مال وأعمال

بين ضغوط الصين وحسابات ترامب.. فول الصويا يهز المزارع الأميركي

نشر
blinx
قبل أسابيع من موسم حصاد يعد من الأضخم في تاريخ الولايات المتحدة، يجد مزارعو فول الصويا الأميركيون أنفسهم في قلب أزمة مزدوجة:
  • أزمة سوق.
  • وأزمة سياسية.
فالصين، أكبر مشترٍ تاريخي للمحصول الذي يشكّل ربع صادراتهم، لم تقدّم أيّ طلبات شراء هذا العام، وفق وول ستريت جورنال وفورتشن.
هذا التحول وصفه كاليب راغلاند، رئيس "الرابطة الأميركية لفول الصويا" ومزارع من كنتاكي، بأنّه "وضع خطير للغاية" يهدد 500 ألف مزارع في أنحاء البلاد مع انخفاض الأسعار بنحو 40% عن مستوياتها قبل ٣ سنوات وارتفاع تكاليف الإنتاج والديون، حسب فورتشن.
ومع تحوّل بكين إلى البرازيل والأرجنتين والأوروغواي، ومع اختبارات الولاء السياسي لترامب الذي يواجه ضغوطًا داخلية هائلة، وفق بوليتيكو، هل ينجح المزارعون الأميركيون في الصمود عبر أسواق وحلول بديلة أم تتحول قوتهم الانتخابية إلى نقطة ضغط جديدة في حرب الرسوم الجمركية؟

اعرف أكثر

فول الصويا كسلاح تفاوضي صيني

وفق وول ستريت جورنال وفورتشن، تحوّلت الصين من أكبر مشترٍ لفول الصويا الأميركي إلى لاعب يستخدم هذا المحصول كسلاح تفاوضي في الحرب التجارية مع واشنطن.
فبينما استوردت نحو 13 مليار دولار من فول الصويا الأميركي العام الماضي، لم تقدّم أي طلبات جديدة هذا الموسم، واتجهت إلى البرازيل التي وفرت 70% من وارداتها في 2024، أي ضعف حصتها قبل 15 عامًا.
واستثمرت بكين في موانئ وسكك حديد وصوامع ضخمة، وأعلنت شراء نحو ألف عربة قطار لنقل المحاصيل البرازيلية، كما زادت وارداتها من الأرجنتين وثلثت وارداتها من الأوروغواي، وفق وول ستريت جورنال.
كذلك دفعت مربّي الخنازير لتقليل نسبة فول الصويا في الأعلاف، حيث خفضت شركة Muyuan Foods النسبة إلى 7% في 2024 مقارنة بـ10–17% سابقًا، في خطوة قللت استهلاك فول الصويا الأميركي داخليًا.
كلّ ذلك منح الصين قدرة على تخزين كميات ضخمة تتحمل بها صراعًا طويل الأمد وتضغط على المزارعين الأميركيين.

أزمة ميدانية للمزارعين الأميركيين قبيل الحصاد

بحسب فورتشن وبوليتيكو، يواجه 500 ألف مزارع فول صويا في الولايات المتحدة أزمة مالية مباشرة مع اقتراب موسم الحصاد.
انخفضت الأسعار 40% عن مستوياتها قبل ثلاث سنوات، وتراجعت العقود الآجلة إلى 10.10 دولارات للبوشل مقابل تكاليف إنتاج 11.03 دولاراً.
ويقول راغلاند إن مزرعته وحدها تخسر 750 ألف دولار هذا الموسم وتعتمد على القروض لسد الفجوة.
ويُتوقع أن يبلغ محصول فول الصويا الأميركي لعام 2025 نحو 4.3 مليارات بوشل، سادس أكبر محصول في تاريخ البلاد، لكن غياب الطلب الصيني يهدد بمزيد من الضغط على الأسعار وتكدس المحاصيل في المخازن.
ويعكس ذلك تراجعًا في معنويات المزارعين بحسب مؤشر "اقتصاد الزراعة" الصادر عن جامعة بوردو، بينما تتكدس الذرة والمحاصيل الأخرى بلا أسواق تصدير كبرى.

اختبار الولاء السياسي لترامب

تشير بوليتيكو وفورتشن إلى أنّ دعم المزارعين للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رغم أضرار سياساته التجارية، يدخل أصعب اختبار له هذا الخريف.
فقد فقدت الزراعة الأميركية أسواقًا تصديرية أساسية، وانخفضت أسعار فول الصويا والذرة، فيما رفعت الرسوم الجمركية تكلفة الأسمدة والمعدات.
ومع أنّ ترامب أبرم اتفاقيات تجارية مع الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية بقيمة 8 مليارات دولار سنويًا، إلا أنّها لم تعوض السوق الصينية الضخمة التي كانت تستحوذ على 25% من المحصول الأميركي.
ويستعدّ البيت الأبيض لبرامج دعم مشابهة للولاية الأولى التي شهدت دفع 28 مليار دولار للمزارعين، لكن مصادر مطلعة تقول إن المدفوعات لن تصل قبل الخريف.
هذا التأخير يضع المزارعين في مواجهة مباشرة مع الخسائر ويختبر صبرهم السياسي، خاصة أن المحادثات مع الصين تسير ببطء شديد والرئيس الأميركي منحها مهلة جديدة حتى 12 نوفمبر.

البحث عن أسواق وحلول بديلة

وفق وول ستريت جورنال وبوليتيكو وفورتشن، يضغط المزارعون الأميركيون على مشرعيهم للعثور على أسواق تصدير جديدة وتوسيع استخدام زيت فول الصويا في وقود الديزل وزيادة الاستخدامات المحلية مثل رصف الطرق بالإسفلت القائم على فول الصويا.
ومنذ التسعينيات استثمروا مليارات الدولارات لتحويل ملايين الأفدنة من القمح إلى فول الصويا وبناء مصانع سحق البذور وتوسيع المرافئ في شمال غرب المحيط الهادئ لشحن المحاصيل إلى الصين.
اليوم، ومع تقلص السوق الصينية، تراهن الإدارة الأميركية على اتفاقيات تجارية جديدة مثل الصفقة مع اليابان رغم أنّها أقلّ بكثير من متوسط المشتريات الصينية في العقد الماضي.
ويقول مزارعون مثل آندي هيل في أيوا إنهم "لن يخططوا على أن تأخذ الصين فول الصويا لدينا ما لم يحدث شيء معجزي".
هذه البدائل تبقى محدودة أمام حجم السوق الصينية لكنّها تمثل محاولات عاجلة لإنقاذ قطاع يواجه انكماشًا غير مسبوق.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة