مال وأعمال

بين CBS وTikTok.. عائلة واحدة تتحكّم بما يظهر على شاشتك

نشر
blinx
بين مليارات التكنولوجيا وهوليوود، يُنسج خيط جديد من النفوذ يجمع بين المال والسياسة والإعلام في الولايات المتحدة.
فالملياردير لاري إليسون، مؤسس شركة "أوراكل" وأحد أغنى رجال العالم والمقرّب من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يعمل مع ابنه ديفيد إليسون على بناء ما يوصف بأكثر مشروع إعلامي طموح في العقد الأخير، إمبراطورية تمتدّ من استوديوهات السينما إلى شبكات البثّ التلفزيوني، وربما قريبًا إلى قلب المنصات الاجتماعية مثل "تيك توك".
من CBS العريقة إلى شركة باراماونت وحقوق بثّ UFC، يقود الابن عملية توسّع مدعومة بثروة والده الهائلة التي تجاوزت في بعض الأيام 400 مليار دولار، ما يمنح العائلة مساحة غير مسبوقة للتحرك في مزيج يجمع رأسمال وادي السيليكون، ونفوذ واشنطن، وسحر هوليوود.
لكن خلف بريق الصفقات والأسهم، تبرز أسئلة جوهرية: هل يسعى آل إليسون إلى تغيير قواعد اللعبة في صناعة الإعلام الأميركية، أم إلى إعادة هندسة العلاقة بين المال والرأي العام؟ وهل يمكن لمشروع بهذه القوة أن يبقى بعيدًا عن الاصطفافات السياسية في بلدٍ يشهد استقطابًا إعلاميًا غير مسبوق؟

اعرف أكثر

من هوليوود إلى تيك توك: تمدّد عائلة إليسون

بحسب واشنطن بوست، يعيش صحفيو شبكة CBS News حالة من القلق بعد أنباء تعيين الكاتبة باري فايس، المعروفة بانتقاداتها الحادة للإعلام التقليدي، في منصب رئيسة التحرير.
القرار جاء بإشراف ديفيد إليسون، الذي استحوذ عبر شركته Skydance Paramount على CBS في صفقة اندماج بلغت 8 مليارات دولار.
لكن صفقة CBS ليست سوى محطة أولى في مسار توسّع بدأ من هوليوود، حيث أنتج ديفيد أفلامًا ضخمة مثل Top Gun Maverick، قبل أن ينتقل إلى شبكات التلفزيون.
أما الخطوة التالية، فتتعلق بالتحضير، بحسب الصحيفة، لامتلاك حصة من النسخة الأميركية من TikTok، ما يعني أنّ مشروع الأب والابن يتمدّد من صناعة الترفيه إلى واحدة من أكثر المنصات الاجتماعية تأثيرًا في العالم.

ثروة تفوق إمبراطورية مردوخ

تشير واشنطن بوست وبيزنس إنسايدر إلى أنّ ثروة لاري إليسون تُقدّر بأكثر من 345 مليار دولار، أي ما يفوق بـ٣٠ ضعف ثروة قطب الإعلام روبرت مردوخ.
هذه القوة المالية مكّنت ديفيد من تنفيذ صفقات كبرى، بينها شراء حقوق بثّ UFC مقابل 7 مليارات دولار، وصفقة بـ1.5 مليار دولار مع صنّاع مسلسل South Park، إلى جانب مشاريع مستقبلية تشمل فيلم Call of Duty.
ويرى خبراء نقلت عنهم الصحيفة أن الجمع بين جمهور Paramount الضخم ونهج TikTok القائم على البيانات قد يخلق نموذجًا جديدًا للإعلام الأميركي، يجمع بين الدقة الرقمية والتأثير الثقافي.

من وادي السيليكون إلى البيت الأبيض

وفق سي إن إن، يمثّل لاري إليسون اليوم أحد أقوى رجال الأعمال في الولايات المتحدة، بعدما تحوّل من داعم للديمقراطيين إلى أحد أبرز الممولين للجمهوريين، ومن المقربين من ترامب.
فقد دعم إليسون حملات ماركو روبيو وتيم سكوت، واستضاف فعاليات لجمع التبرعات لحملة ترامب، وشارك في تأسيس مشروع "Stargate" مع ترامب ورئيسي شركتي OpenAI وSoftBank لتوسيع بنية الذكاء الاصطناعي الأميركية.
كما قاد مجموعة مستثمرين للاستحواذ على أصول TikTok في الولايات المتحدة، وهي صفقة صادق عليها ترامب شخصيًا.
وتوضح الشبكة أنّ علاقة إليسون بترامب تجاوزت التمويل السياسي إلى مستوى الشراكة الاقتصادية، إذ وصفه الرئيس السابق بأنه الرئيس التنفيذي لكل شيء".

الابن الليبرالي في عالم محافظ

رغم الخلفية الجمهورية لوالده، يوصف ديفيد إليسون بأنه أكثر اعتدالاً، إذ تبرّع بأكثر من 900 ألف دولار لحملة جو بايدن عام 2024، بحسب سي إن إن.
ومع ذلك، أثارت قراراته التحريرية في CBS، خاصة تعيين باري فايس، تساؤلات حول الاتجاه السياسي للشبكة بعد الاندماج.
ويقول ديفيد إن هدفه هو بناء "شركة إعلامية تقنية" تخاطب الوسط الأميركي، مؤكداً أن "كل ما نقوم به سيكون قائمًا على الثقة ومرتبطًا بالحقائق".

ما وراء النفوذ.. مشروع عائلي يعيد تعريف الإعلام

تصف بيزنس إنسايدر ثروة لاري إليسون بأنها "درع نفسي" تمكّن ابنه من التحرك بحرية تامة في سوق الإعلام، من دون الضغوط التي يواجهها أباطرة آخرون.
فحتى لو واجهت Paramount تراجعًا في الأسهم أو خسائر مالية، يبقى التمويل متاحًا والدعم العائلي مضمونًا.
وبينما يوسّع ديفيد إليسون استثماراته ويعقد صفقات بمليارات الدولارات، يترقب المراقبون الخطوة التالية لهذه العائلة التي تجمع بين قوة التكنولوجيا ونفوذ السياسة وسحر هوليوود، في مشروع قد يعيد تعريف العلاقة بين رأس المال والإعلام في القرن الـ٢١.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة