رسوم ترامب تلمع أكثر من الذهب.. وسويسرا في عين العاصفة

سادت حالة من الضبابية في سوق الذهب العالمية بعد نشر قرار على موقع إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية يشير إلى احتمال فرض رسوم استيراد خاصة بكل بلد على سبائك الذهب الأكثر تداولاً في الولايات المتحدة، وهي خطوة قد تعرقل سلاسل الإمداد للمعدن النفيس، بحسب رويترز.

وجاء القرار بعد تقييم الإدارة في ٣١ يوليو للرسوم على سبائك الكيلوغرام و١٠٠ أوقية من سويسرا، أكبر مركز في العالم لتنقية الذهب، وسط تأكيد الجمعية السويسرية لمصنعي وتجار المعادن النفيسة أن هذه الخطوة تمثل "ضربة للصناعة ولسويسرا".

وفي الوقت نفسه، قال البيت الأبيض إنه يعتزم إصدار أمر تنفيذي قريباً "لتوضيح المعلومات المضللة" حول هذه الرسوم، فيما أبقى بنك غولدمان ساكس على افتراضه بعدم فرض رسوم، رغم القفزة القياسية التي سجلتها عقود الذهب الآجلة في الولايات المتحدة.

الإجراء، الذي يتزامن مع رسوم أميركية قائمة بنسبة ٣٩٪ على الواردات السويسرية، يهدد بإحداث أثر مباشر على تجارة سبائك بمليارات الدولارات ويعيد رسم مسار التدفقات العالمية للذهب.

بحسب فايننشال تايمز، فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية على سبائك الذهب بوزن كيلوغرام واحد و١٠٠ أونصة، بعد أن صنّفتها إدارة الجمارك تحت الرمز 7108.13.5500 الخاضع للرسوم، بدلاً من الرمز 7108.12.10 المعفى.

وتشكل سبائك الكيلوغرام الشكل الأكثر تداولاً في بورصة كومكس والأكبر في صادرات السبائك السويسرية إلى الولايات المتحدة.

القرار جاء خلافاً لتوقعات سابقة في القطاع، وأدى إلى قفزة لعقود الذهب الآجلة في كومكس إلى ٣٥٣٤ دولاراً للأونصة الترويسية، وهو مستوى قياسي يومي.

وتشير بيانات الجمارك إلى أنّ سويسرا صدرت ذهباً بقيمة ٦١.٥ مليار دولار إلى الولايات المتحدة خلال ١٢ شهراً حتى يونيو، وهي كمية ستخضع الآن لرسوم إضافية قدرها ٢٤ مليار دولار وفق معدل الرسوم البالغ ٣٩٪ الذي دخل حيز التنفيذ في ٧ أغسطس.

قال كريستوف فايلد، رئيس جمعية مصنعي وتجار المعادن النفيسة السويسرية، لفايننشال تايمز إن الحكم الجمركي يمثل "ضربة أخرى" لتجارة الذهب السويسرية مع الولايات المتحدة، مضيفاً أن الرسوم ستجعل تلبية الطلب أمراً صعباً.

وأوضح أن "الرأي السائد" كان أن المعادن المعاد صهرها في المصافي السويسرية والمصدرة إلى الولايات المتحدة يمكن شحنها بلا رسوم، لكن تصنيف المنتجات الذهبية ليس دائماً دقيقاً.

وأفادت مصافٍ عدة أنها عملت مع محامين لأشهر لتحديد المنتجات المعفاة، فيما أكدت بعضها تقليص أو وقف الشحنات مؤقتاً بسبب حالة عدم اليقين.

أفادت رويترز بأنّ قرار الجمارك، الذي نقلته فايننشال تايمز، دفع العقود الآجلة للذهب إلى تسجيل مستويات قياسية، وسط مخاوف من أنّ فرض الرسوم حسب الدولة قد يشكّل ضربة قوية لسلاسل الإمداد العالمية.

ويتعلق القرار مباشرة بتدفقات الذهب بين لندن ونيويورك مروراً بسويسرا، حيث يُعاد صهر السبائك بأوزان مختلفة لتلبية تفضيلات الأسواق.

قال مسؤول في البيت الأبيض لرويترز إن الإدارة الأميركية تخطط لإصدار أمر تنفيذي "لتوضيح المعلومات المضللة" بشأن الرسوم على سبائك الذهب ومنتجات متخصصة أخرى، وذلك بعد توقف بعض المستوردين عن استقبال الواردات.

وأوضح أن التوضيح سيشمل أي دولة تورد السبائك بوزن كيلوغرام أو ١٠٠ أوقية إلى الولايات المتحدة.

وقلّصت العقود الآجلة مكاسبها بعد هذا التصريح، لتغلق مرتفعة بنسبة ٠.١٪ إلى ٣٤٥٧ دولاراً للأونصة.

في مذكرته البحثية، قال بنك غولدمان ساكس إنه لا يزال يفترض عدم فرض رسوم على الذهب، نظراً لغياب مؤشرات على تطبيقها منذ دخول الرسوم المضادة بنسبة ١٠٪ حيز التنفيذ في أبريل.

وأبقى على توقعاته لسعر الذهب في السوق الفورية بلندن عند ٣٧٠٠ دولار للأونصة بنهاية ٢٠٢٥، و٤ آلاف دولار بحلول منتصف ٢٠٢٦.