المعادن النادرة.. ورقة "صينية" تتحكم بصناعات العالم
وافقت الصين على تعليق القيود التي فرضتها الشهر الماضي على صادرات عدّة لمدة عام، من بينها تلك المتعلقة بالمعادن النادرة والتي تسبّبت في تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقالت وزارة التجارة في بيان إنّ "الصين ستعلّق لمدّة عام القيود على الصادرات ذات الصلة التي أُعلن عنها في التاسع من أكتوبر، وستدرس خططا محددة" بهذا الشأن.
ما هي هذه المعادن وما أهميتها؟
العناصر الأرضية النادرة هي مجموعة مكونة من 17 عنصراً، تشمل 15 معدنًا فضيًا أبيض يُعرف باللانثانيدات أو اللانثانويدات، بالإضافة إلى عنصرَي الإيتريوم والسكانديوم.
تُستخدم العناصر الأرضية النادرة أو المغناطيسات المصنوعة منها بكميات صغيرة لكنها حيوية في كل شيء من هواتف آيفون والغسالات إلى مقاتلات F35 كما تُستعمل في السيارات الكهربائية، والمعدات الطبية، وتكرير النفط، وتطبيقات عسكرية متعددة مثل الصواريخ وأنظمة الرادار.
بدون هذه العناصر، تتوقف سلاسل التوريد سريعًا، وقد اضطر مصنعو السيارات إلى إيقاف بعض خطوط الإنتاج في وقت سابق هذا العام بعد أن سببت القيود الصينية على الصادرات نقصًا في الإمدادات.
ليست نادرة بالمعنى التقليدي كونها غير موجودة بكثرة، فبعضها أكثر انتشارًا من الرصاص، على سبيل المثال. لكن هذه العناصر غالبًا ما تتوزع بكميات صغيرة في قشرة الأرض وتختلط مع معادن أخرى، مما يجعل العثور على رواسب كبيرة صعبًا ومكلفًا.
ما الدولة الأكبر إنتاجًا؟
على الرغم من أن العلماء الأميركيين ساهموا في تطوير عملية فصل وتنقية العناصر الأرضية النادرة في خمسينيات القرن الماضي، إلا أن الصين هي المسيطرة على الصناعة منذ الثمانينيات، بفضل انخفاض التكاليف، ومعايير بيئية أقل صرامة، ودعم حكومي طويل الأمد.
تمثل الصين حوالي 60% من الإنتاج العالمي من المناجم، وأكثر من 90% من الإنتاج المصنّع والمغناطيسات النادرة.
توجد مشاريع في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا لبناء سلاسل توريد بديلة، لكنها ستستغرق سنوات لإنتاج كميات ملموسة.
يتطلب معالجة العناصر الأرضية النادرة غالبًا استخدام المذيبات، ما يؤدي إلى إنتاج نفايات سامة تلوث التربة والمياه والغلاف الجوي. تُطور تقنيات صديقة للبيئة، لكنها لم تُعتمد على نطاق واسع بعد.
كما تحتوي بعض أنواع خامات العناصر الأرضية النادرة على الثوريوم أو اليورانيوم المشع، وغالبًا ما يُزال هذا باستخدام الأحماض. وبسبب هذه المخاطر الصحية والبيئية، تواجه تطوير الصناعة عقبات تنظيمية كبيرة.