح تأسيس حزب جديد، ردّ الرئيس بالتهديد المباشر: "أسهل طريقة لتوفير مليارات في الميزانية هي إلغاء دعم إيلون"، حسب تغريدة له.
بلغ تدهور العلاقة ذروته حين كتب ماسك أنّ ترامب يستحق العزل، واتهمه بأنّه مدرج في ملفات إبستين، مما أدّى إلى انهيار في أسهم تسلا بنسبة 14%، وانخفاض في قيمة "العملة الميمية" المرتبطة بترامب، حسب واشنطن بوست.
مع تصدّع علاقة ترامب بماسك، بدأ البحث عن بديل حيث ظهر ديف ليمب، المدير التنفيذي لبلو أوريجين، الذي التقى في منتصف يونيو مع سوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض، بالتوازي مع مكالمات بين بيزوس وترامب.
خلال اللقاءات، أعرب ترامب عن رغبته في رؤية مهمة مأهولة إلى القمر خلال ولايته، وهو هدف تسعى بلو أوريجين لتحقيقه عبر مركبة شحن قمرية قد تُطلق هذا العام، في إطار تسريع العمليات بقيادة ليمب.

كيف اقترب بيزوس من ترامب؟

تمكّن بيزوس من إعادة بناء علاقته مع ترامب من خلال التقرب من ابنته إيفانكا وزوجها، جاريد كوشنر، ومن خلال دفاعه عن قرار صحيفة واشنطن بوست التي يملكها بعدم تأييد أي مرشح، رغم أنّ هيئة التحرير كانت تستعد في البداية لتأييد نائبة الرئيس كامالا هاريس، وهو ما عبّر ترامب عن امتنانه له.
أما على الصعيد المالي، فقد بدا تقارب بيزوس أكثر وضوحاً من خلال الصفقات والدعم المباشر، إذ دفعت شركة أمازون، التي يتولى فيها منصب الرئيس التنفيذي، مبلغ 40 مليون دولار مقابل حقوق فيلم وثائقي عن ميلانيا ترامب، أي نحو 3 أضعاف أقرب عرض منافس، ذهبت 70% من عائداته إلى السيدة الأولى.
كما ساهمت الشركة بمليون دولار في حفل التنصيب، حيث جلس بيزوس وخطيبته لورين سانشيز في موقع بارز خلف الرئيس مباشرة داخل مبنى الكابيتول.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة