"كارتييه" لم تعد مغرية؟.. الذهب الصيني يهدد العلامات العالمية
في تحول لافت في ذوق المستهلك الصيني، باتت العلامات التجارية الفاخرة المحلية تتفوق على نظيراتها الغربية التي طالما هيمنت على السوق.
أسماء مثل Laopu وMao Geping وSongmont، التي بالكاد تُعرف خارج الصين، أصبحت اليوم رموزًا للفخامة الوطنية، مدفوعة بتصاميم مستوحاة من التراث المحلي وموجة من الفخر الثقافي المتنامي، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
فهل يشكل هذا التحوّل في ذوق المستهلك الصيني تحذيرا للعلامات التجارية الفاخرة العالمية؟
الذهب الصيني يزيح "كارتييه"
لم يمر هذا التحوّل دون أن يلفت انتباه كبار المديرين في شركات العلامات التجارية الفاخرة، في مايو الماضي، حين سُئل "يوهان روبرت"، رئيس مجموعة "ريشمون" المالكة لـ"كارتييه"، عمّا إذا كانت Laopu تمثّل تهديدًا.
فردّ قائلا: "Laopu مرتبطة بالوطنية، وتحقق نجاحات كبيرة... لكن كارتييه عالمية".

العلامات الفاخرة الغربية في تراجع. AP
غير أنه ووفقًا لشركة Bain للاستشارات، تراجعت مبيعات العلامات الفاخرة الغربية في السوق الصينية بنحو 20% خلال العام الماضي، لتصل إلى أقل من 50 مليار دولار.
أما مبيعات مجموعة "ريشمون" وحدها في الصين فانخفضت بنسبة 23% حتى مارس 2025.
في المقابل، ارتفعت أسهم Laopu بعد إدراجها في بورصة هونغ كونغ، وبلغت قيمتها السوقية أكثر من 15 مليار دولار. بينما شهدت أسهم مجموعة "كيرينغ"، مالكة "غوتشي"، انخفاضًا تجاوز 20% عن العام السابق.
نجوم وارتداء علامات صينية فاخرة
حتى نجم دوري الـNBA، "فيكتور ويمبانياما"، ظهر مؤخرًا في نيويورك مرتديًا قلادة Laopu الشهيرة على شكل قرع، بعد زيارة قام بها إلى الصين.
وفي لقاء مع المساهمين، قال رئيس Laopu، شو قاومينغ، إن شركته نجحت في سدّ فجوة فريدة.
برأيه فصنّاع المجوهرات الذهبية الصينيين يخاطبون السوق الشعبية، أما العلامات الأوروبية فلا تركز على الذهب، ما منح Laopu مساحة للتحرّك دون منافسة مباشرة.

متاجر في الصين للقطع الفاخرة المستعملة. AP
محلات Laopu، بألوانها الأحادية وأجوائها الهادئة، تقدم المياه الفاخرة والشوكولا لزوارها، في مشهد يعكس فهمًا عميقًا لتجربة المستهلك المولع بالعلامات الفاخرة.
لكن رغم هذا، لا يزال للبضائع الأوروبية مكانتها.
تقول "فانيسا بياو"، المتخصصة بإعادة بيع الحقائب الفاخرة: "الناس مستعدون لدفع 20 ألف دولار لحقيبة Hermès لأنهم يعرفون أنهم يستطيعون بيعها لاحقًا دون خسارة تُذكر. أما الحقيبة الصينية، مهما كانت جميلة ونادرة، فهي لا تحمل القيمة الاستثمارية نفسها".
"صُنع في الصين" ودخول الأسواق الغربية
من بين هذه العلامات، تبرز Songmont، التي أسسها خريجو أكبر أكاديميات الفن الصينية، لتقدّم حقائب جلدية مصنوعة يدوياً، بعضها مزين بتطريزات تقليدية على شكل تنانين وفراشات.
العلامة، التي بدأت في ورشة عائلية بجبال شانشي، باتت اليوم تنافس علامات مثل "Coach" و"Michael Kors" بأسعار تراوح 500 دولار، مع تركيز على الاستدامة، وخامات أوروبية، وتصميم مستوحى من الطبيعة الصينية.

متجر للذهب في هونغ كونغ. AP
ولكن رغم النجاح المحلي، يبقى السؤال: هل يمكن لـ "صُنع في الصين" أن يخترق الأسواق الغربية؟
شركة Laopu افتتحت أول متجر خارجي لها في سنغافورة، وتخطط للتوسع في اليابان.
لكن البعض يشكك في مدى تقبّل المستهلك الغربي لمنتجات مبنية على الثقافة الصينية البصرية.