رهان الإغلاق.. الذهب يترقّب والين يترنّح والأسواق تنتعش
بينما يترقّب المستثمرون تصويت مجلس النواب الأميركي على اتفاق ينهي أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، اتّجهت الأسواق العالمية نحو حالة من الهدوء الحذر، تجمع بين التفاؤل والمراقبة. فالمصير المالي للحكومة الفيدرالية بات بمثابة البوصلة التي تحدّد اتجاه أسعار الذهب، وحركة العملات، ومؤشرات الأسهم من طوكيو إلى لندن.
هذا التفاؤل الحذر انعكس في رهانات الأسواق على خفض محتمل لأسعار الفائدة الأميركية في ديسمبر، ما أعاد تنشيط الطلب على الأصول عالية المخاطر، مقابل تراجع طفيف في الدولار وصعود تدريجي للذهب.
الذهب ينتظر الحسم الأميركي
استقرّ المعدن النفيس، الأربعاء، عند 4131.8 دولارا للأوقية في المعاملات الفورية، بينما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة 0.5٪ إلى 4137.2 دولارا، بحسب رويترز.
وقال جيوفاني ستونوفو من بنك يو.بي.إس: "ينتظر الجميع مزيداً من الوضوح بشأن الإغلاق الحكومي وموعد صدور البيانات الأميركية مجدداً".
ورغم هذا التريّث، يواصل الذهب اتجاهه التصاعدي بدعم من التوترات الجيوسياسية، وتخفيف السياسة النقدية، وتراجع الثقة بالدولار.
وارتفع المعدن بأكثر من 57٪ منذ بداية العام، فيما يتوقع بنك جيه.بي مورغان أن يتجاوز 5 آلاف دولار بحلول الربع الرابع من 2026.
في موازاة ذلك، ارتفعت الفضة 1.2٪ إلى 51.84 دولارا للأوقية، والبلاتين 0.4٪ إلى 1580 دولارا، والبلاديوم 0.3٪ إلى 1440.75 دولارا.
الأسهم الأوروبية تسجّل قمّة جديدة
في أوروبا، قفز المؤشر ستوكس 600 إلى مستوى غير مسبوق عند 582.91 نقطة (+0.48٪)، وسط تفاؤلٍ واسع بإنهاء الإغلاق الأميركي.
وقاد قطاع المرافق المكاسب بارتفاع 1.4٪، مدفوعا بخطة استثمارية ضخمة بقيمة 33 مليار جنيه إسترليني أعلنتها شركة SSE البريطانية لتحديث شبكات الكهرباء والطاقة المتجددة.
في المقابل، خسر سهم Edenred الفرنسية 10٪ بعد خفض توقعات الأرباح لعام 2026.
ورأت رويترز أن التفاؤل بإنهاء الأزمة الأميركية أعاد الثقة للمستثمرين الأوروبيين، بعد أسابيع من اضطراب البيانات الاقتصادية.
وفي آسيا، واصل المؤشر نيكي الياباني مكاسبه ليغلق مرتفعا 0.43٪ عند 51063.31 نقطة، بينما قفز توبكس الأوسع نطاقا 1.14٪ إلى مستوى قياسي جديد عند 3359.33 نقطة.
جاء الدعم من تقليص سوفت بنك خسائرها بعد بيع حصة في إنفيديا بقيمة 5.8 مليارات دولار، ومن ارتفاع أسهم التكنولوجيا مثلTDK (+4.9٪) وسوني (+3.6٪)، التي رفعت توقعاتها التشغيلية للعام المقبل.
كما قفز سهم ميتسوي كينزوكو 23٪ بعد رفع أرباحه المتوقعة 75٪ بفضل الطلب على مواد الذكاء الاصطناعي.
الين عند أخطر مستوى منذ فبراير
على الجانب الآخر من المشهد الآسيوي، انخفض الين الياباني إلى 154.79 للدولار، وهو أدنى مستوى في ٩ أشهر، قبل أن يتعافى جزئيا بعد تصريحات وزيرة المالية ساتسوكي كاتاياما التي أقرّت بأنّ سلبيات ضعف العملة "أصبحت أكثر وضوحا".
ويرى محللو ميزوهو للأوراق المالية أن الأسواق وضعت خطا أحمر عند 155 ينا، وهو مستوى قد يدفع طوكيو لتكثيف تدخلاتها اللفظية.
وفي ظلّ توقعات خفض الفائدة الأميركية الشهر المقبل احتمال 68٪، تراجع الدولار قليلا، بينما ارتفع اليورو مقابل الين إلى 179.14 والإسترليني مقابل الين إلى 203.11.