بيتكوين 2025.. هل تنجو من فخ الـ80 ألفا وأزمة Strategy؟

كان عام 2025 "رحلة أفعوانية" لبيتكوين، قمم قياسية أعقبتها موجات بيع حادّة، جعلت أكبر عملة مشفّرة مهدّدة بأول تراجع سنوي منذ 2022 مع تسعير احتمال لهبوطها دون 80 ألف دولار، بحسب رويترز.

في المقابل، تصف منصة onesafe العملة بأنها "مكشوفة في عين عاصفة السوق" بين 80 و100 ألف، وسط شدّ حبال بين خوف المتعاملين وطموحهم، فيما ترصد تقارير coinspeaker وForbes ارتدادات متكرّرة فوق 92 ألف دولار.

وتضع فايننشال تايمز هذا المشهد في إطار أوسع، عبر متابعة أزمة سهم شركة Strategy، التي تصفها رويترز بأنّها أكبر شركة ادخار لبيتكوين في العالم، وما تعنيه هذه الأزمة لنموذج "بيتكوين فقط".

تفيد رويترز بأنّ بيتكوين قفزت بعد انتخاب الرئيس الأميركي الداعم للكريبتو دونالد ترامب، ثم سجّلت قمّة تاريخية فوق 126 ألف دولار قبل أن تتعرّض لهزة قوية عقب إعلان رسوم جديدة على الواردات الصينية وقيود على تصدير البرمجيات الحسّاسة، ما فجّر أكبر موجة تصفية لمراكز مموّلة بالرافعة في تاريخ الكريبتو وأدخل السوق في مرحلة ضعف.

في هذه الأجواء، ينقل coinspeaker أن بيتكوين عادت لتتجاوز مستوى 92 ألف دولار مع قفزة في أحجام التداول وإغلاق فجوة عقود CME قرب 89400 دولار، مستفيدة من شراء مكثّف عند التراجعات.

ويرى المحلّل مايكل فان دي بوب أنّ هذا الطلب قد يساعد على تثبيت السعر وربما يفتح الباب نحو المستوى النفسي عند 100 ألف دولار، بينما يحذّر محلّلون آخرون من أن النطاق بين 88 و89 ألفا يشكّل خط دفاع حرجا، مع تذكير من علي مارتينيز بأن الهبوط دون مؤشّر نسبة السعر المُحقَّق إلى النشاط ارتبط تاريخيا بتراجعات نحو "السعر المُحقّق".

يراقب المتعاملون، وفق coinspeaker، اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي في 10 ديسمبر، مع توقّعات واسعة بخفض الفائدة استنادا إلى بيانات وظائف أضعف ومخاوف تضخّم.

وتذكر رويترز أن العملات المشفّرة باتت أكثر حساسية لمسار أسعار الفائدة، وتنقل عن أبحاث فيديليتي أن بعض المحلّلين لاحظوا ميل الكريبتو للارتفاع عندما يرسل الفدرالي إشارات تميل للتيسير، رغم محدودية السجل التاريخي Forbes.

تربط الارتداد الأخير لبيتكوين إلى حدود 92300 دولار بما وصفه وليام ستيرن بأنّه تقاطع بين تسعير "الأموال الذكية" لتحوّل وشيك في سياسة الفدرالي، و"صدمة عرض" من سحوبات قوية من البورصات، و"هروب نحو الأصول عالية الجودة" قبيل حالة عدم اليقين الاقتصادي في 2026، مع إشارة من مارك بي. بيرنيغر إلى أن انخفاض الفائدة يجعل الأصول عالية العائد مثل بيتكوين أكثر جاذبية من السندات، وأن نسبة كبيرة من المستثمرين تخطّط لزيادة تخصيصاتها للكريبتو في 2025.

توضح رويترز أنّ المؤشرات الرئيسية في أسواق الأسهم العالمية عاشت عامًا متقلّبًا، مع قمم جديدة وهبوط متكرّر على وقع مخاوف الرسوم وأسعار الفائدة واحتمال تكوّن فقاعة في أسهم الذكاء الاصطناعي، وأن ترابط بيتكوين مع مؤشري إس أند بي 500 وناسداك 100 تعزّز هذا العام مع دخول المستثمرين الأفراد التقليديين وبعض المؤسسات إلى سوق الكريبتو.

وباتت تحرّكاتها ترتبط أكثر بمعنويات المخاطرة في أسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

تقرير onesafe يرصد انتقال السردية من دورة الـ٤ سنوات المرتبطة بالتنصيف إلى واقع جديد تحكمه صناديق المؤشرات المتداولة والتدفّقات المؤسسية، مع خروج مليارات الدولارات من صناديق بيتكوين ETF في الأسابيع الأخيرة واعتماد العديد من المؤسسات استراتيجيات أكثر حذرًا، بالتوازي مع تحوّل جزء من المتداولين الصغار نحو عقود خيارات قصيرة الأجل ونتائج أكثر قابلية للتوقّع.

وفي الاتجاه المعاكس، تشير Forbes إلى خطوات داعمة للتبنّي المؤسسي، بينها توصية بنك أوف أميركا بتخصيص جزء من المحافظ للكريبتو لعملاء إدارة الثروات، وسماح فانغارد بتداول صناديق الكريبتو المتداولة في البورصة على منصتها.

بحسب coinspeaker، تُظهِر بيانات CryptoQuant زيادات ملحوظة في أوامر الشراء الآنية لبيتكوين خلال الأسابيع الأخيرة، بما يعكس استمرار ضغط الشراء في فترات الهبوط مع نشاط واضح للحيتان، رغم تحذير محلّلي المنصّة من أن استجابة السعر تبدو أضعف.

فوربس تشير إلى أن مؤشر الخوف والطمع هبط إلى مستويات متدنية، وأنّ صندوق IBIT التابع لبلاك روك يسجّل سحوبات كبيرة فيما يبيع المستثمرون الأفراد، في حين تواصل المحافظ الكبرى امتصاص جزء مهم من إصدار بيتكوين السنوي.

على الجبهة المؤسسية، تبيّن فايننشال تايمز أن سهم Strategy، التي تحوّلت من شركة برمجيات خاملة إلى "آلة" لشراء بيتكوين، صعد بقوة في السنوات الأخيرة قبل أن يهبط بنحو 60% من ذروته، لتتقلّص القيمة المنشئية للشركة إلى هامش محدود فوق قيمة حيازاتها من بيتكوين بعد أن كانت تعادل ضعفها تقريبا.

وينقل التقرير عن ديفيد كراوس أنّ اختفاء هذه العلاوة سيجعل "نموذج عمل Strategy بالكامل ينهار"، وعن مايكل سايلور قولّه إن الشركة، ما دامت قيمتها المنشئية تتجاوز صافي قيمة أصولها، تفضّل بيع الأسهم لشراء مزيد من بيتكوين لكنّها قد تلجأ إلى بيع جزء من الحيازات إذا تم تداول السهم بخصم، مع الإشارة إلى تحذيرها من خسائر كبيرة محتملة إذا أنهت بيتكوين العام قرب 85 ألف دولار وإنشائها احتياطيا بالدولار لتغطية التوزيعات والفوائد.

وفي الخلاصة، تصف onesafe بيتكوين بأنها تقف على "الحافة" فيما تُعاد صياغة دورات أسعارها تحت ضغط ديناميكيات سوقية جديدة وسلوكيات مؤسسية، بينما تتوقّع Forbes عاما قويا للأصول الرقمية في 2026 مع تزايد القبول المؤسسي ووضوح تنظيمي وظروف نقدية أكثر تيسيرًا.