هدوء للذهب وانتعاش في وول ستريت.. الأسواق تتنفّس بحذر
بينما احتفلت اليابان بانتخاب أوّل امرأة تتولى رئاسة الوزراء، تراجع الين وتبدّلت رهانات المستثمرين على سياسة نقدية أكثر سخاء.
وفي الوقت نفسه، التقط الذهب أنفاسه بعد صعود قياسي، فيما حلّ التفاؤل في الأسواق الأميركية مع نتائج أرباح فاقت التوقعات.
أوّل رئيسة وزراء لليابان تُربك رهانات السياسة النقدية
تراجَع الين الياباني بعد انتخاب المحافظة المتشددة، ساناي تاكايتشي، رئيسة لوزراء اليابان، لتصبح أوّل امرأة تتولى المنصب في تاريخ البلاد، وسط رهانات المستثمرين على أنّ سياساتها قد تعني سخاءً مالياً أكبر وتوقعات فائدة أكثر غموضا.
وفازت تاكايتشي، زعيمة الحزب الديمقراطي الحرّ الحاكم، بتصويت مجلس النواب الياباني الثلاثاء، أعقبه تصويت مماثل في مجلس المستشارين وأداؤها اليمين الدستورية.
وجاء فوزها بدعم من حزب التجديد الياباني اليميني المعارض، ما عزّز مكانتها، لكنه ضغط على العملة اليابانية التي تراجعت بنسبة 0.4٪ إلى 151.38 ين للدولار.
وقال هيروفومي سوزوكي، كبير محللي العملات في "إس.إم.بي.سي"، إنّ التحفيز المالي متوقّع، لكنّه لن يكون جريئاً نظراً لصعوبات إدارة السياسة، متوقّعاً استمرار الضغط الخفيف على الين.
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أنّ تاكايتشي ستعيّن ساتسوكي كاتاياما، الوزيرة السابقة لإنعاش الأقاليم، في منصب وزيرة المالية.
"تداولات تاكايتشي" تدفع نيكي إلى ارتفاع قياسي
في البورصات اليابانية، واصل مؤشر نيكي 225 صعوده القياسي بنسبة 1.4٪ ليصل إلى49871.95 نقطة في التعاملات المبكرة، الثلاثاء، قبيل تصويت البرلمان لتأكيد تعيين تاكايتشي رسميا.
وارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بنسبة 0.7٪، فيما ظلّ سوق السندات الحكومية اليابانية شبه مستقرّ.
وسجّلت البورصة ما سُمّي "تداولات تاكايتشي"، التي ترافقت مع ارتفاع الأسهم وانخفاض السندات طويلة الأجل وتراجع الين.
وأشارت صحيفة "نيكي" إلى أنّ الحزب الحاكم ضمّ شريكاً جديداً من حزب التجديد لتعزيز موقعه، لكن الائتلاف لا يزال أقلية، ما يعني أنّ خيارات الإنفاق قد تبقى محدودة على المدى المتوسط.
ومن أبرز الرابحين في الجلسة سهم شركة دينا المصنعة لألعاب الفيديو (+5.6٪)، وجابان إكستشينج غروب (+5.4٪)، فيما تراجع سهم هيتاشي 1.1٪.
الذهب يلتقط أنفاسه بعد صعود قياسي
وفي الأسواق العالمية، شهدت أسعار الذهب تراجعا طفيفا، الثلاثاء، بعد أن سجّلت مستوى قياسياً جديداً عند 4381.21 دولارا للأونصة في الجلسة السابقة.
وانخفض المعدن النفيس في المعاملات الفورية 0.3٪ إلى 4340.99 دولاراً للأوقية، وسط عمليات جني أرباح من المستثمرين عقب موجة شراء مدفوعة بمخاوف الأسواق وتوقعات خفض الفائدة الأميركية.
وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق لدى "كيه.سي.إم تريد"، إنّ أي انخفاض في الأسعار يُنظر إليه على أنّه فرصة شراء جديدة ما دام الاحتياطي الفيدرالي ماضيا في مساره نحو خفض الفائدة.
وتتوقّع الأسواق خفضاً بمقدار ربع نقطة مئوية هذا الشهر، مع احتمال خفض آخر في ديسمبر، فيما يترقّب المستثمرون بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي نهاية الأسبوع.
وول ستريت تنتعش.. والأرباح تبعث التفاؤل
في المقابل، أغلقت وول ستريت على ارتفاع حادّ الإثنين بدعم من أسهم القطاعين المالي والتكنولوجي، بعد صدور نتائج أرباح فاقت التوقعات، ما أنعش شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
وقفزت المؤشرات الـ٣ الرئيسية، إذ صعد ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.07٪ إلى 6735.02 نقطة، وارتفع ناسداك 1.37٪ إلى 22990.54 نقطة، فيما تقدّم داو جونز الصناعي 1.11٪ إلى 46704.5 نقطة.
ووصل سهم أبل إلى أعلى مستوى قياسي له، بينما حققت ميتا ونتفليكس وألفابت مكاسب قوية تراوحت بين 1.3 و3.3٪.
وقال بول نولت، كبير استراتيجيي السوق في شركة "مورفي آند سيلفست"، إنّ السوق شهدت تحركاً قوياً وشاملاً يعكس ارتياحاً من القطاع المالي وتراجع المخاوف بشأن جودة الائتمان الإقليمي.
خيط الأسواق المشترَك.. الثقة الحذرة