مال وأعمال

بين الفرص والمخاطرة.. المعادن البيضاء تشعل الأسواق في 2025

نشر
blinx
في عام انشغل فيه المستثمرون بتتبع قفزات الذهب القياسية، كانت ثلاثة معادن تتحرك خارج دائرة الضوء لتسجل واحدة من أكثر السنوات جنونا في تاريخها الحديث.
لم تكتف الفضة، والبلاتين، والبلاديوم بمجاراة الذهب في 2025، بل تفوقت عليه في نسب الارتفاع، مدفوعة لا بالخوف أو المضاربات وحدها، بل بعودة الصناعة بقوة إلى صدارة الطلب العالمي.
هكذا تحولت "المعادن البيضاء" من أصول ثانوية إلى قلب المشهد في أسواق السلع. فما الذي قادها إلى هذا الصعود؟

الصناعة تقود الصعود.. الطلب الحقيقي وراء الأرقام

وفق تحليل نشرته صحيفة ليزيكو الفرنسية، شهدت المعادن الصناعية الثمينة عاما استثنائيا بفضل طلب متزايد من قطاعي السيارات والطاقات المتجددة.
وسجّلت الفضة رقما قياسيا تاريخيا بلغ نحو 69.9 دولارا للأونصة، بارتفاع يناهز 140% منذ بداية العام، في أكبر قفزة سنوية لها منذ عقود.
ويُعزى هذا الأداء، بحسب الصحيفة، إلى الاستخدام الصناعي الكثيف للفضة، إذ يرتبط قرابة 30% من الطلب العالمي عليها بتطوير الطاقة الشمسية، إضافة إلى دورها الأساسي في مراكز البيانات والمركبات الكهربائية.
كما يلفت التقرير إلى أن الفضة تنتج غالبا كمنتج ثانوي في مناجم الذهب أو النحاس، ما يجعل زيادة المعروض أمرا بالغ الصعوبة حتى مع ارتفاع الأسعار، وهو ما يكرس اختلالا هيكليا بين العرض والطلب.
أما البلاتين والبلاديوم، فرغم عدم تسجيلهما أرقاما قياسية مطلقة، فقد حققا مكاسب لافتة، إذ ارتفع سعر البلاتين بنحو 130% ليصل إلى أكثر من 2,070 دولارا للأونصة، بينما صعد البلاديوم بأكثر من 90% إلى نحو 1,750 دولارا. وتوضح ليزيكو أن هذين المعدنين يظلان وثيقي الارتباط بصناعة السيارات، لكونهما عنصرين أساسيين في أنظمة معالجة الانبعاثات في المركبات العاملة بالبنزين والديزل.

لماذا يبقى الذهب مفضلا رغم تفوق "المعادن البيضاء"؟

رغم هذا الأداء القوي، تشير تقارير متخصصة، من بينها تحليل نشره موقع Gold.fr تحت عنوان "لماذا يبقى الذهب المفضل لدى المستثمرين"، إلى أن الفضة والبلاتين والبلاديوم لم تنجح بعد في انتزاع مكانة الذهب كأصل استثماري مهيمن.
ويرجع التقرير ذلك إلى مجموعة عوامل، في مقدمتها البعد التاريخي والرمزي للذهب بوصفه مخزنا للقيمة عبر آلاف السنين، إضافة إلى تمتعه بسيولة عالية واحتفاظ البنوك المركزية به كاحتياطي استراتيجي.
في المقابل، تبقى المعادن البيضاء أكثر ارتباطا بالدورات الصناعية، ما يجعلها أشد تقلّبا وأقل قابلية للاستخدام كملاذ آمن تقليدي.
ويشير Gold.fr إلى أن الفضة تتمتع بميزة "سعر الدخول" المنخفض مقارنة بالذهب، بينما يظل البلاتين والبلاديوم رهينين لتقلبات قطاع السيارات والتحولات التكنولوجية، ولا سيما مع توسع السيارات الكهربائية. لذلك، يُنظر إلى هذه المعادن على أنها أدوات لتنويع المحافظ الاستثمارية أكثر منها بدائل مباشرة للذهب.

البلاتين والبلاديوم كرهان استثماري.. بين الفرصة والمخاطرة

في تقرير منفصل نشرته منصة Gold Avenue، يقدم هذان المعدنان بوصفهما خيارين استثماريين حقيقيين، مدعومين بندرتهما وطلبهما الصناعي المرتفع.
ويشير التقرير إلى أن البلاتين والبلاديوم ينتميان إلى مجموعة المعادن البلاتينية، ويستخدمان على نطاق واسع في الإلكترونيات وصناعة السيارات والمجوهرات.
ويبرز التقرير أن نحو 60% من الطلب العالمي على البلاتين يأتي من قطاع السيارات، فيما يظل البلاديوم أكثر حساسية للتغيرات في هذا القطاع، نظرا لاعتماد إنتاجه على عدد محدود من الدول، مثل روسيا وجنوب إفريقيا.
ورغم تراجع الطلب عليه في بعض فترات التحول نحو السيارات الكهربائية، تشير تحليلات نقلتها Gold Avenue عن مؤسسات استشارية، مثل SFA Oxford، إلى احتمال عودته للواجهة من خلال تقنيات الهيدروجين.
كما يلفت التقرير إلى أن 2025 شهد ارتفاعا بنحو 76% في سعر البلاتين و56% في سعر البلاديوم منذ بداية العام، مع توقعات، نقلتها المنصة عن رويترز، باستمرار الضغوط على المعروض في 2026، ما قد يدعم الأسعار، وإن بوتيرة أهدأ.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة