من العملات إلى الذهب.. ما الذي أعاد رسم مزاج الأسواق؟

تعيش الأسواق العالمية، هذا الأسبوع، حالة ارتباك تتقاطع فيها ضبابية البيانات الأميركية بعد الإغلاق الحكومي مع تغيّر اتجاهات المستثمرين بين بيع الأصول، وتفادي المخاطر، وجني الأرباح في أسهم التكنولوجيا.

فبينما يتجه الدولار نحو تسجيل خسائر أسبوعية، وينخفض اليقين بشأن خفض الفائدة الأميركية الشهر المقبل، تتلقّى الأسهم الأوروبية واليابانية ضربات متفاوتة وسط مخاوف التقييمات، فيما يجد الذهب طريقه إلى مكاسب أسبوعية مدعوما بتراجع العملة الأميركية.

يتجه الدولار لتسجيل انخفاض أسبوعي مع تقليص المتعاملين مراكزهم بانتظار تقييم البيانات الأميركية المتراكمة بعد إنهاء الإغلاق الحكومي.

ذلك رغم ارتفاع العوائد وتراجع توقعات خفض الفائدة، ووسط عمليات بيع طاولت الأسهم والسندات الأميركية وامتدت إلى آسيا.

تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفدرالي التي تميل للتشديد لم تنجح في دعم العملة، التي هبطت إلى أدنى مستوى في أسبوعين مقابل اليورو، بينما حافظ الفرنك السويسري على مكاسب تتجاوز 3 أسابيع.

البيت الأبيض أشار إلى احتمال عدم صدور تقرير البطالة لشهر أكتوبر، فيما يقدّر المستثمرون احتمالا يزيد قليلا عن 50٪ لخفض الفائدة الشهر المقبل.

وعلى وقع التغيرات الأميركية، سجّلت العملات الأخرى تحركات واضحة، من تراجع الجنيه الإسترليني بعد تقرير عن تغييرات ضريبية، إلى التقاط الين أنفاسه رغم بقائه قرب أدنى مستوى له في 9 أشهر، وصولا إلى صعود اليوان الصيني إلى أعلى مستوى في عام، على خلفية بيع المصدرين المحليين للدولار بالتوازي مع بيانات اقتصادية صينية ضعيفة.

انخفض المؤشر نيكي 1.8٪ مع اقتفاء أسهم التكنولوجيا أثر خسائر وول ستريت، وسط مخاوف من ارتفاع التقييمات. وتصدّرت شركات الرقائق الهبوط، من أدفانتست (-5.5٪) إلى طوكيو إلكترون (-6.1٪)، إضافة إلى تراجع أسهم مراكز البيانات، مثل هيتاشي وفوجيكورا.

وقالت محللة نومورا إن المستثمرين يجنون أرباحا من أسهم الذكاء الاصطناعي، بينما حققت شركات أخرى مكاسب لافتة، منها توبان (+14٪) وطوكيو تاتيمونو (+10.4٪).

ورغم ذلك، سجّل المؤشر نيكي تقدما طفيفا خلال الأسبوع بنسبة 0.2٪.

تراجعت الأسهم الأوروبية 0.9٪ مع انخفاض ستوكس 600 إلى 575.41 نقطة، وهبوط البنوك بنحو 2٪، بعدما قلّلت تصريحات متشددة من مسؤولي الاحتياطي الفدرالي من التوقعات بخفض قريب لأسعار الفائدة.

ورغم ذلك، يتجه المؤشر نحو أفضل أداء أسبوعي له منذ سبتمبر (+1.86٪).

وسجّلت بعض الشركات ارتفاعات قوية، مثل ريتشمونت (+7.8٪) وسيمنس للطاقة (+10٪)، فيما كان أداء الأسهم البريطانية أضعف بسبب تقرير عن تغيير حكومي يخص ضريبة الدخل.

صعد الذهب 0.2٪ في المعاملات الفورية محققا مكاسب أسبوعية بلغت 4.5٪، بدعم من انخفاض الدولار للأسبوع الثاني، رغم أن تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفدرالي حدّت من التفاؤل بشأن خفض الفائدة الشهر المقبل.

ويتوقع المتعاملون حاليا احتمالا بنسبة 51٪ لخفض ربع نقطة أساس، بينما يستفيد الذهب، كأصل لا يدر عائدا، من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة ومن حالة الضبابية الاقتصادية التي سبّبها الإغلاق الأميركي الذي استمر 43 يوما. كما ارتفعت الفضة والبلاتين والبلاديوم بنحو 0.6٪ لكل منها.