كيف تواجه الهند صدمات رسوم ترامب بالشاي والقرطاسية؟

قررت الحكومة الهندية خفض الضرائب على منتجات أساسية مثل التكييف، والشاي، واللوازم المدرسية، في خطوة تهدف إلى تخفيف أثر الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على المستهلكين والصناعات المحلية.

هذه الإجراءات تمثّل استجابة سريعة للحفاظ على القدرة الشرائية ومنع أيّ صدمة اقتصادية كبيرة نتيجة ارتفاع تكاليف الاستيراد والتجارة مع الولايات المتحدة.

وفي 28 أغسطس، دخل قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، زيادة الرسوم الجمركية على السلع القادمة من الهند إلى ما يصل إلى 50٪ حيز التنفيذ كما ستُضاف رسوم جمركية تبلغ 25٪ على الهند بسبب مشترياتها من النفط الروسي إلى الرسوم السابقة البالغة 25٪ على عدد من المنتجات الهندية.

وبذلك، يصل إجمالي الرسوم الجمركية المفروضة على الهند إلى 50٪ على سلع مثل الملابس والأحجار الكريمة والمجوهرات والأحذية والأدوات الرياضية والأثاث والموادّ الكيميائية، وهي من بين أعلى الرسوم التي تفرضها الولايات المتحدة على شركائها التجاريين.

وفق تقرير لشبكة بي بي سي، فإنّ وزيرة المالية، نيرمالا سيتارامان، صرّحت، الأربعاء، بأن لجنة ضريبة السلع والخدمات قد بسّطت ضريبة الاستهلاك إلى شريحتين، 5% و18%، مُلغيةً بذلك هيكل الشرائح الـ٤ السابق.

وستُفرض ضريبة منفصلة بنسبة 40% على السلع غير الصحية مثل السجائر.

ومن المتوقع أن تنخفض أسعار السلع، بما في ذلك الموادّ الغذائية واللوازم المدرسية والتأمين، بينما سترتفع أسعار المشروبات الكحولية المستوردة والسيارات الفاخرة.

وارتفعت أسواق الأسهم بعد هذا الإعلان. لكنّ المحللين يقولون إنّ خفض الضرائب قد يُؤدّي إلى خسائر في الإيرادات تصل إلى 6 مليارات دولار للحكومة.

وستدخل الأسعار الجديدة حيّز التنفيذ في 22 سبتمبر، وهو موعد بدء موسم الأعياد في الهند. وهو وقت تشهد خلاله مبيعات الأجهزة الإلكترونية، مثل مكيفات الهواء وأجهزة التلفزيون وغيرها من الأجهزة المنزلية، ارتفاعًا حادًّا في البلاد، ومن المتوقع أن يعزز انخفاض الأسعار هذه المبيعات.

تأتي هذه التخفيضات على خلفية إعفاء ضريبي على الدخل بقيمة 12 مليار دولار أُعلن عنه في الميزانية في وقت سابق من هذا العام، ومع بدء البنك المركزي الهندي في خفض تكلفة الاقتراض.

يقول شريبال شاه، المدير الإداري لشركة كوتاك للأوراق المالية، إنّ التخفيضات الضريبية الجديدة ستعزز الاستهلاك الذي يشكّل 60% من الناتج المحلي الإجمالي للهند.

ويضيف: "من المتوقع أن يعزز هذا الطلب بشكل مباشر، ويساعد التجار والشركات على تحقيق مبيعات أعلى، وقد يؤثّر إيجابًا على أرباح الشركات في الربع القادم. كما أنّه يحمل في طياته إمكانية تخفيف التضخم".

في حين أنّه من المتوقع أن يُنعش انخفاض معدّلات ضريبة السلع والخدمات اقتصاد الهند، إلّا أنّ الولايات التي تعتمد بشكل كبير على عائدات هذه الضرائب تشعر بالقلق من حدوث عجز.

لكنّ بعض الاقتصاديين يجادلون بأنّ هذه الخسائر ستُخفف من خلال تحسين الاستهلاك، مما قد يعزز النمو.

كما يمكن أن تُشكّل هذه الخسائر حاجزًا أمام تأثير الرسوم الجمركية العقابية التي فرضها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على الهند بنسبة 50%.

خلال خطابه بمناسبة عيد الاستقلال في 15 أغسطس، وعد رئيس الوزراء الهند، ناريندرا مودي، بـ"وفرة ضريبية هائلة" لعامة الناس والشركات الصغيرة.

ويُنظر إلى تخفيضات ضريبة السلع والخدمات على أنها وفاء من حكومته بهذا الوعد.

في منشور على منصة X، قال مودي إنّ إصلاحات ضريبة السلع والخدمات ستعود بالنفع على المزارعين والطبقة المتوسطة في الهند والنساء والشباب، وستُسهّل على صغار التجار ممارسة أعمالهم.