مال وأعمال

عقوبات نووية تشعل ذهب طهران وخطط البرلمان للتصعيد

نشر
blinx
تدخل الأزمة النووية الإيرانية مرحلة شديدة التعقيد مع إعادة فرض الأمم المتحدة عقوبات شاملة على طهران بعد ١٠ سنوات من رفعها.
هذه الخطوة جاءت بعد فشل محاولات اللحظة الأخيرة لتفادي تفعيل آلية "العودة التلقائية" التي فعّلتها الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) ردًا على ما وصفته بعدم التزام إيران بالاتفاق النووي لعام 2015.
طهران، التي تواجه ضغوطًا اقتصادية خانقة وانهيارًا قياسيًا لعملتها المحلية، تحذّر من ردود قاسية وتستدعي سفراءها لدى الدول الأوروبية الثلاث للتشاور، بينما يدرس البرلمان احتمال الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، وفق واشنطن بوست.
ومع تزايد المخاوف من ضربات إسرائيلية جديدة على مواقعها النووية بعد الحرب التي اندلعت في يونيو، تبدو إيران أمام تحديات غير مسبوقة في الداخل والخارج.

اعرف أكثر

عودة العقوبات الأممية بعد عقد كامل

أعادت الأمم المتحدة، السبت، فرض حظر على الأسلحة وعقوبات أخرى على إيران، بحسب رويترز، بعد عملية أطلقتها قوى أوروبية لمدة 30 يومًا.
وأعلنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إعادة فرض العقوبات على إيران في مجلس الأمن بسبب اتهامات بانتهاك الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وتُخضع هذه العقوبات إيران مجددًا لحظر على جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجته وأي نشاط متعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية.
كما تشمل حظر سفر وتجميد أصول عشرات الأفراد والكيانات الإيرانية وحظر توريد أي مكونات أو تكنولوجيا يمكن استخدامها في البرنامج النووي الإيراني، وفق فرانس برس.

طهران تحث الأمم المتحدة وتندد بالخطوة

دعا وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الأحد، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى منع تفعيل آلية تنفيذ العقوبات التي أعيد فرضها، وفق رويترز.
وكتب عراقجي في رسالة موجهة إلى غوتيريش على منصة إكس أن طهران لن تعترف بأي محاولة لتمديد أو إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.
كما ندّدت وزارة الخارجية الإيرانية، الأحد، بإعادة فرض العقوبات الأممية، ووصفتها بأنها "غير مبررة"، متوعدة بردّ "حازم ومناسب"، بحسب فرانس برس.

استدعاء السفراء وتهديد بالانسحاب النووي

أعلنت إيران، السبت، أنها ستستدعي سفراءها لدى بريطانيا وفرنسا وألمانيا للتشاور بعد قرار إعادة فرض العقوبات، وفق رويترز.
وفي موازاة ذلك، ذكرت واشنطن بوست أن البرلمان الإيراني قد يناقش الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، وأن رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، حذر الدول الملتزمة بالعقوبات من رد مماثل من إيران.

أزمة اقتصادية خانقة وغضب شعبي

تفاقمت الضغوط الاقتصادية على إيران مع تراجع العملة المحلية إلى مستوى قياسي، ما يزيد الضغوط على أسعار الغذاء ويجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة، وفق واشنطن بوست.
وأفادت فرانس برس بإقبال يفوق المعتاد على شراء الذهب في بازار طهران.
وأشارت رويترز إلى أنّ معدل التضخم الرسمي يبلغ نحو 40٪، فيما قدّره البعض بأنّه يتجاوز 50٪، مع ارتفاع كبير في أسعار الموادّ الغذائية وتكاليف السكن والخدمات.
وأفادت فرانس برس بإقبال يفوق المعتاد على شراء الذهب في بازار طهران.

مخاوف من ضربات إسرائيلية جديدة

ذكرت رويترز أن مسؤولين إيرانيين حذروا من أن الضغوط الاقتصادية تتزامن مع مخاوف متزايدة في طهران من احتمال شن إسرائيل ضربات جديدة على المواقع النووية الإيرانية إذا لم تؤت الدبلوماسية النووية مع الغرب ثمارها.
وتحدثت واشنطن بوست عن إعادة بناء مواقع الصواريخ التي ضُربت خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا في يونيو، والتي بدأت بضربات جوية إسرائيلية تلاها قصف أميركي على ثلاثة منشآت نووية إيرانية.

تفاصيل العقوبات وآلية الزناد

أعادت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة فرض العقوبات عبر العودة التلقائية (Snapback) بعد اتهام طهران بعدم منح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذنًا لاستعادة الوصول إلى المواقع النووية وعدم تقديم تقرير يوضح مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، وفق واشنطن بوست.
وتشمل العقوبات حظر بيع أو نقل الأسلحة إلى إيران أو منها، تجميد أصول كيانات وأفراد، ومنع السفر للمشاركين في النشاطات النووية المحظورة، وتقييد الوصول إلى منشآت مصرفية ومالية، بحسب فرانس برس.

تمسّك بالدبلوماسية وسط تصعيد الخطاب

أكد وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا أن إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة ليست نهاية للدبلوماسية وأنهم سيواصلون السعي للتفاوض مع إيران، وفق رويترز.
وأشاد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، بالدول الأوروبية الـ٣، واصفًا فرض العقوبات بأنه "عمل من القيادة العالمية الحاسمة"، ودعا إيران إلى قبول المحادثات المباشرة، بحسب واشنطن بوست.

انقسامات داخلية في النخبة الإيرانية

تحدثت رويترز عن انقسامات داخل النخبة الحاكمة في إيران حول كيفية التعامل مع الأزمة، فالبعض يدفع باتجاه نهج أكثر صرامة بينما يقاوم آخرون ذلك خوفًا من انهيار النظام.
ويرى مسؤولون أن العقوبات الجديدة قد تدفع إيران إلى موقف نووي أكثر تشددًا، لكنهم يشككون في إمكانية اتخاذ خطوات جذرية في ظل تزايد الضغوط الداخلية.

البرنامج النووي الإيراني ومستوى التخصيب

ذكرت فرانس برس أن إيران باتت تخصب اليورانيوم بنسبة 60%، قريبة من الحدّ التقني اللازم لإنتاج القنبلة الذرية البالغ 90%، وتملك نحو 440 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو ما يكفي لإنتاج ما بين 8 إلى 10 قنابل نووية إذا خُصّب إلى 90%.
كما أشارت واشنطن بوست إلى أنّ طهران لطالما أصرت على سلمية برنامجها النووي، فيما تقول الدول الغربية إن لديها خطة أسلحة منظمة حتى عام 2003.

مستقبل الاتفاق النووي والدبلوماسية

أشار وزراء خارجية الترويكا الأوروبية إلى أنهم حاولوا تجنب تفعيل "العودة التلقائية"، لكن إيران لم تتخذ "الإجراءات الملموسة" المطلوبة منها، وفق واشنطن بوست.
وأوضح وزير الخارجية الألماني أن بلاده "ليس لديها خيار" لأن إيران لم تمتثل لالتزاماتها، مضيفًا أنهم ما زالوا منفتحين على المفاوضات بشأن اتفاق جديد.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة