سباق الأنابيب.. من بانياس إلى جيهان: عودة خطوط النفط الكبرى
في وقت يسعى العراق إلى تعزيز مكانته كقوة نفطية إقليمية عبر رفع طاقته الإنتاجية إلى أكثر من ٦ ملايين برميل يومياً خلال السنوات المقبلة، تكشف وزارة النفط عن مسار موازٍ لا يقل أهمية: مفاوضات لإعادة تأهيل خط الأنابيب العراقي- السوري إلى ميناء بانياس، بالتوازي مع مشاريع كبرى لتطوير البنى التحتية، ومنظومة الخزن والنقل شمالاً وجنوباً.
هذه التحركات تأتي في ظل واقع متشابك تحكمه نزاعات التحكيم الدولي مع تركيا، واستئناف تدفقات الخام الكردي بعد توقف دام عامين ونصف العام.
فهل تنجح بغداد في الموازنة بين رفع الإنتاج، وتسوية خلافاتها القانونية، واستعادة خطوط التصدير التاريخية؟
مفاوضات لإعادة تأهيل خط أنابيب النفط العراقي- السوري إلى ميناء بانياس
أعلن وكيل وزارة النفط العراقية، باسم محمد خضير، أنّ بلاده تنفّذ حاليا مشاريع لرفع الطاقة الإنتاجية للنفط الخام في العراق والوصول بها إلى أكثر من ٦ ملايين برميل يوميا خلال السنوات المقبلة.
وقال خضير، للصحفيين اليوم، إنّ وزارة النفط تجري حاليا مشاورات مع شركة أكسون موبيل الأميركية لتنفيذ مشاريع في استثمار الحقول النفطية والبنى التحتية ومنظومة تصدير النفط والخزن.
وذكر أنّ وزارة النفط تجري مفاوضات مع الحكومة السورية لإعادة تأهيل منظومة خط الأنابيب العراقي- السوري إلى ميناء بانياس بالتزامن مع تنفيذ مشاريع لإعادة تأهيل خطوط أنابيب نقل النفط الداخلية الشمالية والجنوبية ومستودعات خزن النفط الخام.
لماذا توقف خط أنابيب النفط بين العراق وتركيا عامين ونصف العام؟
استؤنفت تدفقات النفط الخام من إقليم كردستان بشمال العراق إلى تركيا، السبت، للمرة الأولى منذ عامين ونصف العام.
فيما يلي تفاصيل حول النزاع الذي أدى إلى توقف الإمدادات عبر الأنابيب والبالغة نحو 450 ألف برميل يوميا في مارس 2023:
أغلقت تركيا خط الأنابيب بعد حكم لغرفة التجارة الدولية أمرها بدفع نحو 1.5 مليار دولار للعراق تعويضا عن صادرات نفط غير مصرح بها من إقليم كردستان العراق بين عامي 2014 و2018.
وكان العراق قد تقدم بطلب تحكيم في عام 2014 إلى غرفة التجارة الدولية، ومقرّها باريس، بشأن دور تركيا في تسهيل الصادرات من إقليم كردستان من دون موافقة الحكومة الاتحادية في بغداد.
وطالبت بغداد بمبلغ 33 مليار دولار تعويضا قائلة إن شركة تسويق النفط العراقية (سومو) هي الجهة الوحيدة المخولة بتصدير الخام العراقي.
ولم تبت غرفة التجارة الدولية بعد في قضية تحكيم ثانية متعلقة بالصادرات من عام 2018 فصاعدا.
لماذا الأمر مهم لسوق النفط؟
العراق هو ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ويُصدّر نحو 3.4 ملايين برميل يوميا من موانئه الجنوبية.
وقال وزير النفط العراقي، حيان عبد الغني، لشبكة (رووداو) الكردية إن أحدث اتفاق سيضيف نحو 180 ألفا إلى 190 ألف برميل يوميا من الشمال، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى نحو 230 ألف برميل يوميا.
وتتماشى هذه الخطوة أيضا مع أحدث جهود تحالف أوبك+ لرفع الإنتاج سعيا لزيادة الحصة السوقية.
توصلت ٨ شركات نفط عاملة في كردستان العراق، تمثل أكثر من 90٪ من الإنتاج، إلى اتفاقات مع بغداد وحكومة إقليم كردستان لاستئناف الصادرات.
وستسلم حكومة إقليم كردستان الخام إلى شركة سومو وسيتولى متعامل مستقل المبيعات من ميناء جيهان مستندا إلى الأسعار الرسمية لشركة سومو. وسيحصل المنتجون على 16 دولارا للبرميل الواحد.
وبالنسبة لإقليم كردستان، سيساهم استئناف صادرات النفط عبر خط الأنابيب الذي يربط بين العراق وتركيا في تخفيف الضغط الاقتصادي الذي أدى في الآونة الأخيرة إلى تأخير في دفع رواتب العاملين في القطاع العام وتخفيض الإنفاق في الخدمات الأساسية.